جدل شرعي حول اعتبار المتوفى بمرض أنفلونزا الخنازير شهيدا

 
 
تمسك عالم دين إسلامي سعودي بفتوى أصدرها مؤخرا تقول أن من توفي بمرض أنفلونزا الخنازير فهو شهيد بالرغم من معارضة عدد من العلماء لهذه الفتوى. وأكد المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان إنه لايزال متمسكا بفتواه أن من مات بأنفلونزا الخنازير فهو شهيد، مبينا أن المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد الله المطلق وافقه على هذه الفتوى.
 
وأضاف في تصريحات نشرتها لصحيفة “المدينة” السعودية أن البعض استنكر هذه الفتوى مع أنني قد أصلتها تأصيلاً شرعياً واستدللت بكلام أهل العلم من المحدثين والفقهاء وأهل اللغة، ولكن التسرع هو الذي حمل المعترضين على عدم الرجوع إلى مضمون الفتوى والتي تضمنت النقل عن المتقدمين من أهل العلم.
 
وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي قال أن المتوفى بأنفلونزا الخنازير ليس شهيدا، إلا إذا تطور المرض وتفاقم، وأصبح كالطاعون، فيمكن في هذه الحالة اعتبار من مات به شهيدا، وخصوصا من كان في طاعة، كالحج والعمرة ومنفعة المسلمين، مؤكدا أنه لا يجوز لمسلم أن يتعلل بالاحتراز من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير لترك صلاة الجمع والجماعات في المساجد إلا إذا طلب الأطباء والمتخصصون ذلك.
 
 
وعن فتوى الداعية الشيخ عبدالمحسن العبيكان التي تقول إن المتوفى بسبب أنفلونزا الخنازير (شهيد) باعتبار أن هذا المرض يشبه الطاعون قال الدكتور القرضاوي إنه لا يرى ذلك الآن، فإذا فرض أنه تطور وتفاقم، وأصبح كالطاعون، فيمكن أن نعتبر من مات به شهيدا.
 
وأوضح العبيكان “هذه الأيام انتشرت بعض الأوبئة ومنها وباء أنفلونزا الخنازير، وقد سألني البعض عن حكمه، وهل من مات بسببه يكون شهيداً أم لا؟ ، فأجبت بأن هذا الوباء في حكم الطاعون فهو من الأوبئة التي يشملها الحديث الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ).
 
وتابع المستشار بالديوان الملكي “أخرج الشيخان من حديث أنس، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الطاعون شهادة لكل مسلم، وقد نص العلماء على ما ذكرت، ولكن هذا الحكم حكم عام لمن مات بهذا المرض دون تحديد شخص بعينه، وقال الحافظ في فتح الباري (والطاعون بوزن فاعول من الطعن عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون هذا كلام الجوهري وقال الخليل الطاعون الوباء وقال صاحب النهاية الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان”.
 
ومضى العبيكان في استشهاده “قال أبو بكر بن العربي الطاعون الوجع الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله وقال أبو الوليد الباجي هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات بخلاف المعتاد من أمراض الناس ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة، وقال الداودي الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء، وقال الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس الطَّاعون المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهَواءُ فتَفْسدُ به الأَمْزِجَة والأبْدان، وقال في لسان العرب الطَّاعُون المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد به الأَمْزِجة “.
 
Exit mobile version