أرشيف - غير مصنف

جولدستون ،،، السلطة المتهم البريء

بقلم بهاء رحال
وسط هوجائية التصريحات وكيل الاتهامات من جهة من استنكروا للتقرير في البداية ورفضوا ما سوف يسفر عنه (كعادتهم) وقبل أن يصدر ويعرفوا شيئا عما قد يحتويه من نتائج التحقيقات تنصلوا منه ، رفض جاء من خلال المؤتمرات والندوات التي شملت معظم محافظات غزة الى جانب العديد من العواصم الإقليمية والتي حملت صفة الاستباقية التعبوية ضد تقرير مبعوث لجنة التحقيق التابعة لجمعية حقوق الإنسان والذي أصبح هذا التقرير باسمة ( تقرير جولدستون) حيث جاء هذا التقرير الذي هو أشبه لحالة لوم ومعاتبة خجولة أكثر منها اتهام لإسرائيل على جرائمها في حربها ضد غزة ، وكأن مئات الصواريخ المحملة بالقنابل الفسفورية لم يشاهدها العالم مباشرة عبر قنوات التلفزه التي كانت تنقل الإحداث مباشرة بينما غزة تدك وتحترق ، إنها لغة العالم الديمقراطي وحضارة الهامبوغر ، وعدالة الماركفاه ، عالم ينتظر تسعة أشهر حتى يخرج بتقرير أحيط بكثير من الضبابية المزورة والحقائق الغير مكشوفة لا بل وتعدى ذلك الى اتهام الضحية بأنها هي من سحبت التصويت على التقرير الاممي في عملية تسويق محكّمة، تلك الأمم التي لم ترحمنا على مر العقود وجاءت اليوم لتدك بيننا فتنة وترمي بعجزها على كاهل القيادة الفلسطينية ، وكيف لنا تصديق أن القيادة الفلسطينية تستطيع أن تمنع هيئات الأمم وقادة الفيتو الدول العظمى والكبرى من تطبيق العدالة التي تحملها أمريكا وتنشر تعاليمها في العالم ، ما هذا الهراء القائل أن القيادة الفلسطينية تستطيع أن ترفض إرادة هيئات الأمم وتستطيع أن تمنع قراراً أممي له من الصفات ما يكفي وله أيضاً شرعية عالمية وإرادة دولية لا يمكن لأي إرادة أخرى تأجيلها أو تبديلها أو حتى تعديلها ، أنها فتنة جديدة تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني الجديد تضع القيادة الفلسطينية في هذا الموقف المحرج وهي بريئة براءة الذئب من دم يوسف .
 
 
 
 ووسط حالة التزييف والمغالطة التي تمارسها بعض وسائل الإعلام المسيسه في إطار عملية الترويج لفكرة إظهار القيادة الفلسطينية على أنها هي التي قامت بالتصدي للقرار الاممي وأوقفت عملية التصويت عليه ،( وكأننا نمتلك أسلحة نووية ولدينا من البترول ما يغذي دول العالم لمائة عام) كي تستطيع القيادة الفلسطينية أن تمارس هذا النوع من الضغوط على حلف الفيتو ودول العالم في مجلس حقوق الإنسان ، وتمنع التصويت على هذا القرار ، فما هذا الهراء ، وكيف لنا ذلك ونحن لا زلنا في طور التكوين ، لا سيادة لنا فوق أرضنا ، ودولتنا مقطعة الأوصال بالمستوطنين والمستوطنات والطرق الالتفافية ، شيئاً من الخجل أيها الحالمون بترسيخ مفهوم الانقسام والتشتت الفلسطيني ودعوا الحقائق كما هي ولا تثيروا فتنة ملعونة ، وتضعوا القيادة الفلسطينية في موقف محرج أمام شعبها وأمتها العربية ، وترموا باتهاماتكم الباطلة كي تتهربوا من واجباتكم ومسؤولياتكم ، شيئاً من الخجل أيها المنبطحون في زوايا سياسات الفتنة والضلالة ، بعمركم لم تقدموا لفلسطين قطرة دم واحدة ، شيئاً من الخجل وقد قتلتم فرحتنا في حزيران ، قتلتم فرحتنا وهربتم ، شيئاً من الخجل وندعوكم كي توجّهوا إعلامكم نحوا قضايا هامة ومصيرية بدلا من اللعب بأوراق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ، خاصة وان هناك قضايا اشد خطورة تجري الآن أهمها سطوة المستوطنين على القدس وتجربتهم الناجحة في توجيه الإعلام نحو قضية هامشية أمام قضية القدس الكبرى.
 
 
 
من الطبيعي أن تقول الحقيقة وسط محاولات التضليل لكن العيب أن تظل صامتاً

زر الذهاب إلى الأعلى