سفـــن أب
سعيد جبوري
المشهد العام متشابهاً في كلا المسرحين… فقط شيء واحد مختلف هو الراقصة…. الأول في مدينة نيويورك… التصفيق حاد والموسيقى صاخبة… الكؤوس ما تكاد تفرغ حتى تمتلئ مرة أخرى… الأضواء متحركة تركز على الأماكن الأكثر إثارة للراقصة الحسناء… يعلو الهرج والمرج … تخلع الراقصة أول قطعة ثم الثانية وهكذا … عبارات الإعجاب تتطاير في كل زاوية …. الجمهور يصفق ويطالب بخلع أخر قطعة … سفن أب…سفن أب…سفن أب.
ونزولاً عند رغبة الجمهور الحبيب خلعت الراقصة القطعة السابعة لذلك أستحق المشروب العالمي أسم سفن أب.
لا يمكن المقارنة بين مفاتن الزعيم الفلسطيني وتلك الراقصة … وكي يرضي الحضور أستمر في خلع قطعة قطعة وهكذا إلى أن توقف عند القطعة الأخيرة التي تكاد أن تستر عورته … قد يكون قرار الشجعان أو تدخل العناية لألهيه في أخر لحظة كما حدث مع سيدنا يوسف وامرأة العزيز …أنسحب فجأة من الباب الخلفي وما كان من الرئيس كلينتون مدير مسرح كامب ديفيد إلا أن يعتذر للجمهور ويطفئ الأنوار … أختلف الجمعان … الفريق الأول الذي اكتفى بقراءة أخر صفحة في الرواية أعتبره بطلاً متمسكاً بالثوابت الوطنية أما الفريق الثاني الذي أعتاد قراءة الرواية من أول صفحة حتى أخرها أعتبره غير ذلك .
لقد أستحق العقاب … السم عرف طريقة إليه وبقدرة قادر جلس خويه مكانه … الجذور إيرانية والديانة بهائية… ليس ذلك مهماً… ولا زالت أبواب مسرح كامب ديفيد مشرعة.
الشمس أشرقت كئيبة يوم الجمعة الحزين… استسلمت لإلحاح نزعت الفضول برؤية ذلك المسرح السياسي ولو عن بعد … الطريق إليه معروف لدى أغلب الزعماء العرب … هناك تتم التنازلات الوطنية مجانا وتقديم الأضاحي السياسة على مذبح الحقوق العربية .
في منتصف الطريق مقبرة للأيتام وحشد كبير من الناس … أعرف معظمهم … معاقين وأهالي شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة مع ممثلين لمنظمات مدنية حقوقية فلسطينية ودولية … أديت معهم صلاة الغائب… المتوفى تقرير غولد ستون … عظم الله أجركم … تقديم التعازي على المقبرة بعد عملية الدفن مباشرة ….القطعة الأخيرة التي صعبت على الرئيس الراحل خلعها أسقطها خوية بسهولة… عدت مثقل الخطى أجرجر قدماي وأردد قصيدة الشاعر العظيم مظفر النواب قبل عشرين عاماً ** القدس عروس عروبتنا ** بدأها بمصطلح يليق بالزعامات العربية ** أولاد القحبة أنتم ** وصفقت له الجماهير العربية.