استبق رجل دين إيرانيّ متشدّد الأحداث العاصفة في إيران فحذّر من مجرّد التفكير في تولية ” الناقصات عقلا ودينا” أيّة مناصب سياسيّة في الجمهوريّة الإسلاميّة. وقال آية الله العظمى لطف اللّه صافي كولبايكاني على موقعه الألكترونيّ إنّ استلام امرأة منصب حاكمة في ايران “يغضب الله” بعدما اقترح أحد الوزراء ذلك.
وأضاف رجل الدين “إذا أراد البعض تغيير مبادئ الثورة الإسلامية وقيمها فسيكون عليه مواجهة غضب الله والشعب”.
وجاءت تصريحات رجل الدين ردا على اقتراح وزير الداخلية الذي قدمه الأسبوع الماضي في مدينة قم بتعيين نساء لمنصب حاكمة محافظة. واعتبر رجل الدين أن مثل هذه التعيينات منافية للشريعة.
وما أغضب كولبايكاني قبل اللّه طبعا، أنّ الدعوة إلى تولية النساء جاءت من ( قُمْ ) مدينة الحوزة ” المقدّسة “، فقال: ” يأتون إلى قم قلب الاسلام والمذهب الشيعي ليقولوا إنهم يريدون تعيين نساء في منصب حاكمات محافظات، هل تريدون الاحتجاج على القرآن والنبي بهذه التصريحات المنافية للشريعة؟”.
ويبدو أن موضوع تولية المرأة بعض المناصب السياسيّة يثيره، من حين لآخر، بعض الفاعلين السياسيّين في إيران للتنفيس من حدّة الصراع والاحتراب على السلطة داخل المجتمع الإيرانيّ، وتوجيه أنظار الرأي العام المحلّي والدوليّ إلى خطوات التحديث في إيران، وما تلاقيه من معارضة شرسة من قبل المحافظين في الحوزات وفي البرلمان. وكان البرلمان قد وافق أخيرا على تعيين امرأة واحدة وزيرة للصحة في سابقة منذ الثورة الاسلامية عام 1979.
ومنذ الثورة تستبعد المرأة عن المناصب العليا وتتعرض للتمييز في أحكام الزواج والطلاق والإرث. ولا يشكّ رهطٌ من آيات اللّه، لحظة، أنّ الخشية من اللّه والحذر من غضبه كانا وراء هذا التمييز والإقصاء!