أرشيف - غير مصنف

ضجيج الأمانيّ

شعر: محمد الجاسم
طفلٌ من الأطيار يصرخُ
وا أباهْ
 فيـُمَرِّغ َ الكلمات في قلق الشفاه
والمرأةُ الثكلى على باب الحياهْ
لنْ توقظ َ الأمواجَ في ألق ِ العيونْ
حتى الجنونْ
لمْ يُبـْق ِ في فيضِ النهارات المعتـّقِ بالظنونْ
سوى الأنينْ
لنْ تُشعِلَ الكلماتِ في الوجهِ الحزينْ
ماذا أراد الباحثون عن العذابْ
سوى الخرابْ
زرعوا الضجيجَ ,
وزخرفوا ,
شوكَ العذابات التي من لحمها
 أكل الذئابْ
وتديـّثوا خلف السحابْ
حتى الغرابْ
هناك في طلل السرابْ
يلهو ويعبثُ في ضفائر أمتي
حتى الغرابْ
إستودع الخوف الرهيبَ
لدى العيونْ
بدلَ الطعامْ
عينايَ غرثى لا تنامْ
حتى احتيالي في الكلامْ
عند الطعامْ
ضاقت به حيلُ الكلام
الصمت مطبق في الشفاهْ
كلُّ الشفاهْ
باتت سبايا للمعاني المشتهاهْ
ويسوقها جيشٌ من الأحلام ِ
في خُضْر ِ الجروحْ
كي لا تبوحْ
بمدامع الأيتام ِ
تفضحها القروحْ
أما اللئامْ
ركزوا الرماحْ
في قلبِ هودجة الصباحْ
ويواربونَ البابَ في وجهِ الرياحْ
أنْ لا يـُباحْ
سرُّ الرحيل ْ
الى تخوم ِ الجبهةِ الرعناءْ
في غبشِ النداءْ
وعلى الحدود ْ
حيثُ الجنودْ
 على الترابِ معرّشون
يستوحشونْ
طرقَ التحاق ِ الروح ِ بالوطن المضاعْ
خَوِيتْ خرائط ُ وجدِهمْ
وطغى الوجيبْ
فلا يُجيبْ
تساؤلاً أذكتـْهُ ملحمةُ النحيبْ
أما الحقولْ
قد شـفـّها عشقُ الفصولْ
وتدارستْ أسبابَ نكستها الخجولْ
كي لا تطولْ
رَكـَضاتـُها خلف َ المحولْ
والشِعرُ كالصفصافِ هدهدهُ النحولْ
أمـّا الخيولْ
لن تـُركِبَ الساعينَ في عرباتِها
نحوَ الحروبْ
للهِ درُّ حمامةٍ بينَ الدروبْ
تلهو وتـُغوي المتعبينَ من اللغوبْ
خانت قريحتـَها أناشيدُ الغروبْ
الخوف ُ مصطـفٌّ بأهدابِ الشموسْ
والليلُ مزدانٌ بأتراحِ الطقوسْ
لمْ تـُلفِ فرحتـَها القديمة َ شهرزادْ
لم تختضبْ يدُها الكريمة ُ مرةً
بدم ِ العبادْ
لم ينزو ِ تحتَ التقاطيع ِ الخبيئةِ
روحُها الملتاثُ من وجع ِ الفراقْ
ما شفَّ جسمي غيرُ بُعدِكَ يا عراقْ
يا ويحَ جرحك يا عراقْ
 
 
 
ناصرية دورتموند
 

20 اكتوبر 2009

زر الذهاب إلى الأعلى