أرشيف - غير مصنف

(بعضٌ عن بعض ).. مفاهيم للنص ونماذج تطبيقية

صدر عن دار الينابيع في دمشق الكتاب النقدي الجديد والموسوم (بعضٌ عن بعض ).. مفاهيم للنص ونماذج تطبيقية ، للشاعر العراقي قيس مجيد المولى وقد تناول المؤلف في إصداره الجديد هذا وفي فصله الأول مفاهيمه للنص الشعري حيث تناول ضمن هذا المحور محور اللغة ومفاهيم التمرد والتراتبية (التصنيف )وأشار بأن النص ليس حبكة يأتي نتيجة المران والمعرفة بأبجديات الكتابة أي أنه ليس وجودا ظاهريا تتحكم به مجموعة من قواعد اللغة وهو يرى بأن النص هو تلك القوة الإيحائية التي أسماها رواد قصيدة النثر في فرنسا بأنها القوة الخفية ذات الرموز والإشارات التي تفجرها الرؤى الإنفعالية
التي تمهد لإختراع الكلمات الجديدة للوصول الى معان الأشياء من خارج
دلالاتها ذات الإيحاءات المألوفة ،
وهذا الإختراع وكما عبر عنه المؤلف بأنه البحث عن المؤثرات التي تشكلت منها تلك اللغة لتستطيع العمل على تنمية مناطق التخيل بمخصبات جديدة وليست مخصبات إضافية لها إرتباط في طبيعة المشاهد الجاهزة وهذا بدوره يهئ للمخيلة وسائل أخرى للتعامل العميق مع الطبيعة لإستخدام القوى التنافرية التي أسماها المؤلف (فوضى الخيال المنتج ) والذي يلبي حاجات الغرض الإبداعي ،
إن الشاعر ضمن مفاهيم النص هذه يعمل على بلبلة وتشويش الحواس لأن التجربة الشعرية فيض تلقائي للمشاعر وبذلك فأن نتائج هذه المفاهيم تكون بمثابة (جر الحياة للحياة ) عبر المزاج المتخيل المنبعث من تلك التناقضات حيث يرى بأنه يصل حد (المخادعة ) وهذه المخادعة تجيز تمزيق اللحظة غير المناسبة للولوج الى اللحظة المنتظرة التي بها من الخفايا واللاتوازن إصطراع الصور الهلامية للفوز بمكانة ما بين النص ،
وإزاء تلك المفاهيم قدم المؤلف على مساحة عرضة العديد من الشعراء التي إلتقت مفاهيمه وما كتبوة من قصائد ضمن تجربتهم الشعرية الطويلة
حيث إختار من الشعراء العرب المحدثين أدونيس وسعدي يوسف ومن الشعراء الألمان رينية ماريا رلكة ويوهانس بشر ومن فرنسا إختار مالارميه ومن إيطاليا جوسبي إنجارتي ومن روسيا سيرغي يسنين  ،
ولعل المؤلف المولى وضمن إختياره هذا لهذه المجموعة من الشعراء أراد تسليط الضوء على ثورة الحداثة الأولى وتأثير هذه الحداثة في طبيعة التعامل مع اللغة والصورة الشعرية مرورا بالوقائع الخطيرة ومنها الحرب العالمية الأولى وتأثير هذه الحرب على البنى الروحية للمجتمع الغربي عامة والشعراء خاصة للتعريف بالمخاضات القاسية التي ولدت لدى هولاء الرؤيا العميقة لمفهوم الشعر ،وتأثير ريح الحداثة على الشعر العربي من خلال مفاهيمه النقدية والتي كما ذكرنا إختار لها مجالا للتطبيق عبر أدونيس وسعدي يوسف ،
وقد سبق لدار الينابيع وأصدرت للشاعر العراقي قيس مجيد المولى (خمسة مجاميع شعرية ) و(أربع إصدارت نقدية ) و (ثلاث إصدارات ) في جماليات الكتابة وكان أخر إصدارله ضمن هذه الإصدارات مجموعته الشعرية (لا متبق لا ملموس )

وإصداره الجديد النقدي هذا من الحجم المتوسط وبحجم 138 صفحة

زر الذهاب إلى الأعلى