أرشيف - غير مصنف
الانتفاضة الحزبية المصرية
الانتفاضة الحزبية المصرية
حسين راشد
أحزابنا المصرية العريق منها والحديث يدور في دوامة الصراع على البقاء أو على التواجد بشكل لا بمضمون والكل تائه في نزاعات شخصية ليس لها أي قاعدة جماهيرية أو صفة وطنية .. منذ زمن ليس بالبعيد وحين أصبحت السياسة كالهيئات والشركات وأصبح قانون خصخصة السياسة لمن يدفع أكثر ويقدر على دفع أكبر قدر ممكن من المال لجمع (الهتيفة والمرتزقة)
ليعلن أنه رئيس هذا الحزب أو ذاك دون أحقية فعلية ودون رؤية موضوعية لماهية هذا المنصب الحساس الذي بدوره سيشكل اتجاه فكري وسياسي يخطط لمستقبل بلد من أعظم البلاد على وجه الأرض وهي البلد التي أنجبت عظماء التاريخ والعلم والأدب والثقافة وحضارتنا الفرعونية لخير دليل على هذا .
أحزابنا في ورطة حقيقية لأن من بها اصبحوا مشغولين بالنزاعات الشخصية أكثر من حسهم الوطني والقومي ..
نجد أن الأحزاب العريقة مثل حزب الوفد والعمل ومصر الفتاة أصبحوا نسخة بالكربون من بعضهم البعض وينضم إليهم الأحرار والتجمع ومصر العربي ..
و الكل غائص في أموره الداخلية التي هي دخيلة وليست داخلية .. فالنفوس المريضة أحكمت قبضتها على مؤسسات رئاستها دون حق .. و أصبح احترام القادة ( دقة قديمه) بل وأصبح تخلف في عصر ينادي بشعارات جوفاء دون عمل مثمر .. الحرية والديمقراطية والليبرالية والاشتراكية وأحب أن أضيف المصطلح السائد على الاتجاهات ( المهلبية) الذي أصبح هو الاتجاه الحزبي الجديد في مصر لان الجميع أصبح يرى نفسه قائد وزعيم وليس دونه شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والحل : هو الانتفاضة الذاتية أولاً ومن ثم الانتفاضة الحزبية وإنشاء مجمع للأحزاب المصرية جميعا يجتمع فيه كل الأحزاب بلا استثناء وهذا دول الدولة أي كان حزبها الحاكم ويترأس هذه الكوكبة رئيس الجمهورية لأنه من المفترض انه رئيس مصر شعب وحكومة ومعارضة وليس فقط الحزب الحاكم..
على أن يتم عقد برلمان حزبي يندب فيه كل حزب شخص يمثله ويعرض خططه في شتى الأمور المتعلقة بالدولة . وأن تتفرع من هذه اللجنة لجنة فض النزاعات التي تطفح على السطح وتعوق مسيرة هذا الحزب أو ذاك .. الكل في مركب واحدة فالكل مصري وعجلة القيادة يجب أن يكون لها ربان واحد يجتمع الجميع تحت رايته ويكونون هم عينه التي تنظر في كل اتجاه لتوضيح الصورة الحقيقية .. بدلا من الوضع القائم بانتهاز فرص الإطاحة بهذا أو ذاك
الشعب يرى ويسمع ويتكلم وليس بجماد ونحن منه وله وبه نكون مصر فالواجب علينا احترام رأيه والسعي لإرضائه وتوعيته لما فيه خير بلادنا ومساعدته وكذلك تدوير عجلة النماء لمصرنا الغالية ..
القائد في كل مكان ليس بأفضل الأشخاص ولكنه القادر على لم الشمل و كذلك على احتواء من حوله ..
فالقيادة والزعامة ليست مؤهلات دراسية ولا قدرات خارقة بل هي فكر وعقل وحكمة فوق كل شيء .. والقائد الحقيقي هو من يعرف كيف يمرر الصعوبات تمريرا كي يعود سالما هو ومن معه ..
ولأن هذه الصفات تلاشت من قواميس الأحزاب المصرية فصار الصراع محتدما وصار الوضع على ما هو عليه ( و على المتضرر اللجوء للقضاء) تلك دائما ردود مجلس الشورى ( لجنة شئون الأحزاب) ولها الحق في البعض منها فهي ليست مختصة بفض نزاع ولكنها مختصة بتثبيت الأحزاب في دفاترها .
والقضاء اليوم وجميعنا يحترمه فهو مبني على مستندات ورقية والجميع يمكنهم عمل هذه المستندات الورقية التي تضلل العدالة فنجد أن المحكمة تحكم لأكثر من شخص بأحقيته لرئاسة هذا الحزب أو ذاك وليس عيب في القضاء بل العيب في القوانين ذاتها ..
فالقوانين الحديثة لا تعتمد على الحقائق الحياتية لكنها تعتمد الأوراق التي يستطيع الكثيرون أن يأتوا بها وتلك الثغرة التي يجب سدها والبحث عن حلول لها وعلى عجالة .. وأن يتخذ ضد الفرد الذي أتى بالمستندات المضللة للعدالة ‘جراء سريع وفوري ليكون عبرة لمن تسول له نفسه التلاعب بالمستقبل السياسي الذي هو كيان دولة مستقلة ..وأحزاب قد تكون يوما هي الحاكمة أو بأقل تقدير مشاركة في الحكم بأي شكل كان ..
فالمعارضة المصرية جزء من النظام لا شك في ذلك .. فكيف نفعل دورها وهذه المهاترات تحدث بلا رادع وبلا عمل خطوة إيجابية لحل مشاكلها .. الأمر الذي قد يجعل البعض يتعاون مع جهات خارجية يستند عليها ويكون جبهة معارضة مدعومة خارجيا لإرهاب النظام المصري والشعب المصري .. والعراق وسوريا لخير دليل على هذا ..
فأرجو من كل مصري حر حاكم كان أومحكوم حكومة كانت أو معارضة أن يسعى لسد هذه الفجوة والعمل على وجود الهيكل الكامل للسلطة التي هي توليفة متآلفة بين كل قوى الشعب
وإلى هذا الموعد
أتمنى أن نجد لنا نحن المعارضة يد العون داخليا لنغلق باب الشكوك والمهاترات الخارجة ..
وكذلك إيقاف الحركات الغير شرعية والتي تتحدث بأسم المعارضة بسبب غياب المعارضة الحقيقية وغرقها في النزاعات الداخلية
ولكم جميعا كامل الاحترام
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام