أرشيف - غير مصنف
(( أبا مازن )) عُد قرير العين … فلا خوف عليك
بقلم : منذر ارشيد
بعد ما جرى (في جنيف) في مسألة ( جريمة) سحب تقرير لجنة حقوق الإنسان التي تدين اسرائيل لجرائمها في غزة حدث زلزال صوتي كلامي اعلامي
كان قاسمه المشترك الغضب على الرئيس أبو مازن بصفته الرسمية والشخصية على أساس أنه المسؤول الأول عما جرى
وكان شبه إجماع لدى كل الأوساط الرسمية والشعبية عربياً وفلسطينياً بأن أبا مازن يجب أن يتحمل المسئولية ن هذا الأمر الأخطر والذي لم يكن له مثيل من حيث الصفح الصريح عن لمجرم الصهيوني (بإصدار الفرمان الفلسطيني وهو صك الغفران لتبرئته من دماء شعبنا وكأن آلته العسكرية التي عاثت تقطيعا في أجساد شعبنا الأعزل العائذ في أماكن سكنه المدنية في غزة ، وهي ليست ثكنات أو أهداف عسكرية بل أبنية عادية ضعيفة وليس لها ملاجئ توفر الحماية للسكان فدفنت الكثيرين أحياءاً تحت أنقاض الردم والهدم لا بل مساعدته على النجاة بجريمته النكراء، (وهو فعلا قد نجا وقويت شوكته وخرج من مأزقه)
ساد الغضب في الشارع العربي والفلسطيني وحتى في أوساط المجتمعات الدولية (المتعاطفة مع الشعب الأعزل والمظلوم إضافة لبعض لجهات الرسميه ناهيك عن الشعبية بعد ما بات من المؤكد أن السلطة الفلسطينية هي التي (طلبت خطيا تأجيل النظر) كانت السبب في تأجيل البت في هذه القضية التي كانت كأول بادرة دولية تجرم الكيان الصهيوني
من الوضع الطبيعي وكما جرت عليه العادة و العرف الدبلوماسي والسياسي أن أي زعيم تحصل في بلده كارثة ما فما عليه إلا أن يتوجه إلى عاصمته ليكون مع شعبه في مثل هذه الظروف
وأي كارثة أكبر وأخطر من هذه حتى يسارع الرئيس أبو مازن ليقطع زياراته حتى لو كانت لتأدية فريضة الحج
فلا حج ولا قبول عند الله في مثل هذه الحالة
ولكن أبا مازن كما رأيناه خلال الأيام الماضية ومنذ الأزمة
وكأن القضية في عالم آخر ولشعب آخر ..!!
(( حياة الرئيس في خطر ))
قرأنا في موقع المستقبل اوبعض المواقع الإعلامية تقول أن أبا مازن لن يعود هذه الأيام إلى أرض الوطن لأن هناك من حذ ّره أو خوّفه من أن الغضبة الشعبية من الممكن أن تشكل خطراً على حياته
فأقول وأمري إلى الله …
لا تخف يا أبا مازن فليس هناك أي خطر وكل هذا هراء
وممن يكون الخطر …!!
ألم أقل ربما تكون في عالم آخر ..!
فصدقني أنك فعلاً في عالم غير عالمنا وفي زمن ليس بزماننا وفي أمة ليست كأمتنا ” فزمن النهوض الوطني الذي كان في ستينات وسبعينات (القرن الماضي قد ولى) .
فبعد أن نهض الشعب الفسطيني من أجل كرامته وبعد أن دفع الغالي والنفيس من أغلى ما يملك وهم أبنائه من أجل استرجاع أرضه ..اليوم فالزمان ما عاد ذاك الزمان ..والإنسان اليوم ما عاد ذاك الإنسان
فبعد ما يقارب النصف قرن من الزمن وبعد أن وصل الشعب الفلسطيني إلى حقيقة مُرّة , مفادها بأن كل جهوده وعنائه ودماء أبنائه أصبحت مجرّد ذكرى وحتى بلا ثمن وخاصة أنها لم تؤتي ثمارها إلا بثمرة واحدة هي أوسلوا التي فرخت مصائب وكوارث
زادت الكثافة الاستيطانية والسكانية الصهيونية ومسحت أي أدوات قوة كانت متنفساً للشعب لرد الصاع صاعين لعدوّه أمام غطرسته
اليوم الشعب الفلسطيني وقد وقف في قعر الجبل وقد تمخض فأراً
ووضع يداً على الخد وقال يا ريت اللي جرى ما كان وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لا تخف يا أبا مازن فما تسمعه وما تقرأه من شجب واستنكار وحتى تهديدات ما هو إلا مجرد كلام في كلام تبثه الفضائيات ووسائل الإعلام
وكل هذه الوسائل التي وجدت في قضيتك مادة دسمة لكي تعيد نشاطاتها وتسوق مبيعاتها وما هي إلا فرصة ذهبية للاستهلاك المحلي، وهي كما قال البعض ما هي إلا زوبعة في فنجان ، وتعال لنسأل لماذا الخوف …وما الذي حدث .!؟
وكل الذي حدث ما هو إلا مساعدة الكيان الغاصب والمجرم والتخفيف من الحمل على اسرائيل .. ( ولسان الحال الواهم يقول ) والثمن سنراه قريباً حيث سترد اسرائيل هذه المكرمة بإعادة الضفة حتى حدود حزيران والقدس عاصمة أبدية وعودة اللاجئين
وحتى لو لم تعيدها وهي لن تعيدها بل ستتوحش غارسة أنيابها التي كانت تخفيها وتؤجلها لهذه المرحلة الأخطر لتغرسها في المسجد الأقصى وأهل الأقصى الذين هم أهل العقيدة السمحاء والأغلى
أين المشكلة …!وهل سيثور الشعب والناس والجبابرة والكتاب الأبطال وعلى رأسهم عبد الباري عطوان بسيفه البتار
وينتظرك كل هؤلاء في رام الله ليقطعوا رأسك ..!!
لا تخف وعُد قرير العين فلن يحصل أي شيء! وسيستقبلك حتى من أدانوك أو من تنصلوا وعلى رأسهم ياسر عبد ربه الذي قال انك تتحمل المسؤولية ” سيستقبلك بالأحضان ويهمس في أذنك
(إذا انجنوا ربعك عقلك ما بينفعك )
نعم هي حفلة من الجنون شارك بها الجميع لأن الجنون موضة العصر كي يعقل الناس
مُلزمة بعد أن شاهدوا مؤتمر فتح ولجنة مركزية جديدة وثوري جديد وكأنه مجرد ديكور لا يُستشار ولا يؤخذ برأيهم
ومنظمة تحرير فلسطينية أعضائها آخر من يعلم ..!
لا تخف يا أبا مازن فشعبك أديب محترم، وهم مهذبون ملتزمون سيّرهم دايتون وصاغهم كما يشاء كالعجينة
…
لا تخف يا أبا مازن فشعبك مرت عليه جرائم كثيرة وكبيرة وذُبح أبناؤهم أمام عيونهم من شراكائكم في السلام وكانت
(اللقاءات تنعقد) تحدث ودماء أبنائهم لم تجف وبيوت العزاء لم تُقفل ولم يفعلوا شيئاً
لا تخف، وعد قرير العين يا أبا مازن فهذا الشعب الذي أغتيل قائده الكبير ورمز نضاله الأمين ، ولحقه من بعده الشيخ الوقور العابد المجاهد خارجا من المسجد بعد أداء صلاة الفجر قطّعه الصاروخ إربا ً هو ودبابة تحركاته وسكناته، وحدثت الفاجعتان أمام وعلى مرأى عيون الشعب دون أن يحرك ساكنا بل بقي كذلك. رحمهما الله وأسكنهما فسيح الجنان فقد استشهدا في سبيل الله ثم في سبيل فلسطين وما فرطا أو تنازلا عن شيء.)
ويوم عاد جثمان الختيار من باريس عبر القاهرة وحطّت طائرته بين حشود شعبه في بث حي ومباشر وقف الجميع أمام نعشه (حيران مستسلما) مُسَلماً مسالماً .
وعادوا من أمام الحواجز التي يحرسها قتلة أبي عمار ولم يرموا عليهم حجراً لأنهم مؤدبين.
لا تخف أبا مازن فالشعب اليوم مدجّن ومهجّن لدرجة لم تحصل حتى للدجاج اللاحم الذي ينتظر العلف من ذابحه،
عد وأنت رافع الرأس فما حصل اليوم ليس بأخطر مما حدث خلال الآعوام السابقة من قتل وتدمير وقتل خيرة أبناء الوطن أمام أعين السلطة ولم يحرك هذا الشعب ساكناً.
والتي كنا نعتقد ان الشعب سيهب ويخترق الحواجز ويتجاوز القصور والحصون ليعبر عن غضبه.
عُد يا رجل ولا تسمع لأحد فالناس لم تحرّك ساكنا يوم دخل جيش
اسرائيل قطاع غزة وأقام أضخم محارق العصر
والشبيبة التي كانت تحمل السلاح كانت تشاهد كل ما جرى عبر الفضائيات ولم يكن بيدهم من حيلة إلا فشة الخلق بسندويش همبرجر والكولا لأن الأمهات ما عدن يقدرن على طهو الطعام فالدموع كانت تنهمر في أوانِيِ الطبيخ مما يفسده.
عُد يا أبا مازن، فالقدس ضاعت أو تكاد تضيع “والشيخ رائد صلاح
مُنع من الدخول الى الأقصى والشيخ عكرمة يعامل كالصبيان وهو علم من أعلام فلسطين ” والمطران حنا عطالله يُهان وهو رجل دين يجبُ أن يصان ” وبعد أيام سيمنع المقدسيين من الصلاة في المسجد الأقصى ، وربما أغلقوه نهائيا تمهيدا لتحويله إلى كنيس ، أو يقسموا الأقصى فيصبح مقدساً صهيونياً ..!
عُد يا أبا مازن ولا تخف من الغضب …. فلا غضَبْ
وإذا كان هناك غضب..!!
فالشعب غاضب لأن الحاجة أجبرتهم على الخنوع ..
وإذا كان هناك غضب ..!
فالشعب غاضب على أنهم كثيري الذرية والأبناء …
فينظرون إلى أبنائهم نظرة إشفاق وحسرة وقد أصبحوا أمامهم مشاريع سلخ وذبح…. وما هم إلا ضحايا هذا العصر والزمن الأغبر
والذين بسببهم هدرت كرامتهم ورضخوا للحاجة والتوسل
مما أفقدهم حب التضحية والفداء وهم يرون أن كل شيء أصبح بلا ثمن
أرواح أبنائهم أرخص من دجاج المسالخ ومن بيض المزارع .
وفوق هذا كله يدنس الأقصى ويُهود وتضيع فلسطين وتُهود وتذهب الضفة وستُهود…. والشعب يُذبح ويُقَوَد
ولكن إعلم يا سيادة الرئيس أن هذا الشعب هو شعب فلسطين
هذا الشعب العظيم والذي إن أخذته الدنيا بأباليسها وشياطينها وباحتياجاتها وغرورها ….سيستفيق حتماً
و إذا بلغ غضبه قمة الذروة فسيدوس على أبنائه وأطفاله ويخرج لينتقم .
عُد يا أبا مازن ليس لمزاولة الأعمال الاعتيادية بل لاتخاذ ما يمليه عليك الموقف بجلاله وقوفا منك على الأسباب والمسببات لتضع النقاط على الحروف وذلك هو المألوف، والمتوقع أن تقوم بإصدار بيان يهز الكيان والبنيان ليستلم الراية من بعدك رجل أمين او مجلس وصاية مكين، يسلك درب صلاح الدين، فتبرأ نفسك من عشرين عاما ضاعت من أعمارنا سُدى، فقد سرنا مع مشروعك الذي راهنت عليه فخسرت الرهان وأخفقت في الامتحان من طيبة قلبك وقسوة الخصوم وجشعهم وطمعهم فقد غلّبوا ثم قتلوا الأنبياء، وطلبوا من رب السماء طلبات كثيرة ومائدة وثيرة.
الطاقم الحاكم حالم وكله لنفسه وشعبه ظالم ، فالتغيير أولى من التكفير والتفكير، ولا يقربنها المتربصون، تجار الحروب والكروب، وهم وقت الوغى يولون الأدبار والورى.
أبا مازن …عُد أو لا تعُد …..هذا شأنك
فقد ضاعت البلاد وسئم العباد، وفتك بنا الأوغاد ، وخيبنا رجاء من دعمونا ووقفوا معنا وناصرونا من أهل الضمائر الذين خاب رجاؤهم بنا واحتاروا بسلوكياتنا في آخر الزمان. فما كان منا ليس له تفسير ولا تبرير مهما غيّرنا أو تغيّرنا فلن يصدّقنا أو يصدُقنا أحد بعد اليوم. فلا حول ولا قوة إلا بالله ، إنه نعم المولى ونعم النصير
ولم يبقى إلا أن يقول الشعب الفلسطيني رأيه