جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهده بمنح الشواذ مزيدًا من الحقوق التي كثيرا ما طالبوا بها، وعلى رأسها وقف الحظر المفروض حاليًا على عملهم في صفوف القوات المسلحة والجيش. وخلال تجمع وسط واشنطن حضره آلاف الشواذ ومؤيدوهم الذين يخرجون بين الحين والآخر في تظاهرات للمطالبة بحقوقهم، أكد أوباما أنه لم ينس وعوده لهم ولم يتنصل منها، وأنها لا زالت على أجندته، موضحا أن تنفيذها سيكون بصورة تدريجية في المرحلة المقبلة، بحسب صحيفة “ذا ديلي تليجراف” البريطانية الإثنين 12-10-2009.
وأعلن أوباما أمام التجمع مساء السبت الماضي أنه سيلغي الحظر المفروض حاليًا على عمل الشواذ جنسيا في صفوف الجيش الأمريكي، وأن الوضع الحالي الذي لا يسمح بعملهم “قد آن له الأوان أن ينتهي.. التزاما بحقوقهم وقضاياهم الراسخة”.
وأضاف قائلا: “تم تحقيق بعض التقدم في مجال حقوق الشواذ بالولايات المتحدة.. سأبذل المزيد لأجلهم حتى يشعروا أنهم على قدم المساواة مع الجميع”، مؤكدا على أن “الولايات المتحدة يجب ألا تخسر من يملكون الخبرات القتالية بسبب ميولهم الجنسية.. يجب ألا نعاقب من يحبون وطنهم ويعبرون عن استعدادهم لخدمته، بل يجب أن نسعد لما نسمعه عن شجاعتهم واستعدادهم للتضحية من أجل وطنهم”.
وعن موقفهم من زواج الشواذ قال: “سنشهد وقتا نعترف فيه نحن كأمة بأنه قد حان الوقت لأن تكون العلاقة بين رجلين أو امرأتين شيئا حقيقيا ومثيرا للإعجاب كالعلاقات القائمة بين الرجل والمرأة”.
واختتم أوباما كلمته للشواذ دون أن يحدد موعدا لتنفيذ وعده بإلغاء الحظر الذي فرضه الكونجرس الأمريكي عام 1993 على عملهم بالقوات المسلحة؛ وهو ما ترتب عليه طرد آلاف العاملين في المؤسسات العسكرية بسبب ميولهم الجنسية الشاذة.
وفور إنهاء كلمته، أعلن الشواذ استمرارهم في تظاهراتهم بساحات واشنطن للتأكيد على أنهم لن يقصروا في المطالبة بحقوقهم، وللضغط على إدارة أوباما لتحديد موعد تفي فيه بوعودها لهم، معتبرين أن “زمن الكلام انتهى ونريد فعلا”.
وعقب الاحتفال مباشرة انطلقت مسيرات حاشدة للشواذ في شوارع واشنطن؛ حيث رفع أفرادها لافتات كتب عليها: “المساواة في الحقوق”.. “مثليّ وفخور”.. “لسنا في انتظار مساواة الحقوق”، مرددين هتافات تعبر عن مطالبهم خلال مسيرتهم التي توجهت نحو البيت الأبيض ثم الكابتول (مقر الكونجرس).
ودخل أوباما بؤرة الجدل حول القضايا الأخلاقية بأمريكا منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي؛ حيث بدأ ولايته بإعلان تأييده لحق المرأة في الإجهاض ما لم تصل للمراحل المتأخرة في الحمل ولم يكن هناك تأثير خطير على صحتها.
كما أعلن خلال جولاته الانتخابية تأييده لزواج الشواذ، رافضًا آنذاك تعديلا للدستور الأمريكي لحظر زواجهم؛ ليخالف بذلك موقف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الرافض لزواج الشواذ والإجهاض.