أرشيف - غير مصنف
جولدستون أراد محاكمة إسرائيل والضحية والبغاة أرادوا من وراءه الإساءة لرئيس الشرعية وللقضية الفلسطينية
محمود عبد اللطيف قيسي
الكل علِم بالمعركة البربرية المدمرة التي شنتها دولة إسرائيل الكيان على قطاع غزة الحبيب أواخر السنة الماضية ، وما زال يتذكر مآسيها وأحداثها والتي حاول البعض الأرعن الموتور في مشارق الأرض وغربها أن يصور بنهايتها أنه حقق الانتصار ما دام رأسه ورأس خلانه قد سلمت بعد تبخرها من شوارع غزة ، ولم يبقى عليها واقفا راسخا سوى أبناء غزة الذين تلقوا الضربات أعزاء خالدين ، وإن سلب منهم صمودهم ونضالهم وتضحياتهم ، المعركة غير العادلة التي أعدت لها دولة إسرائيل العدة ، وبرمجت لها الوسائل والطرق والأهداف والغايات ، والتي أرادت من خلالها أن تحقق ثلاثة أهداف رئيسية ، الهدف الأول وهو تكملة لسياستها التدميرية ضد الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني التي بدأتها مراحل عملية دموية منذ قيامها بمنطق القوة فوق أرض فلسطين العربية التاريخية ، باستعمالها لكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعب غزة الحر الأبي ، والتي كان من بينها سلاحي الفسفور واليورانيوم المنضّب ، اللذان يصنفان من ضمن الأسلحة القذرة المحرم استعمالها ، بما يعني هذا التوصيف من ضمان حق من استعملت ضدهم مثل هذه الأسلحة اللجوء للقانون الدولي للاقتصاص من الجناة المجرمين .
كما وأرادت تحقيق هدفها الثاني الخبيث والماكر وهو محاولتها إيجاد شرخ كبير في العلاقات العربية ، والعربية الفلسطينية والفلسطينية الفلسطينية ، كل تلك العلاقات الهشة القائمة أصلا على التشكيك وعدم الثقة ، وذلك من خلال الإيحاء وبث الإشاعة التي يرددها خونة الأمة وعملائها ، ويقبل بها دون تفحص أو تمحيص جزء كبير من الشعب بأنها ليست وحدها في هذه المعركة غير العادلة وغير المتكافئة ، مستفيدة ودائما من كل أجواء الفرقة والتناحر والتصادم وعدم الثقة التي تربط أكثر هذه الأطراف وترسم وتحدد علاقاتها ، ومستفيدة من التنشئة العربية عامة والفلسطينية خاصة المؤمنة بالإشاعة حتى وإن تم انكشاف صانعها كما ومستفيدة من دخول الطرف الإقليمى القادم بعربة الدين والنووي المستعد لإلهاء العربي وإراحة دولة إسرائيل ، الراغب بالسيطرة على الأمة ومقدراتها بالاعتماد المباشر على وكيله العربي اللبناني ، الذي حصد شعبيته كمقاوم وحيد وأوحد في العالم العربي ، وبات حاملا وموزعا لبطاقات الوطنية وشرف الانتماء للمقاومة ولعناصرها ولساعات عملها ، حيث ظهرت منهما أولى بوادر تحقيق الرغبة الصهيونية ضد الصف والوجود العربي الممزق خلال حرب إسرائيل على غزة ، وذلك بالهجوم على الموقف العربي المصري الذي وصف من قبلهما ومن قبل حركة حماس بالمُتواطئ والخياني ، والذي كان من أهدافه المباشرة الضغط على الجانب المصري لفتح البوابات الحدودية مع غزة ليس لإدخال المساعدات التي دخلت بضغط مصري وعربي ، بل من أجل تفريغ غزة من خصوم حركة حماس ، لتتفرغ دون عناء ومشاكل للانقلاب الثاني الوشيك والمرغوب به إسرائيليا في الضفة الغربية ، ووصل الهجوم المبرمج والمتواصل من المقاوم والرابض بالانتظار قرب البوابة الشرقية لحد مطالبة الشعب والجيش المصري بالانقضاض على الشرعية المصرية وإسقاطها ، لترك الميدان والفضاء لحميدان الإسرائيلي الذي يؤمن بسياسة ( أنا بخير ما دام أعدائي مختلفين ومتفرقين ) ومرتكزا على سياسة ( فرق تسّد ) ، الذي أمل بتحقيق التصادم والاقتتال الفلسطيني الذي بدأته حركة حماس بعد أن حصدت الانتخابات النيابية التشريعية الفلسطينية بعد تدخلات ورغبة إسرائيلية أمريكية مشتركة بفوزها ، دون أي مراعاة منها للخطوط الحمر الفلسطينية التي ما زالت حركة فتح التي وقعت ضحية المكر والخداع الصهيوني الأمريكي تحترمها ، لما لقدسية دم الشعب الفلسطيني من معان وحرمة لدى قادتها وأبنائها ، ولإيمانها بضرورة الاستفادة من كل قوى الشعب الثورية والمدنية للتحرير ، الفكرة التي أدت لبعثرة جهد الشعب الفلسطيني وساهمت بتمزيق وحدته ، مع أنها تسجل لها لا عليها لأنها من فضائل الأعمال والعطاءات والإنجازات الوطنية .
فالحلم الإسرائيلي بتحقيق ذلك بات مرحبا به في كل مرة من قبل حركة حماس التي تعتقد بأن وجودها السياسي وعدم أفول نجمها يرتكز عليه ، بل وتسوقه جماهيريا وتفتي بجوازه دينيا لتحقق مكاسب سياسية وسيادية وقيادية ، مقنعة الجماهير العربية أنها رمز الطهارة والوطنية والمقاومة ، واعتبار غيرها بؤرة الفساد والعمالة .
وكله من أجل الوصول للهدف الثالث والخطير الذي أرادت إسرائيل تحقيقه من حربها الشعواء على غزة ، وهو تثبيت الانقسام الفلسطيني وتكريس انفصال غزة عن دولة فلسطين ، لأنها باتت متأكدة ومتيقنة بعد انتهاء حرب غزة أن حركة حماس أثبتت عمليا أنها أقوى من السلطة الوطنية الفلسطينية ومن حركة فتح في موضوع لجم التنظيمات الفلسطينية ومنعها من القيام بعمليات عسكرية أو عمليات إطلاق صواريخ ضد دولة إسرائيل انطلاقا من مناطق سيطرتها ، المهمة التي رفضتها حركة فتح عمليا وإن كانت قامت بها إعلاميا لغايات المفاوضات وهي بذلك ترغب في سيطرة حماس على الضفة الغربية والخروج نهائيا من موضوع الدولة الفلسطينية والثوابت الفلسطينية ، لأن حماس سيبقى يهمها البقاء السياسي على حساب الوجود والحقوق الفلسطينية ، بعد تخليها عن برنامجها الأيديولوجي ، ولخوفها الدائم من قانون العقاب الذي يؤمن به الشعب الفلسطيني ولا يتجاوزه ولا ينسى حقه وحقوقه وحقوق قتلاه .
وبعد كل الدماء الفلسطينية الزكية التي أراقها العدوان الإسرائيلي في شوارع غزة الذي ما سال على يد حماس كان أكثر منه ، استفاقت الأمم المتحدة من غيبوبتها فكلفت فريقا متخصصا من الحقوقيين بالتحقيق في جرائم غزة ، حيث تحقق هذا الإنجاز بفضل الضغوط العربية والفلسطينية وتحديدا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ، الذي رغبت إسرائيل بالانتقام منه لثباته التفاوضي وإصراره كما سلفه الشهيد على القدس عاصمة لدولة فلسطين ، والذي تعترف بشرعيته أيضا ذات الأمم المتحدة وهيئاتها ، ففي حين رحب الجانب الفلسطيني بعملها رفضتها حماس ، كما رفضها الجانب الإسرائيلي الذي خشي نتائجها وتوصياتها ، إلا أنه وبعد اكتمال عملها والانتهاء من إعداد تقريرها ، تم دعوة الدول الأعضاء باللجنة الأممية لحقوق الإنسان لأخذ دورها وقول كلمتها حيال التقرير وتوصياته ، حيث ظهرت خلال المناقشات نسخ كثيرة معدلة وضغوطات من الكبير الأمريكي والأوروبي على كافة الأعضاء ، والتي كانت كلها وراء قرار تأجيل النظر في تقرير رئيسها اليهودي ريتشارد جولدستون الذي اتهمته حركة حماس بالعنصرية لإحراج السلطة الفلسطينية أنها تتعامل مع يهود ، واتهامها كالعادة بتبعيتها للأمريكي والإسرائيلي ، وبعد أن تأكدت حماس أنّ السلطة الفلسطينية لم تأخذ التقرير على محمل الجد ، وأنها ستعتبره ورقة من ضمن أوراق ومواقف التسويف التي برع بها الأممي ، أحتضنته خدمة لبرامجها الآملة بتفكيك السلطة الفلسطينة واجتثاث حركة فتح وإنهاء القضية الفلسطينية ، مقابل سلطة الإمارة الإسلامية التي وعدت من قبل إسرائيل بها ، أحداث متسارعة تعيد مخزون الذاكرة الفلسطينية للخلف إلى قرار تقسيم فلسطين سنة 1947م ، عندما مُرر القرار تحت نفس الظروف وذات الإرهاصات ، التي حاول البعض الموتور تجيرها لصالحه ، وللإساءة للموقف الفلسطيني عموما وللرئيس الفلسطيني تحديدا ، فقد كان العدد المقدر له أن يؤيد التقرير لصالح تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين ضعيفا بعد نجاح الضغط الأمريكي والأوروبي الكبير على الدول لها مندوبين داخل اللجنة ، والتي لم توضح موقفها من مسألة التصويت أو عدمه أو تعلنه للمندوب الفلسطيني أو إن كانت ترغب بتأجيله كما الرغبة الأمريكية الضاغطة على الجانب الفلسطيني الذي يتعامل معها على مضض لحين النهوض العربي والإسلامي أو بعض العالمي ، الذي كل المؤشرات تدل أنه ما يزال بعيدا ، والذي وقع بين فكي كماشة ، بين الرغبة في تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة بعد التسويف لسنوات وسنوات ، والتي سيخرجون منها بالتأكيد بأحكام مخففة أو بالبراءة لأن الخصم لا بد أنه سيكون هو الحكم ، وما دام مجلس الأمن تابعا للخارجية الأمريكية التي تصنع بها القرارات الدولية وبأوامرها يستخدم الفيتو ضد كل قرار بغير صالح دولة إسرائيل ، والتي مثلها كما كل الدوائر الأمريكية تعتبر أنّ أمن دولة إسرائيل من أمنها ، وسلامة جنودها من سلامة جنودها ، والتي ترى بعدم أهلية المحاكم الدولية في محاكمة قادتها وجنودها ، وبين رغبة الطرف الفلسطيني وإصراره على عدم المساواة بين الجلاد الضحية ، لأنّ لمن لم يقرأ التقرير يجب أن يعرف أن التقرير يطالب بتقديم قادة النضال الفلسطيني وقادة الجماعات الفلسطينية المسلحة إلى ذات المحكمة ويستثني صراحة قادة حركة حماس التي طالبها بأن تلقي القبض عليهم فورا وتقدمهم للمحاكمة التي ستدينهم بأقسى العقوبات لأنّ الخصم ما زال وسيبقى هو الحكم ، وللتأكيد وللتوثيق ، هذا هو بالنص بالكلمة الذي يحدد موقف جولدستون الذي تتباكى عليه حركة حماس بعد قرار التأجيل ويوثق المخاوف الفلسطينية ( أوصى القاضي ريتشارد جولدستون الذي ترأس لجنة تقصي الحقائق في محرقة غزة، مجلس الأمن بإحالة الانتهاكات التي ارتكبت خلال المحرقة ، إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا لم تجر إسرائيل وحماس تحقيقاً جدياً في غضون ستة أشهر، محذراً من أن غياب المحاسبة في هذه القضية يهدد عملية السلام وأضاف أن اللجنة توصي مجلس الأمن بتشكيل هيئة من الخبراء المستقلين لإبلاغها بسير التحقيقات والمحاكمات الإسرائيلية إلى جانب نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات ذات الصلة في غزة في ما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها المجموعات الفلسطينية المسلحة ) .
وعليه فإن محاولة إسرائيل وعملائها بالمنطقة الإيحاء بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) شخصيا هو من يقف وراء قرار تأجيل التصويت على قرار اللجنة الأممية لحقوق الإنسان ، ما هو إلا استكمالا لمخطط فصل غزة عن فلسطين ، بل تتويجا للرغبة الإسرائيلية الحالمة بضرورة سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية ، للخروج نهائيا من الاتفاقيات الدولية التي عقدتها مع منظمة التحرير الفلسطينية برعاية دولية ، والتي لا تعترف بها إسرائيل ولا حماس وداعمها الإقليمي والمقاوم ، ولتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية وإحلال سلطة فلسطينية بديلة مؤمنة بالتبعية لغيرها الذي ما انفك يحاول مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، سلطة ظاهرها المقاومة والدين ، وباطنها العلمانية وسفك دماء المقاومين والمسلمين ، سلطة سلبية لا تطالب إسرائيل بتنفيذ الاتفاقات ، بل تدعو سرا وعلانية وجهارا نهارا إلى هدنة طويلة الأمد معها تنتهي خلالها الحكاية الفلسطينية بعد أن تتفشى وتتجذر المستوطنات ، ويزداد عدد المستوطنين الذين ينقصهم اليوم يهود أصفهان حتى يصبح كنسهم مستحيلا ، مواقف تتناسب مع آمال دولة إسرائيل التي مؤشراتها كلام أكابر مجرميها وساستها وتصريحاتهم بالإعلام بعد مؤتمر مدريد للسلام بالشرق الأوسط تدل على أحلامهم ورغباتهم المتقاطعة مع أحلام ورغبات حركة حماس ( أنّ إسرائيل ستبقى تفاوض الفلسطينيين عشرات السنين حتى يستسلموا وينتهي حلمهم بالدولة والعودة والقدس ) .
وعلية فقد أصبح واضحا أن من وقف وراء قرار تأجيل التصويت على قرار جولدستون هو المكر والخبث الإسرائيلي الذي يتجهز للخلاص نهائيا من حركة فتح صمام أمان القضية الفلسطينية وإن شرب الناس من نبيذ الإعلام الكاذب المنافق والفضائيات القذرة المأجورة ، وتسليم دفة القيادة لغيرها أن تمكن من ذلك ، لوضع معاهدة الهدنة المجمدة التي تحكم في هذه الأثناء الوضع في غزة موضع التنفيذ الفعلي والإجرائي في الضفة الغربية ، كما الذي وقف وراء قرار التأجيل هو الخداع والتسويف الأمريكي والذي يصر على حل القضية الفلسطينية وفق الرؤيا الأمريكية للحل الذي جزء منها يتقاطع مع الرغبة الفلسطينية ، كما والذي وقف وراء قرار التأجيل هو التقصير العربي الإسلامي الذي تخلى نهائيا عن العهدة العمرية والحق الفلسطيني ووسائل تحقيقه تحت حجة ( نقبل ما يقبل به الشعب الفلسطيني ) ، كما الذي وقف وراء قرار التأجيل هو الانقلاب الأسود الظالم والغاشم في غزة الذي لولاه لكان الموقف الفلسطيني أقوى والثقة أكبر والتنسيق أرقى ، والذي هو الآن في أدنى مستوياته بعد كل رسائل العتمة ، التي أرسلتها سلطة حماس في غزة للجانب الأمريكي ذاته التي تطالبه من خلالها بالتفاوض معها ، لأنها وبرأيها الأقدر على اتخاذ القرارات المصيرية ، وهو ما يخيف كل القوى الوطنية الفلسطينية الأخرى التي طالب التقرير بتقديمها للمحاكمة ، والتي نجحت حماس فعلا بلجمها أو بتدمير بعض منها ، التقرير الذي على ما يبدوا أنّ حركة حماس قد قرأته جيدا ووجدت أنها لا يطالبها إلا بإكمال لعبتها ضد القوى الفلسطينية الأخرى التي تنغص عيش إسرائيل وتشكل خطرا وجوديا عليها كالجهاد والجماعات السلفية وكل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وإلا لما كانت أثارت هذه الزوبعة لو أدانها صراحة وطالب بتقديم قادتها للمحاكمة ، ولما كانت طالبت كما إسرائيل بتجريد الرئيس الفلسطيني من جنسيته الفلسطينية التي تتعارض مع وجودها ولا تزال كما حماس لا تعترف بها وبالدولة الفلسطينية التي تصدرها مستندة لشرعية ووطنية وقانونية ودستورية الرئيس الفلسطيني ، والتي يرفضها ويرفض حملها الدجال وأعوانه وكل أعداء الشعب الفلسطيني الذين منهم المتلحفين بثوب المقاومة المهربين للدولارات والسيارات الفارهة عبر أنفاق الموت لشراء الشقق والأراضي والبنايات ، وليس لتقديم العون لشعب غزة المظلوم المنكوب الذي يغرق بظلمات ثلاث ، ظلمة إسرائيل الباغية المعتدية ، وظلمة الانقلاب الدموي الأسود الفاشي ، وظلمة الفقر والجوع وانقطاع الكهرباء ، ولما طالبت أعوان الشيطان والأفعى اليهودية برمي صورة الرئيس الفلسطيني وصور شهداء وقادة فلسطين بالأحذية ، الحدث الذي أبكى حذاء الزيودي ، لأنه ظن أن مثيلاته سترمى بها الرؤوس الصهيونية وليست الجباه الوطنية الفلسطينية التي ما انحنت إلا لله القدير المنتقم الجبار ناصر المظلومين وقاهر الأعداء والكافرين .
إن الزوبعة التي يثيرها أعداء الرئيس الفلسطيني وأعداء الشعب الفلسطيني الذين يتجهزون بمساعدة إسرائيل للانقضاض على حقوقه وقضيته ، وللانقضاض والانقلاب في الضفة الغربية الراغبين بضمها لإمارة غزة دون القدس الجريح التي لن تبقى عربية إلا باحتفالاتهم وأغانيهم الإسلامية ( ساعة القدس ، ويوم القدس ، وأسبوع القدس ، وشهر القدس ، وسنة القدس ، ومهرجان القدس ) ، وكلها التي توافق عليها إسرائيل ما دام نضالا أجوفا ومطالبة بها بالإعلام ، والتي لن تكون إلا زوبعة في فنجان لأن محركها وصانعها دولة إسرائيل الكيان ، التي باتت مقتنعة بعد سنوات صراع طويلة أن حركة فتح لن تتنازل عن القدس لأنها عاصمتها السياسية الأكيدة ، فالتي لم تتنازل عنها للأخوة الأعداء الذين طالبوا بإجراء الانتخابات التشريعية بدونها ، لن تتنازل عنها للعدو المختل المحتل ، الذي لعب لعبته القذره ضد الرئيس الفلسطيني الذي هو على خط سلفه الشهيد ، الذي يؤمن بما آمن به عمر المختار وعرفات الختيار ومن على طريقهما ( فلسطين لنا والقدس لنا ننتصر أو نموت ) ، الزوبعة والألعاب الشيطانية التي تكبر كما كرة الثلج ورأس الأفعى اليهودية ، التي لن يوقفها ويسحقها إلا الشعب الفلسطيني الذي انتقل منذ الانطلاقة من حافة الجهل إلى خانة وواقع الثقافة والعلم ، ومن عهد التأطير الإقطاعي والإشاعة إلى عهد البناء والواقع السياسي ، ومن مرحلة الزيف والتزلف والخداع إلى مرحلة الحق والحقيقة ، ومن مرحلة العبودية ونكران الذات إلى مرحلة التحرر والحرية والعطاء .