أرشيف - غير مصنف

عباس وقد أطاع قومه: الدول العربية هي من طلبت تأجيل النظر في تقرير غولدستون

كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الدول العربية هي من قدمت طلبا بتأجيل النظر في تقرير غولدستون في ضوء تنامي الجدل الواسع على المستويين الفلسطيني والعربي على هذا التأجيل وتوجيه الاتهامات للسلطة الفلسطينية بأنها من قدمت طلب التأجيل.
 
وقال في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام عقب مباحثات أجراها الليلة الماضية في صنعاء مع الرئيس اليمني عبدالله صالح لتوضيح الهدف من قراره تشكيل لجنة وطنية لبحث ملابسات تأجيل النظر في تقرير غولدستون أن “موضوع التأجيل لم يأت من عندنا لأننا لسنا أعضاء في هذه المؤسسة الدولية والذي قدم الطلب هي الدول العربية والذي قرر تأجيل النقاش لثلاثة أشهر هي الدول العظمى وبموافقة الأطراف العربية والإفريقية والإسلامية”.
 
وأضاف “هناك ضجة حول هذا الموضوع وبطبيعة الحال الناس تريد أن تعرف وتفهم وليس لدينا مانع أن نوضح هذه الأمور وأقول أن الطلب قدم من الدول العربية وأجل بطلب من روسيا وأمريكا وأوربا والصين وموافقة الأطراف العربية ولإفريقيه والإسلامية المعنية واعتقد أن هذه القضية ستطرح مرة أخرى على مجلس الأمن”.
 
وفي شأن ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات متكررة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني أكد الرئيس الفلسطيني أن “الرد العربي يجب أن يكون قاسيا وشديدا تجاه ما تقوم به إسرائيل ” معتبرا أن إسرائيل تريد استفزاز الشعب الفلسطيني من خلال منع المصلين وضربهم”.
 
وقال :”هي اعتادت على ذلك لكي تشعر العالم أن الفلسطينيين مشاغبين ولكنها في الواقع هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال لإبعاد الأنظار عن نشاطاتها الاستيطانية في القدس والضفة الغربية واعتداءاتها المستمرة على قطاع غزه”.
 
وحول الوساطة المصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإلى أين وصلت قال عباس : ” الأخوة المصريون سيتقدمون خلال الأيام القليلة القادمة بأفكار وأراء للمصالحة وغدا إن شاء الله سيكون هناك لقاء مع الإخوة المصريين من أجل أن نرى هذه الأفكار”.
 
وأضاف:” ومن حيث المبدأ نحن أرسلنا لهم موافقتنا على ما طرحوه علينا، ونحن متفائلين بهذه الجهود التي قامت بها وتقوم بها الشقيقة مصر”.
 
هذا وكانت المباحثات التي أجراها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صنعاء الليلة الماضية تركزت على العلاقات الثنائية والتطورات على الأراضي الفلسطينية وجهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس .
 
وأطلع الرئيس عباس، الرئيس علي عبدالله صالح على نتائج مباحثاته في نيويورك واللقاء الثلاثي الذي ضمه مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. بالإضافة إلى جهود المصالحة المبذولة بين حركتي فتح وحماس.
 
وأكد الرئيس اليمني مجدداً موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 
كما أكد مباركة اليمن للجهود المبذولة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.. مبينا أن تحقيق الوفاق والمصالحة الفلسطينية سيصب في خدمة قضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل استعادة حقوقه المشروعة.
 
الرئيس محمود عباس أعرب من جانبه عن وقوف أبناء الشعب الفلسطيني إلى جانب أشقائهم في اليمن في كل ما يصون أمن اليمن واستقراره ووحدته .. مشيدا بمواقف اليمن القومية المبدئية والشجاعة في دعمه اللامحدود لقضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع في سبيل إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .. مثمنا في ذات الوقت جهود القيادة السياسية اليمنية ومبادرة اليمن من أجل رأب الصدع الفلسطيني.
 
وأكد أن هناك تقارب بين المبادرة اليمنية والمساعي المصرية ..وقال: “المبادرة اليمنية التي قدمت لنا هي لا تختلف إطلاقا عن المساعي المصرية التي تقوم بها مصر الشقيقة وكلها نفس الأفكار والآراء وبالتالي نحن نحاول أن نبني عليها وأن نجد الحلول اللازمة لها”.
 
وكانت اليمن أعلنت مبادرة من سبعة بنود لرأب الصدع الفلسطيني تقضي بـ” العودة بالأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل استيلاء حماس على مؤسسات السلطة فيها وإجراء
انتخابات مبكرة واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005م واتفاق مكة 2007م على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ وأن تتكون السلطة الفلسطينية من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها.
 
و نصت المبادرة على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها.
 
كما نصت بأن تكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية.
 
وحظيت المبادرة اليمنية بتأييد كافة أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة، قبل أن تتحول إلى مبادرة عربية بعد أن تم تبنيها بالإجماع في القمة العربية التي عقدت بالعاصمة السورية دمشق.. إلا أن آليات تنفيذها ظلت محل تباينات في الرؤى بين فتح وحماس مما أعاق تطبيقها على أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى