أثارت زيارة الكاتب محمد حسنين هيكل قبل سنوات لنُصب الهولوكست بألمانيا، فيما برره بأنه “موقف إنساني”، جدلاً حول الزيارة، حيث اعتبرها منتقدون تمثل شكلاً من أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإبداء للتعاطف مع اليهود الذين يتذرعون بتعرضهم لما يسمونه المحرقة النازية في ارتكاب جرائمهم ضد الفلسطينيين ، واتخاذها “معاداة السامية” سلاحًا يشهرون في مواجهة من يتصدى لهم بالكشف عن زيف مزاعمهم وادعاءاتهم.
وقال الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث في تعليقه على حديث هيكل للإعلامي محمد كريشان على فضائية “الجزيرة”، إن كلام الكاتب “مراوغ وباطل”، وطالبه بالاعتذار والاعتراف بأنه أخطا، حيث رأى أن زيارته لنصب الهولوكست إنما هو شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل؛ فالعربي ليس ملزمًا أن يتعاطف مع جريمة ارتكبها هتلر ضد يهود في الغرب، وبالتالي هي جريمة تخصهم ولسنا طرفا فيها، وبالتالي ليس مطلوبا منا أن نزور مقابرهم أو معابدهم.
واعتبر أن هذا نوع من التزايد كما يقول رجال القانون ونوع من التطبيع كما يسميه رجال السياسة، مبديا استغرابه للإعلان في هذا التوقيت عن الزيارة التي اعتبرها تمثل “سقطة جديدة” للأستاذ هيكل رغم مضي سنوات عليها، فيما وصف كلامه عن وجود فارق بين اليهود والإسرائيليين بأنه “كلام قهاوي”، على حد تعبيره.
وتابع: هذه الجريمة نحن من يدفع ثمنها منذ اتهام هتلر بها إلى يومنا هذا، وبالتالي تصبح جريمة ما يسمى بـ “الهلوكوست” أو هذه الأكذوبة جزءًا من لعبة الصراع العربي – الإسرائيلي، حيث تقوم إسرائيل باستغلالها لتبرير أسباب احتلالها لفلسطين، فقد ترتب عليها ابتزاز للضمير العربي حتى هذه اللحظة واحتلال دولة أخرى وقتل ما يقرب من مليون فلسطيني، وشن عدوان على الدول العربية، ووصل الابتزاز إلى أن حجم الأموال التي دفعتها ألمانيا لإسرائيل حتى الآن بلغت 90 مليار دولار.
واستطرد قائلا: من المفروض أن يكون الأستاذ هيكل مدركًا لمثل هذه الأمور، لكن الكثير من رجال السياسة تعشق المراوغة؛ فأيام اتهامي بمعادة السامية لنشرى مقالة تحدثت فيها عن “أكذوبة الهولوكست” صرح إبراهيم نافع وقتها أن الهولوكست ليست أكذوبة، وأصدر وزير الإعلام السابق ممدوح البلتاجي وقتها بيانا صرح فيه “أننا شعب عظيم ونحترم معاناة اليهود”، ومن هنا نجد أن هناك تضليلا وأوهامًا في عقلية النخبة المصرية سواء كانت يسارية أو إسلامية بشان قضية الهولوكست، وعليه لا يجب علينا زيارة مثل هذه الأماكن لأنه يعنى اعتراف منا بمثل هذه الأكذوبة.
وشاطره الرأي الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة “كفاية” في التأكيد على أن هذه المسألة لا تخص العرب، قائلاً إن الهولوكست أمر يخص الحضارة الغربية لأننا لم نكن طرفا في هذه الحرب فلم نكن يهودا أو ألمانا مع هتلر النازي، ولم يكن هتلر زعيما لنا كعرب أو مسلمين إذًا فلا يخصنا في شي.
وأضاف: إذا أردنا التحدث عن مسألة الحرب النازية فليس اليهود وحدهم هم الذين فقدوا الكثير، لكن الروس على سبيل المثال فقدوا أكثر من 20 مليون قتيل، فهذه ليست مشكلتنا ولكن المشكلة الرئيسية أن اليهود استغلوا هذه القضية وهذه المحارق على حسابنا نحن العرب برغم أننا لم نكن طرفا، وقاموا بارتكاب “هولوكست” فلسطيني.
وأكد أنه كان يتوجب على هيكل أن يشير إلى أن الهولوكست الفلسطيني أبشع بمراحل مما ارتكبه هتلر بحق اليهود وأنها قامت في حق أمة لم تكن طرفا في الجريمة السابقة، إلى جانب أننا لم نكن طرفا في هذه القضية، وبما أن العار يلحق الحضارة الغربية لا العرب، فإن كل هذا يمنع العربي من التعاطف مع هذه القضية، لأننا كنا الضحية فالعار الحقيقي هو المأساة الحاضرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.