بقلم/ الشيخ أبو بكر الشمري
مركز حجازنا للدراسات والنشر
الدار البيضاء – المغرب
لقد سبق وحذرنا، وحذر غيرنا من علماء الإسلام، من مباذل ذلك (الدين الوهابي) وفتاويه وأفكاره المخالفة لروح الإسلام وعقيدته السمحة، والتي تأتي أحياناً على شكل (فتاوى تكفيرية) ضد المذاهب والفرق الإسلامية كلها، وأحياناً على هيئة أفكار شاذة لا تتفق وفطرة الإنسان المسلم وتخالف إجماع العلماء، وما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولعل أحدث هذه الأفكار الشاذة وأكثرها هزلاً وإهانة للدين والتي ستتحول قريباً إلى قرارات وسياسات ضد مصالح الأمة ودينها الحنيف، هو ما أعلنه الدكتور علي حمزة العمري رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، أنه سيتم افتتاح قناة فضائية متخصصة في عرض القرآن الكريم بطريقة “الفيديو كليب” منتصف عام 2010، في خطوة معادية لأبسط المفاهيم العقائدية الإسلامية، وقال العمري في تصريح خاص لصحيفة “الوطن” السعودية نشرته يوم 2/10/2009: “إن سبب إنشاء القناة يعود إلي أن طريقة عرض التلاوات القرآنية في القنوات القرآنية المتواجدة المتخصصة لم تف بالغرض المطلوب وهو التأثير في حياة الناس وسلوكياتهم”. وأضاف المسئول الوهابي في رؤيته الشاذة المخالفة للدين: أن القناة ستقوم بتصوير القارئ وهو داخل مسجده وخلفه المصلون، وقال “بعض المساجد وضعنا فيها ثلاث كاميرات وبعضها أكثر من ذلك بالإضافة إلى استخدام الكاميرا المتنقلة المتطورة (الكرين) التي تساعد على إظهار المسجد بطريقة فنية”. وأوضح أن القناة ستعتمد على القراء أصحاب الأصوات الحسنة، مؤكداً أن هناك العشرات لم يستثمروا من قبل بعض القنوات القرآنية. وأوضح وبطريقته التلفيقية الوهابية “يأتي القارئ الأول فيتلو القرآن في مدة لا تتجاوز عشر دقائق ويتبعه القارئ الذي يليه بالمدة نفسها ولكن في مسجد آخر ثم تنتقل القراءة إلى الحرم المكي وبعدها تلاوة من الحرم المدني القديم وبعد انتهاء نصف ساعة من التلاوة المتتابعة يأتي فاصل متجدد يتنوع بين تفسير الآيات أو إيضاح أمثلة قرآنية بالإضافة إلى بعض الحكم القرآنية والحديث عن التفسير الموضوعي في القرآن”. واستبعد العمري أن تكون في القناة برامج قرآنية، موضحاً أن التركيز سيكون على التلاوات، ولكن بالطريقة التي تجذب المشاهدين. وهنا ينتهي التصريح والرأي الوهابي الشاذ المخالف لأبسط القواعد الدينية التي تحترم القرآن تلاوة، واستماعاً، فهو ليس أغنية لمطربة أو مطرب، وليس فيلماً أو عملاً درامياً حتى نحرص على أن نقدمه بهذه الطريقة المبتذلة لكي نجذب المشاهدين، إن القرآن تلاوة واستماعاً، يحتاج إلى وقار في التقديم والتأمل والمشاهدة وليس إلى ما يقترحه هذا الوهابي المخالف برأيه لعقيدة الإسلام والمسلمين، وهي بالمناسبة عادة وهابية ثابتة منذ ظهرت تلك الدعوة على أيدي محمد بن عبد الوهاب في (القرن الثامن عشر الميلادي)، حيث دأبت على تقديم الأفكار المتطرفة والشاذة التي تهدم الدين والقرآن تحديداً. وحسبنا الله ونعم الوكيل في آل سعود والوهابيين!.