أرشيف - غير مصنف

الأقصى بين عرب إيران وعرب الأمريكان

زكريا النوايسة
 الأقصى في عين العاصفة ، الأقصى في خطر ، الأقصى توشك الأفعى الصهيونية أن تطبق عليه بعد أن وضعت بيضها اللعين أسفلا منه ،الأقصى جـرحه نـازف ، الأقصـى الآن يئن ، الأقصـى ذهب،الأقصـى…. ، ومن يأبه بذلك ،فالعربان أدلجوا في ظُلمة تيههم الطويل ، بعد أن باعوا مضاء سيـوفهـم ، ونزعـوا أنيابهم المُستفـزَة للكرامة، واستبدلوها بأنياب من خشب، الأقصى ينتظر همهمة خيل العربان ويرتقب ، ربما ، ولكن يا ترى مـن يعتلـي ظهورهــا ؟ إنهم حفنـة من عكاريـت و زعران ،وجيش لجِبٌ من راقصات وقيان، واعجبي!!
 
 عربان هم كثير ،ولكنهم في الملمات محض دخان ، تختنق بهم الشوارع وتضيق بهم الجنبات وحين يستصرخهم الأقصى ألا هبوا يا بني أمي ، يا بني عمي،ويُبحُ صوته مناديا أين عزماتكم فعيون صهيون الحمراء توشك أن تلتهمنـي ، يأتيـــه جوابهــم بيانــات ناريــة ، وتصريحـات حارقـة خارقة ، ومؤتمرات تبدأ بالشجب والويل والثبور ، وتنتهي بإغفاءة من السادة الذين سهروا الليالي ، ينظمون أفضل وأحسن وأجود أنواع الشجب والاستنكار، واعجبي!!
 
 الأرض فيما مضى كانت (بتتكلم ) عربي، ولكنها الآن كما يرى البعض (بتتكلم ) فارسي بعد أن أفتى بذلك عرب إيران،وقال آخرون : أنها أنهتْ آخر دروس (الأمركة ) لتنطق بلسان أمريكي فصيح كما أراد لها عرب الأمريكان، وهكذا ضاع الأقصى ، من فم أفعوان إلى فم أفعوان ، واحد طابت نفسه بقبعة العم سام ،فهام بها فداس على القضية وعلى قلوب الشهداء ، وضحك من صرخة الأقصى واعتبرها محض هباء ، وآخر نال رضـا العمامـة السوداء فاستبـدل الأقصــى بكربــلاء ، وتنكـر للعهـدة الغـراء ، وعلـى أبـواب النجـف ومشهـد وقم باع دم عمر والصحابة النجباء،واعجبي!!
 
 الدولة اللقيطة (إسرائيل) قضمت الضفة ، الدولة اللقيطة تغرس أنيابها ومخالبها في عيوننا وفي أرحام أمهاتنا وفي دمائنا بكل خفة ، والعربان أيضا غرسوا أنيابهم ،لكن ليس في صهيون ،بل غرسوها في أحلامنا ونوايانا الطيبة ، إذن من يأبه بك يا أقصى في زمن ( العكرتة ) و(الزعرنة) ؟! أتنتظرنا وقد وشينا بك في كل المحافل؟أم تُراك تنظر في الأفق لعله ينشق عن عمر من جديد؟! إذا كان هذا هو انتظارك فهو حتما خاسر، وإن كنت تنتظر همم الشباب، فانتظارك وهمٌ، فالشباب مشغول بالصديقات والنغمات وخصره (الساحل) واعجبي!! 
 
 من يأبه بك يا أقصى وقد استبدلنا (المِشيةُ ) العسكرية بغنج الراقصين والراقصات ؟! من يأبه بك وقد بعنا آخر مفردات الكرامة صبيحة عيد الفداء وغمسنا (شواربنا) في وحل الواقع والمنطق وبريق المشاريع الإقليمية ؟واعجبي!!
 
 يا أقصى ،خير لك من بحثك عن غثاء السيل العربي ، أنْ تزرع في رحم الأرض وقع أقدام عمر على مشارف المدينة ، وضبح خيل صلاح الدين و(عَرَقِ) المقدسيين الذي ينساب دافئا ممزوجا بحمرة دمائهم ، أمّا نحن فخذْ منـا أشعــارا وكلامــا لا ينتهــي، وصمتــا أبديـا لا يماثلـه إلا صمت القبــور ، وسيبقى الوعد الرباني أن فتْيتُكَ – يا أقصى – سيغسلون بدمهم الفوَّار آثار القدم الهمجية ،وهم ينشدون للأقصى ربٌ يحميه ، للأقصى ربٌ يحميه.          

زر الذهاب إلى الأعلى