الوقت الضائع
عندما قرر الصهاينة بناء دولة لهم وذلك في مؤتمرهم الأول الذي انعقد في بال سنة 1897م كانت الأمة العربية والأسلامية في اقصى درجات الضياع وكانوا يظنون ان ذلك حلما يصعب تحقيقه ،
ولكن سرعان ما مرت السنين وقامت بريطانيا بأعطائهم وعدا لا رجعة فيه عن توطينهم في فلسطين . والكل يعلم ان امكانيات الصهاينة في ذلك الوقت لأنشاء دولة على انقاض شعب سكن الأرض لآلاف السنين كانت ضربا من الخيال . ولكن سرعان ما ركضت السنون وكانوا حقا يسابقون الزمن حتى انشاوا دولتهم المشؤومة وقاموا بطرد الفلسطينيين من ديارهم وكأن الذي يجري كابوسا يصعب تصديقه . وباسرع مما يجب انتصروا على جيوش العرب قاطبة وبدأت احلامهم بمسابقة الدول العظمى . الى ان وصلت دولة اليهود الى ما وصلت اليه .
ولكن نحن الفلسطينيين منذ انطلاق دولة الأحتلال الى هذه اللحظة وليس لنا موال الا ان يخون بعضنا الآخر .
في البداية صراعاتنا كانت تتمحور بين العشائر وكل عشيرة تحاول السيطرة وفرض الأمر الواقع على العشيرة الأخرى وكان اليهود للأسف يستغلون هذه النزاعات ويوظفونها لبناء دولتهم
وبدل ان نصحو طورنا الخلافات فاصبحت خلافاتنا اوسع واعم فصارت بين الأحزاب السياسية ، فاصبحنا نعمل لصالح الحزب ونسينا ان نعمل لصالح الوطن رغم ان الأمكانيات المتوفرة بين ايدينا هي اكبر بكثير من الأمكانيات المتوفرة بين ايدي اليهود ايام وعد بلفور وغيره .
فامكانياتنا كثيرة ولا بد من توظيفها اذا اردنا ان نعمل باخلاص . لا ان نعمل على قتل انفسنا بأيدينا ونحن ابناء فلسطين واحد ووطن واحد وللأسف اليهود لا هم ابناء دين ولا ابناء ملة . بالعكس تجمعوا من اقطار العالم كله ووحدوا هدفهم .
ثم ان ايماننا بقضيتنا اقوى من قناعاتهم الزائفة ايام مؤتمر بال الأول ولكن للأسف لا نستطيع الأجتماع على ورقة واحدة فكيف لنا بألأجتماع في مؤتمر شبيه بمؤتمر بال .
ثم ان جذورنا في هذه الأرض تمتد منذ سنة 2500 قبل الميلاد ولنا تاريخ وامتداد جذور ولا تاريخ لليهود ولا جذور
حقيقة ان ما يجري في وطننا لأمر معيب وبدأ اخواننا في حماس يلحنون على موال ان الوقت غير ثمين . وانا اقول ان الوقت اثمن من كل ما يعتقدون ويكذبون
انظروا بضياع الوقت ماذا خسرنا :
1- المحبة بين ابناء الشعب الواحد بعد ان ركضنا وراء الغرباء ليساعدوننا ولم نستطيع مساعدة انفسنا
2- المبادئ التي خسرناها بعد ان حالفنا البعثيين الذين لم تجف دماء الفلسطينيين عن اياديهم وصرنا نهرج على منصاتهم ونطعن بعضنا بعضا
3- الأمل الذي ضاع من صدور اطفالنا بعد ان اعلنت حماس ان لا مصالحة بين فريقين هم ابناء اسرة واحدة
4 – المستوطنات الي ملأت الأرض الفلسطينية وضاعت اراضينا ونحن ننتظر خالد مشعل ليخرج من جناحه بالفنادق السورية ليسمح لأبناء الشعب الواحد بان يقولوا كلمتهم
5- ثقتنا بتاريخنا اهتزت بعد ان فتحنا اعيننا على قادة لا يهمهم الوطن بقدر ما تهمهم الحقائب المليئة بالأوراق الخضراء الساحرة للعقل والمبدأ
نداء موجه لكل شريف بهذا الوطن الممزق بان نخرج عن صمتنا ونقول كلمتنا لأن الوطن ليس ملكا للذين يقامرون به