رفض «البابا شنودة» الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الاعتراف بوجود الملاك «عزرائيل» الملقب بملك الموت، مشيراً إلى أن الإنجيل لم يشر من قريب أو بعيد لملك الموت الذي يسميه البعض بعزرائيل، وإن كانت معلومات الكنسية تشير أن الأبرار تحمل الملائكة أرواحهم والأشرار ينحدرون للجحيم.
وأكد البابا خلال عظته الأسبوعية ببطريركية الأقباط بالعباسيّة، كما نقل موقع ( المصريّ اليوم )، أن الصراع بين الشر والخير يتكرر في كل زمان ومكان منذ ما حدث بين قابيل وهابيل.
ورفض البابا منع استخدام اللفائف في التناول – وهي أحد الطقوس المسيحية اثناء الصلاة في الكنيسة – خوفاً من عدوي «أنفلونزا الخنازير»، وقال هازئا: “هو أنفلونزا الخنازير ممكن تدخل الكنيسة إيه الكلام ده؟”
وإذا كان دخول إنفلونزا الخنازير إلى الكنيسة من عدمه أمرا ما زال ” العلم الحديث ” لم يصل إلى إثباتات نهائيّة بشأنه(!! )، فإنّ إنكار قداسة البابا شنودة لملك الموت الوديع عزرائيل الموكّل بقبض أرواح البشر منذ بدء الخليقة مدعاة إلى الاستغراب. ولعلّ قداسته لم يقرأ ما فاته في كلّ عظاته عن ملائكة اللّه، وها أنا أسعفه بنتفة عن ( موت الملائكة ) بما فيها عزرائيل كما وردت عند ابن الجوزيّ في ( بستان الواعظين ورياض السامعين):
“… بعدما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من شدة الزلزلة، فيموت أهل الأرض جميعا وتموت ملائكة السبع سموات والحجب والسرادقات والصافون والمسبحون وحملة العرش وأهل سرادقات المجد والكروبيون ويبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام..”
ثمّ يذكر ابن الجوزيّ موت جبريل ملك الوحي وموت ميكائيل الملك المكلّف بالماء والقطر (!! ) فإسرافيل الملك الموكّل بالنفخ في الصور إلى أن يحين دور ملك الموت الموكّل بقبض الأرواح عزرائيل.
يقول ابن الجوزيّ:
“.. فيسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت؟- وهوأعلم- فيقول مولاي وسيدي أنت أعلم بمن بقي. بقي عبدك الضعيف ملك الموت. فيقول الجبار عز وجلّ: وعزتي وجلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي. انطلق بين الجنة والنار ومت. فينطلق بين الجنة والنار، فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت...”