بقلم الشيخ/ عثمان الأزهري
من علماء الأزهر الشريف
كعادتهم دائماً يصر أجلاف الجزيرة العربية، على مخالفة شريعة رسولنا الأعظم صلوات الله عليه وسلم وصحابته الكرام، باحترام كرامة وآدمية الإنسان، وبخاصة الإنسان المسلم الذي أجبرته ظروف حياته الصعبة على أن يذهب للعمل في مملكتهم، ولقد ضجت الصحف والمواقع من كثرة ما نشرته من أخبار مؤلمة عما يتعرض له (الإنسان المسلم) من مهانة باسم نظام الكفيل من أجلاف الجزيرة ونقصد بهم تحديداً آل سعود ومن صار على دربهم من السعوديين. وسنقدم هنا أحدث واقعة حدثت ونشرتها قبل أيام صحيفة المصري اليوم (2/10/2009) في صدر صفحتها الأولى وجاء فيها نصاً: (أصدرت الجهات القضائية في جدة غرب السعودية حكماً بجلد خياط مصري 60 جلدة، بتهمة التحرش بفتاة سعودية خلال أخذه مقاسات جسدها. ونقلت صحيفة “الاقتصادية” الإلكترونية السعودية عن مصدر قضائي سعودي قوله إن “تفاصيل القصة تعود إلى تقدم مواطن سعودي بشكوى رسمية للجهات الأمنية يتهم فيها عامل الخياطة بالتحرش بابنته بعد أن حضرت للمشغل بغرض تفصيل فستان، وقال إن الوافد لامس أماكن حساسة من جسد ابنته عمداً خلال أخذه المقاسات”. وأضاف أن “الجهات الأمنية بدورها استدعت المتهم وأجرت تحقيقاتها معه، وأحالته لدائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام قبل أن يعرض أمام المحكمة الجزئية”، ورأت المحكمة أن الوافد مدان بـ(الشبهة القوية) وأصدرت حكمها بجلده 60 سوطاً دفعة واحدة، ولم يعترض المدعى عليه على الحكم، وتم رفعه لهيئة التمييز في “مكة المركة” التي أقرته وأصبح بذلك نهائياً ويستوجب التنفيذ الفوري. من جانبه، طالب حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، السلطات المصرية بسرعة التدخل لدى السلطات السعودية من أجل وضع حد لمثل تلك الاتهامات، التي يروح بسببها العديد من الضحايا المصريين. وقال أبو سعدة “للمصري اليوم”: “هذا النوع من القضايا أقرب إلى التلفيق منه إلى الواقع” منتقداً توقيع عقوبة الجلد، قائلاً: “العقوبات البدنية محرمة ومحظورة دولياً، وتتناقض مع قيم حقوق الإنسان”، موضحاً أن المتهم يمارس مهنته ولا يجوز معاقبته على أداء عمله، خاصة أن الفتاة هي التي ذهبت إليه، وذلك ينفي ارتكابه أي جريمة.
وبعد .. إن هذه الأحكام التي يصدرها كل حين ما يسمى زوراً بالقضاء السعودي وهي ضد (المصريين) وغيرهم الجنسيات المسلمة دون الأجنبية التي لا تمس، تعد في تقديرنا إهانة للإسلام والمسلمين، وللقرآن الكريم الذي أكد على تكريم الله للإنسان، فكيف يجلد لأسباب واهية غير قاطعة بالبينة والدليل والقرينة، إن نظام الكفيل في رأي غالب العلماء والفقهاء الثقاة لهو نظام عبودية بامتيار، ونظام إذلال للنفس التي كرمها الله، ومن المرفوض شرعاً التمسك به، ونحسب أن صمت العلماء ورجال الأزهر على تكرار هذه الجريمة (الجلد) باسم هذا النظام (الكفيل) هو الذي أغرى (أجلاف آل سعود) باستمرار إهانتهم للمصريين تحديداً، هذا طبعاً فضلاً عن تقاعس وصمت النظام المصري وتحديداً وزارة الخارجية المتواطئة عبر سفيرها وقنصلها في الرياض على حقوق مواطنينا الغلابة الذين ساقهم حظهم العثر إلى الخضوع لإجرام نظام الكفيل المعادي لروح الإسلام وعدالته، فهل آن لمن بقى شريفاً من علماء ورجال إعلام وساسة أن يتحركوا لإيقاف هذه الإهانات المستمرة في حق المصريين والعرب في تلك المملكة؟!.