أرشيف - غير مصنف

مؤسسات المجتمع المدني في المخيمات .. جاهلة أم مجهلة للأعلام ؟

عماد بني حسن
المفارقة الكبيرة بين المؤسسات الأهلية الفلسطينية العاملة هي وشركائها في لبنان هروبها من لأعلام فيما المؤسسات العاملة في الأراضي الفلسطينية هي رائدة في استخدام الأعلام …
ويسجل هذه لكل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة وغزة ومناطق 48- ويلحظ هذا من خلال تكوين فكرة كاملة عن نشاط هذه المؤسسات ويمكننا أيضا أن نصنف أيهما اكثر جهداً وتقدماً وفاعلية في النشاطات وتقدبم الخدمات المختلفة من خلال الصورة والخبر والتحقيق عن المؤسسة كلاً على حدة من خلال تقارير إعلامية تصدر عن متخصصين في لأعلام في هذه المؤسسات
فهم أعلاميون متخصصون وناشطون في ذات المؤسسات يحرصون على مواكبة نشاطات مؤسساتهم في المجتمع ويقومون على تطوير وسائل الاتصال بين مؤسساتهم والعالم واجراء صلات تفاهم وتعارف وتبادل الرأي والخبرات
و يديرون مواقع إلكترونية لمؤسساتهم ببراعه وحرفيه تؤدي الى المعرفة العامة
من خلال اصدار البيانات والتقارير والوثائق المتعلقة بالمؤسسات
أضافة الى أصدار صحف ومنشورات دورية تحنل توثيقا اعلاميا لنشاطات المؤسسات تتوجه بكل أنكشاف الى الرأي العام بدأ من المجتمع الذي يتواصلون معه بشتى انواع التعامل المجتمعي
 أو من خلال توزيع الأخبار على الصحف ووسائل الإعلام أو استدعاء وسائل الأعلام لتغطية النشاطات من الورش إلى المساعدات المقدمة إلى غيرها من الأدوار
التي تلعبها هذه المؤسسات فيها دورا هاما في المجتمع ويمكن للمراقب ان يرى انعكاسا تاما للواقع لهذه المؤسسات من خلال تعدد اخبارهم من مصادراعلامية متعددة
كل هذا الواقع الاعلامي منبوذ في أجندة المؤسسات الاهلية في لبنان بأستثناء الاخبار العامة الترويجية والدعائية التي يمكن أن يقرأ عنها بين الحين والاخر في طيات الصحف اليومية .. وهي غير مؤكدة المصدر اعلاميا ولا يستطيع المتابع اعتبار هذه الاخبار مصدر توثيق
فأن انعدام أي خطة إعلامية لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في لبنان
(لاحقا سيصدر كراساً يتضمن دراسة بهذا الخصوص )
ومن خلال متابعتنا وحاولاتنا مع هذه المؤسسات لخلق شراكات اعلامية وتقديم هذه الخدمات مباشرة او من خلال تدريب عناصر اعلامية لتؤسس وتواكب مع كل مؤسسه عملها ونشاطها ووضع التقارير التي تخص الرأي العام فأننا وقفنا على كومة من الفشل .. والانكى من هذا كله ان هناك مسميات اعلامية داخل المؤسسات اي هناك مؤسسات لديها مركز شاغر اعلامي لشخص لكنه شخص صوري ومهامة لاتتجاوز التقاط الصور المدروسة للنشاطات وغيرها وبالتالي هي تحتفظ باعلامي ينحصر عمله في تسجيل صورة تعرض فقط للبلدان المموله أو للمؤسسات الممولة على أعتبارها نشاطا يتضمن من خلال الصور أشارات الجمعيات او شخصياتعا المعروفين
وهنا لابد من لفت النظر الى أن من واجب هذه المؤسسات أصدار التقارير الاعلامية الحيادية للرأس العام وبالمقابل قعلى الجهات الدولية والممولة ان تراقب وسائل الاعلام الحيادية لفهم ما يجري بخططها التمويلية والمشاريع الممولة وربما تكون هذه المؤؤسسات صادقة في عملها ولكنها جاهلة في كيفية ادارة العملية الاعلامية التي ترد عليها رأيا عاما يتشكل بايجابية من حولها وينظر اليها باحترام ..
لان الابتعاد عن الاعلام هو الابتعاد عن الشفافية وبالتالي ترك الشارع للشائعات التي يتشكل من خلالها الراي العام السلبي خصوصا وان هناك الكثير من المغرضي من الذين بسعود لتشويه صورة المؤسسات وعملها واتهامها بالسرقة والنهب .. فيما يمكن لهذه المؤسسات أعتماد خطط اعلامية ذاتية تتواصل من خلال هذه الاعلام بأكبر عدد ممكن من الناس
فهناك ضرورة لاصدار تقارير سنوية واضحة وموثقة من المؤسسة يقوم الاعلاميين على صياغتها من خلال مواكبة الخدمات والنشاطات السنوية بالصورة وبالتقارير حتى يصبح هذا التقرير وثيقة يثق فيها الباحثون والراصدون الاعلاميون والمدققون المناحون والاهم من ذلك ان تجيب هذه التقارير على تساؤلات وهمية لدى الناس عن المؤسسات ولا مجيب لوشوشاتها والقاء الكلام الذي ربما فيها جهل او باطل .. ولعدم توفر الشفافية الممكنة من خلال التواصل الاعلامي المعدوم .. يصبح مصدقا وقريبا للحقيقة .. والمكل يعرف ان هناك همسا ولغطا سيئا في الشارع الفلسطيني عن المؤسسات والغريب ان الجميع يعرف هذه الحقيقة لكن لااحد يفكر جديا في كيفية ردم الهوة بينة وبين المواطن ولا أستعادة الثقة بالمؤسسة كصورة واضحة في الخدمات على اختلافها 
وهذا الامر ينبط على مؤسسة الهلال الاحمر الفلسطيني التي ربما تقدم خدمات فوق طاقتها .. ولكنها فشلت في توضيح المصاعب التي تواجهها وفشلت في تكوين صورة واضحة بينها وبين المواطن حتى وهو يلجأ لاحد عيا داتها يسىء القول بهذه المؤسسة الوطنية العريقة .. والمواطن لايميز عادة بين سلوكيات الافراد في المؤسسات وبين نهج وخطة المؤسسة التي تحاول تطبيقة واحيانا ينقص الامكانيات او الخبرة فمن السهل على المواطن القاء التهم واللوم على كل المؤسسة وتاريخها ويتجاهل خدماتها ..
فالهلال الاحمر الفلسطيني الذي يعاني ازمة ثقة متفاوتة مع الناس يحتاج لترميم هذه الازمة وهنا لانقول انه في موقع عدمي بل لتتضح صورتة ويرتقي بشكل جيد ويصبح القول فيه منصفا لا جزافا ولا أفتراء .. فرأينا كان أن يقوم بوضع خطط تواصلية مع المواطن الفلسطيني
تبدأ باصدارات دورية لما يقوم به من خدمات في كل المناطق اضافة الى توضيح ما يواجهه من ازمات تمويلية ونقص وغيرة .. وهذا امر ضروري للمؤسسة وواجب على مل مؤسسة تعمل في الشأن العام أن تولي أهتماما بالرأي العام وأن تعطي المواطن حقه في معرفة وفهم ما يجري بالامكانيات التي تؤتمن عليها هذه المؤسسات بأسمه
اما وكالة الغوث فهي أيضا مقصرة ولا نعرف من تقاريرها الا العجز الذي تحرص على الترويج له عالميا وقد حفر بذهن كل واحد اعلان ان الانروا لديها عجوزات مالية .. وهنا لابد من الاشارة الى اعلام متقدم تقوم به الانروا ولكنه معقد على المواطن الفلسطيني ولا يلامسه بشكل عام وهنا المقصود يمكن ان تتواصل مع من تقدم له الخدمات من خلال صحيفة زرقاء تصدر للعموم وتحمل فيها جملة الانجازات والتقارير التي يمكن الاطلاع عليها ولابد من لفت النظر الى وجود احصائيات اساسية يحاول المطلعون اللجوء اليها من خلال مواقع الانروا للسكان غير دقيقة واصبحت معرضة للتشهير بأن احصائيات الانروا غير دقيقة ولا يستند اليها وبذات الوقت فأن عمل المؤسسات العائدية نسبة لحق العودة وهي كثيرة لم تشفي غليل باحث في دراساتها المتواصلة وفي اغلبها يستند الى ارقام غير دقيقة سبق وان دونت سابقا في الوثائق .
متابعتنا مع هذه المؤسسات إعلاميا ومحاولتنا كسر هذا الواقع الذي باء بالفشل
لم نجد فيه من تفسيرات الا تشاؤمية وربما تظلم بعض هذه المؤسسات
الوجه العام لفهم هذا الواقع الاعلامي كما نراها
 
المشكلة الملتقطة اعلاميا
هو عدم وصول اعلان الدورات التربوية والثقافية والنشاطات المختلفة وحتى الفرص لكل الناس وتجري الامور بطرق عشوائية بحيث يتم انجاز برامج على المستوى الضيق فيما هي حاجة لكثيرين لم يلحظوا ورقة مكتوبة باليد او مطبوعة بطريقة غير اعلامية لايفرقها القارىء عن ورقة النعوة معلق على امكنة لايلها الا عدد محدود .. وهذا الامر ان كان عمليا ويمكن الخلل فيه ان يعود أسباب الاخرى في خلل المؤسسات التي تتعاون فيما بينها بشكل صحيح فأنها لاتعتمد الاعلان العام الذي هو من حق الجميع ومحاولة ايصالة في بيروت مثلا اذا كان النشاط منطلق من مؤسسة في شاتيلا فليشمل المخيمات الثلاث مار الياس وبرج البراجنة لاعطاء فرصة لصاحب الحاجة بالوصول الى المؤسسة
وهذه ايضا من مهمة الاعلام المؤسساتي الذي يجب أن يتعامل مع الامور بصفة الجمهور صاحب الحق في رؤية ومعرفة ما يجري وهذا الامر يرد أيجابا على المؤسسات وعلى مكانتها الاجتماعية الانسانية والتربوية والطبية بين الناس وان لاتشوه صورة انجازاتها من خلال ما يمكن ان يقول كثيرون نحن لانحب الاعلام ويقصد انه مناضل مجهول .. ف القول في عدم محبة فلان بالاعلام وحب الظهور على حد قولة هو ملكة الشخصي ولكن عمله هو ملك الناس … والاعلام يحبة اذا كان هو لايحب .. وبالتالي فأن محاولة بعض مسؤولي المؤسسات ان يوحوا أنهم على جبل من الانجازات لايردون تذويبها في شوفة الحال أمر غير صحيح وربما ادعاء لذر الرماد في العيون .. لان واجبه ان يعطي الاعلام فرصتة
 
ملاحظة على الهامش :
الاعلام المقصر تجاة المؤسسات هذا جانب مردة الى ان المؤسسات لم تضع خطط اعلامية من خلال سكرير اعلامي لديها يقوم بوضع خطة للتواصل مع المؤسسات الاعلامية والحديث في هذا المقال ليس عن الاعلام المبرمج والدعائي والانتقائي من المؤسسة او من الجهة الاعلامية لاظهار صورة غير واقعية بل نتحدث عن اعلام مستقل ياخذ دورة بالتنسيق مع اعلام المؤسسة ويوسع صورة عمل المؤسسة من خلال نقل انجازاتها للاخرين الذين يشككون بكل المؤسسات ويشتبهون في ادائها وعملها والشبهة احيانا تنطلق من موظفي المؤسسات العاديين .
 
واخيرا للخروج بمفهوم يصل بعض من يعتقد ان كلمة اعلام هي مسألة تدفع لمجرد الدفع في وجه المؤسسات فأن الاعلام هو مهمة وسلطة من دورها ان يراقب ما يجري على الارض وأن ينقل الحقيقة من خلال تحقيقات اما بالتعاون مع المؤسسات او من خلال الحصول على وثائق من الممول عن الاموال المرصودة وهي سهلة الحصول الى متابعات خاصة للتنفيذات .. هذا هو الاعلام الذي يجب ان يكون جزء من حركة اي عمل .. كما في الدول الحرة وفي كل المجتمعات .. والاعلام هو عين الناس العامة ورأيها ويعكس هواجسها كما مطالبها وعلى المعنيين تلقي الانتقادات بشكل أيجابي والعمل على تطوير ما يمكن ان يشعر فيه كل شخص في التقصير .
والــى لــقاء
*عماد بني حسن
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى