(روافض – نواصب ) راغب السرجاني ..تاريخ ضد الإسلام 2 / 3
1 – سؤال ، و جواب : يقول حسن حنفي : قد يكون احد أسباب عثرتنا الأخيرة أننا حاولنا الإجابة دون ان نضع السؤال فجاءت إجاباتنا تعبيرا عن مواقف فكرية مسبقة دون تحليل للواقع المعيوش ..إجابات جاهزة تعبر عن إيمان مسبق دون رؤية لمشاكل العصر ..فالإسلام هو الحل ، و الماركسية هي الطريق ، و القوميّة هي الملاذ ، و الليبرالية هي الخلاص ..إجابات جاهزة دون طرح سؤال محدّد ..تعبر عن نيات دون أن تكون استجابة لموقف محدّد .. هي خطابة أكثر منها جدل .. إجابة دون سؤال ..
و قد تكون الإجابات تعبيرا عن ضيق ، اقرب إلى الصرخة منها إلى الإجابة .. و ذلك مثل ” الحاكمية لله ” إجابة عن سؤال لا شعوري عن مصدر السيادة ، و شرعية الحكم .. و هو سؤال مضمر يعبّر عن ضيق بالواقع ، و غضب منه و حنق عليه أكثر مما يجيب عن سؤال محدّد معلن تتعدد إجاباته ، و لا يتضمن إجابة انفعالية مسبقة برفض نظم الحكم القائمة ، و تكون الإجابة الجاهزة حينئذ معولا لتقويضها .. و السؤال الصحيح يتضمن نصف الإجابة ، ونصف الإجابة في طريق وضع السؤال ، و السؤال الخاطئ يتضمن إجابات خاطئة بالضرورة …
2 – سؤال خاطئ الجواب عليه فقط بـ ” نعم ، أو لا ”
أ – هل الوحي من عند الله ؟؟
ب – هل يعمل الإنسان للدنيا ؟؟ أو الآخرة ؟؟
ج – أيهما أفضل الرأسمالية أم الاشتراكيّة ؟؟
د – هل نحن مصريّون أم عرب ؟… هل نحن أفارقة أم آسيويون ؟… هل نحن مشارقة أم مغاربة ؟ ….
3 – بين التاريخ ، و الواقع ..أسئلة بـ ” رسم ” راغب السرجاني تحمل الإجابة الوحيدة الصحيحة :
أ – هل ” السنّة ” عقيدة أم مذهب ؟؟ دين أم فقه ؟؟ وهابيّة أم حنفيّة ؟؟ علي ( رض ) أم معاوية ( رض ) ؟؟
ب – هل احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونيّة.. هو ذاته احتلال فلسطين من قبل العصابات الصليبيّة ؟؟
ج – هل تمّ احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونيّة ..و محيطها دويلات سنيّة ؟؟ أم دويلات شيعيّة ؟؟
د – هل الولاء لليهود ( الحالة الصهيونيّة ) .. و النصارى ( الحالة الأمريكيّة ) يخرجني عن الملّة السنيّة ، و الملّة الشيعيّة ؟؟
هـ – هل حسني مبارك ، و عبد الله الثاني ، و عبد الله بن عبد العزيز ، و محمد السادس ، و عبد الله صالح .. يوالون اليهود ، و النصارى ؟؟ و هل هذا يخرج هؤلاء عن الملّة السنيّة إلى غير ملّة فيكون سبب لتكفيرهم ؟؟
و – هل يحاصر النظام المصري قطّاع غزّة ؟؟ و هل الفلسطينيون اللذين في قطّاع غزّة سنّة أم عبدة أصنام ؟؟
ز – هل يشبه “ الشيخ الطنطاوي ” .. ” العزّ بن عبد السلام ” ؟؟ و هل الأوّل يكون غير” سنّي ” عندما يصافح قاتل العرب المسلمين السنيين ” بيريز ” ؟؟
ح – هل تآمر ” ابن العلقمي ” على المسلمين لأنّه شيعي ؟ و ماذا عن ” الشيعة ” اللذين قتلوا حين دخل هولاكو بغداد ؟؟ و هذا يقود إلى سؤال آخر.. هل تآمر “ أبو الغيط ” على المسلمين السنّة في غزّة عام 2008 لأنّه سني ؟؟
ط – هل يمكن تشبيه ” محمد حسنين هيكل ” ، و هو يخرج الوثائق التي تدين الهاشميين ، و آل سعود ببيع فلسطين ، و مع ذلك قامت الدنيا عليه ، و لم تقعد ؟؟ . بالمؤرخ السنّي ابن خالكان الذي معظم تاريخه يعتمد على قال فلان ، و حدثني فلان ، و سمعت عن فلان ، و بالمؤرخ السنّي ” ابو شامة ” الذي يقول في تاريخه مثل مقالة الأوّل ؟؟
ي – هل يبرّر لسيادتك قبول تكريم ” حسني مبارك ” هو أنّك سنّي ..؟؟ و ماذا تستطيع أن تفعل إذا كنت محرجا من هذا التكريم ؟ و ما موقف أهل السنّة الذين يعتبرون أنّ ” من والى اليهود ، و النصارى ” كافرا.. من سيادتك ؟؟
ك – هل يستطيع ” ابن باز ” ، او ” الكليني ” ، او ” د . محمد سهيل طقوش ” القيام بعملية ناجحة في المسالك البوليّة ؟؟
ل – هل يستطيع غير المختّص .. فقط لأنّ له لحية ” على السنّة ” النبوية أن يعطي أحكاما تاريخيّة قاطعة ؟؟
4 – سؤال مشروع ..كيف يستطيع راغب السرجاني .. إثارة النعرة المذهبية بهذا الشكل ؟؟
يعتمد الدكتور راغب السرجاني على اسلوب تكثيف جرعة المعلومات بحيث تغيب المسافات الزمنيّة ، و تنتفي الصفات الانسانيّة عمن يقوم بعمل يترك أي اثر تاريخي .. و يستفيد من ذلك بالاعتماد على ” معلومة ” هي مسلمّة عند الجميع أنّ من يريد ان يقرأ مقالته هو غير محقّق تاريخي ..و انّما مواطن مسلم تمّ تعبئته من قبل بنزعة ” مذهبيّة ” تذهب الى نفي الاخر ..فقط لأنّه يخالفه في الفكرة .. دون الدخول في اتهامه .. كما يكثر من الاعتماد على مراجع تاريخيّة محدّدة و معروفة ، و بطريقة انتقائية .. مع رفض الاعتماد على مراجع كتبت بذات تاريخها تنفيها .. أو تمّ نقد معظم أسسها بواسطة محققين يعتمدون على أدوات بحث لا يملكها راغب السرجاني .. الذي يتجاهلها تماما
أ – مثال على نص في مقالة لـ ” راغب السرجاني ” : ” تراوحت علاقة عماد الدين زنكي بالخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية ( بين التعاون المثمر والعداء الشديد وفقًا للمصلحة العامة والشخصية في نفس الوقت) على أن هذه التقلبات لم تؤثر على مركزه في ولاية الموصل والجزيرة وبلاد الشام ، وفي خضم النزاعات السلجوقية سعى كل طامع في السلطة في العراق إلى استقطاب عماد الدين زنكي للاستفادة من قدراته العسكرية[4].
وكان للحروب التي حدثت بين السلاجقة فيما بينهم من جهة، ثم فيما بينهم وبين الخلافة العباسية من جهة أخرىواشتراك عماد الدين زنكي فيها، نتائجُ مهمة على وضعيه: السياسي والعسكري منها:
* اتسعت شهرته كأمير ذي قوة مؤثرة في الصراع الدائر في المنطقة.
* خرج من تلك الحروب وقد تعرف على عائلة بني أيوب، مما سيكون له أثر كبير في تطور هذه العائلة وازدياد نشاطها.
* تدهورت العلاقات بينه وبين الخلافة العباسية[5].”
ب – مثال على نص آخر ينفي النص الأول : “ تراوحت العلاقة الأيوبية مع الخلافة العباسية في عهد صلاح الدين بين الحِيدَة والفتور, فقد عاش صلاح الدين في (كَنَفِ الزنكيين الذين ربطتهم بالخلافة العباسية علاقات جيدة بشكل عام) فكان نور الدين محمود يحترم الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله ( تدينًا ) بناءً على (عقيدته السُّنِّيَّة ) و (حرص) على كسب رضاه, وكذلك بادله الخليفة هذا الاحترام, فكان يحث أمراء الأطراف على مساندته في حربه ضد الصليبيين, كما أرسل إليه الخلع والتشريفات “
هذا فقط في مجال طرح النص التاريخي .. و في مقالتين منفصلتين .. و بالاعتماد على ذات المراجع .. و انا أظهرت فقط الناحيّة الشكليّة .. دون الدخول في تحليل نصي السرجاني .. و مقارنتها بنصوص اخرى تتحدث عن الدولة الفاطميّة .. و بذات الطريقة .. و لكن مع تكفيرها … يتبع
رشيد السيد احمد