لجنة التحقيق لن تصلح ما فسد
لجنة التحقيق لن تصلح ما فسد
بقلم: زياد ابوشاويش
تنطح بعض رجالات سلطة رام الله والسيد ابراهيم خريشة ممثل فلسطين في الأمم المتحدة للدفاع عن طلب السلطة الفلسطينية تأجيل نقاش تقرير لجنة تقصي الحقائق في جرائم العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لستة أشهر والذي أدى عملياً لإفلات العدو من مأزق تحويل النتائج لمحكمة الجنايات الدولية ما يعني إدانة كل الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال وتحويل قادة الكيان للمثول أمام القضاء الدولي.
في المقابل خرج علينا السيد ياسر عبدربه بقرار تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية دون العودة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمعرفة المسؤول عن موقف فلسطيني مدان على كل الأصعدة وبكل المعاني وحيث بدونا في نظر العالم قابلين بمجازر العدو بحقنا وشجعناه على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، ولعل ما جرى في باحة المسجد الأقصى غداة التأجيل واعتداء الجيش وقطعان المستوطنين على المصلين المعتصمين لحماية المسجد يظهر إلى أي حد كان طلب التأجيل من جانبنا في لجنة حقوق الانسان غبياً ومناقضاً لكل دعوانا حول عنصرية العدو ووحشيته.
إن ما سيق من تبريرات للموقف المستخذي لا تقنع أي صاحب عقل بما في ذلك موقف الأصدقاء الممتنع عن التصويت أو الخشية من فشل اتخاذ قرار بإدانة العدو أو حتى بالخشية من تحويل بعض قادة حماس للمحكمة كما زعم خريشة وغيره.
المفارقة أن الرئيس الفلسطيني أيد تشكيل لجنة تحقيق في الأمر لمعرفة ملابسات الموضوع ومحاسبة المسؤول عن هذه الجريمة الخطيرة وفي نفس الوقت يصرح بأن ما جرى لسنا مسؤولين عنه وأن قرار التأجيل اتخذ بطلب عربي وأننا لسنا أعضاء في اللجنة، إلى آخر التبريرات التي تبريء سلفاً الفاعل وهذا لا يحل المشكلة ولا يصحح مساراً خاطئاً لكل سلوك السلطة وتكتيكاتها الفاشلة في مواجهة العدو، وقد حان الوقت لإعادة النظر في كل نهجنا السابق والتوقف عن سياسة التفرد التي ينتهجها رئيس السلطة والعودة للقيادة الجماعية وإشراك كل الطيف السياسي الفلسطيني وفصائل المقاومة في اتخاذ القرارات سواء على هذا المستوى أو في كل ما يمس مستقبل الشعب الفلسطيني ومصالحه.
إن حجم الألم الذي شعر به كل مواطن فلسطيني وعربي إزاء إفلات العدو وقادته من المحاسبة والعقاب بسبب موقفنا بالذات والضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت الحدث والرأي العام المدين للموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية في مسألة البت في التقرير لابد أن ينتج تصويباً للمسار الذي أوصلنا للمأزق الخطير الذي نعانيه جراء عدم قدرتنا على رفض الإملاءات الأمريكية والاسرائيلية أو تهديداتهما والذي زاد من عمقه منح الفرصة تلو الأخرى لعدونا ليبطش بنا وهو مطمئن على عجزنا عن ملاحقته حتى بالمعنى القانوني. حان الوقت لتفعيل كل إمكانياتنا لمقاومة هذا العدو الهمجي وعلى كافة الصعد بما في ذلك الشق القانوني والشرعية الدولية والتوقف عن استجداء العون من حليف عدونا الذي يخذلنا دائماً.