( نواصب – روافض ) ..حوثيون يمنيون ..حوثيون إيرانيون
المشهد كما هو :
تمّ توصيف هذه الحرب على أنّها ” الحرب السادسة ” .. و هي في الواقع استمرار لحرب استنزاف ما تزال قائمة في اليمن منذ عام 2004 …وكلّ فترات التوقف كانت فتراتٌ لاسترداد النَفَس .. و بين السلطة ، و بين بعض القبائل الشماليّة التي يرأس تمردها ” الحوثي ، و أبنائه ” ..كانت الحرب على كرّ ، و فرّ ، و على الهامش كان عليك أن تقرأ كل يوم وعلى شريط أخبار القنوات الفضائيّة أعداد القتلى ” الحوثيين ” ، و العسكريين ” الجيش اليمني ” المأخوذة عن الإعلام اليمني الرسمي .. و أن تقرأ أعداد الشهداء ” الحوثيين ” ، و القتلى ” الجيش اليمني ” على مواقع ” اليوتوب ” حيث يقود الحوثيون حربهم الاعلاميّة ، و كأنّ المتمردين ” هبطوا فجأة من المريخ ” ، و أنّ الجيش ” ليس أبناء ، و أخوة ” هؤلاء ..و على الهامش أيضا كان على عينيك أن ترى خيام بائسة . انتشرت على السفوح ، و الهضاب ، و وصلت إلى حدود صنعاء ، و حيث لا شيء إلاّ رحمة الله .. و حيث صار بإمكانك أن تستدعي من الذاكرة مباشرة المشاهد العربيّة ذاتها.. ( لاجئو الصومال ، و دارفور .. طيب الله ذكراهما ) .. و صار بإمكان أبناء اليمن السعيد أن يفتخروا بأنّ لديهم لاجئون . أسوة ببقيّة من سخط عليهم الله .. من هذه الكائنات التي تنتشر من المحيط إلى الخليج ، و المسماة الشعب العربي … كما أصبح بإمكانك أن تستدعي مناظر البائسين من باكستانيين ، و أفغان .. إذا ما قررت أنّك من أبناء أمّة تمتد كغثاء السيل من حدود اليابان إلى آخر عمارة الله على هذه الأرض ..و تسمى امّة إسلامية ..
على مذبح شهوة السلطة :
هي جريمة ” علي عبد الله صالح ” ..الذي أصبح مؤبدا .. بعد انتصاره في ( حرب توحيد اليمن عام 1990 ؟؟ ) ، و الذي حسب انّه يستطيع أن يلعب بكل شيء ، و على كلّ شيء .. بداية من التناقضات القبلية داخليا ( و على رأس القبائل حاشد ، و بكيل ) ..مرورا باللعب على وتر الإرهاب على الطريقة الأمريكيّة .. و انتهاءا بابتزاز القوى الإقليميّة التي دخلت ، أو كانت تتدخل ( السعوديّة – إيران ) ، و لابأس من إضافة ليبيا أحيانا.. لَعبٌ للهروب من الاستحقاقات التي يجب أن يؤديها من يسمّى حسب الموضة الحديثة لقنوات الفتنة الاسلامويّة ” حاكم المسلمين .. ” فاليمن تشهد تدهورا اقتصاديّا على أكثر من مستوى .. و تشهد فسادا سياسيّا يعترف به أركان السلطة .. و الحروب القبلية تستعر لسبب تافه .. و المعارضة تعيش على فتات السلطة .. و شيوخ القبائل الكبيرة يصولون ، و يجولون ..
و هي جريمة حسين بدر الدين الحوثي الذي كان قد أصبح نائبا عن حزب الحقّ عام 1993( يومها كان الحوثي يمنيا ؟! ) و في مسيرته مع السلطة كانت اذرعه تمتّد ، و كانت الأذرع تفرّخ اذرعا ، و امتدادت ، و انتهاءا بتكوين ( حركة الشباب المؤمن ) مرورا بمساندة الدولة في حربها ضد الحزب الاشتراكي.. كان قد أصبح هناك حزب زيدي مقابل حزب سنّي هو حزب ( التجمع اليمني للإصلاح ) ، و مرّة أخرى ( حاشد ، و بكيل ) .. و في حين كانت الحرب تشتعل بين أي قبيلتين من أجل بهيمة .. كانت بيوت الله هي الشرارة التي تشعل الحرب فيها بين أبناء ( حاشد ، و بكيل ) ظاهريّا .. و تحت السطح كانت صراعا للحصول على امتيازات النفوذ ، و السلطة
و هي جريمة الإعلام اليمني الرسمي الذي شخصن الصراع ليصبح لدينا ( تمرّد حوثي ) ضد ( السلطة الشرعيّة ).. و غداة ما يسمى انتهاء الحرب عام 2004 .. كان لدينا ضمن المذهب الزيدي (المخترعة .. الصالحية ..البترية .. الجارودية .. المطرفية .. الحسينية ) .. و كان الإعداد للإثني عشرية ( الرافضة ) يطبخ على نار هادئة .. و كان لدينا في الواقع العملي حسب تقرير مجموعة الأزمات الدوليّة ( أقلية تعتنق فكراً واضحاً وتقيم صلات سياسية مع إيران.. وطائفة صغيرة تسعى للذود عن الهوية الزيدية ، والهاشمية.. و مجموعة من المسلحين من ذوي الدوافع المالية.. وغالبية من رجال القبائل الذين يواجهون عنف السلطة ) ..
و هي قبل ذلك ، و ذلك .. صراع تحت شهوة السلطة ، و تقاسم المغانم في يمن قبليّ .. لم يكن سعيدا في يوم من الأيّام .. و على جانبي الصراع كانت تبرز نيوب القبائل (همدان بن زيد .. خولان بن عامر .. وائلة .. آل سالم .. العمالسة المقاش .. سحار .. جماعة .. خولان .. رازح ) .. و قبل ذلك بزمان ( كان الوادعي قد عاد إلى صعدة من السعوديّة ).. و كان حسين الحوثي بعد ذلك بزمان ( قد عاد إلى صعدة من إيران ) ، و كانت الساحة في صباح يوم من آب 2009 قد أصبحت ساحة ( روافض ، و نواصب ) .. و كان على ( كائنات عربيّة قبليّة ) أن تحمل السلاح ضد المذهب .. و كان على الإسلام أن يصبح مرّة أخرى ضد الإسلام …و الإسلام من هؤلاء القتلة على كلا الجانبين براء ..
نظريّة المؤامرة : سيسألني القاريء ما دخل الأصابع ( الأمريكيّة – الصهيونيّة ) ، و سأجيب ما هو مشروع الشرق الأوسط الكبير.. و بداية ما الذي يحصل في الباكستان الحليف الأساسي ، و الأكثر أمريكيّة من أمريكا في الحرب على الإرهاب ؟؟؟و لماذا ليست حرب بمثل هذه الدمويّة في الهند ذات الملل ، و النحل ، و التي تفوق ما في الباكستان ؟؟ و لماذا الجيش الباكستاني بالذات ؟؟؟..فماذا في جعبة هذا الوطن المهلهل ، و الذي يسمى وطنا عربيّا ؟؟؟ هناك الركيزة الأساسيّة لقيام المشروع الأوسطي الأمريكي .. و هو المذهبيّة ..و حتى ما قبل احتلال العراق ، و أفغانستان ..كان لدينا دينا واحدا هو الإسلام ، و ذو وجه واحد كانت تنفخ فيه أمريكا ، و الغرب ..الإسلام الإرهابي.. و كانت حربنا الإعلامية ، و العسكريّة مع إيران.. إمّا ضد تمدّد النفوذ .. او ضد الأطماع التوسعيّة في جنوب العراق .. او ضد مختلف التسميات التي تمّ اختراعها، و إن كان مفهوم ( تصدير ثورتها ) هو الأساس .. و لكن ما كان يخطر حتى في بال ( العراق ، و هي التي خاضت حربا ضروسا مع إيران ) أن تردّ سبب الحرب لتمدد نفوذ ديني شيعي ، أو كلّ الهرطقات التي يحفل بها الإعلام الإسلاموي الفتنوي اليوم ( و يوم حرب الخليج الأولى كانت روسيا في أفغانستان .. و يومها كان الإسلاميون قرّة عين أمريكا ، و مثلهم العسكر الباكستاني ).. و اليوم أصبح لدينا دينَيْن .. و انظر إلى كلّ القلاقل التي تعيشها الأمتين العربيّة ، و الاسلاميّة…و سترى أنّ الظاهر ( سني – شيعي ) أو ( اثني – قبلي ) .. و سترى أنّ الخائن لوطنه يخونه لأنّه سنّي على هذا المقلب ، أو شيعي على المقلب الآخر .. و غابت الأطماع الشخصيّة عن الواجهة .. و غابت العمالة .. و العضّ على مكتسبات السلطة بالنواجذ .. و غابت الأطماع في ثروات هذا الوطن أيضا عن الواجهة .. من اصغر بئر نفط في العراق .. حتى اكبر بئر نفط في جنوب اليمن ..و لم يعد احد يتحدث عن أنّ دماء المسلمين تسيل من اجل بئر نفط هنا ، أو موطئ قدم استراتيجي هناك ( الصومال مثلا ) .. و ظهرت العمليات التقتيليّة .. و صار الفقه على استباحة دم الآخر ( الشريك في الإسلام ) هو الأساس .. و ماذا في واقع هذه الأمة التي لا تشبه أحدا من الأمم .. شيعة في دول الجزيرة العربيّة .. شيعة في عراقنا المحتّل .. شيعة في بلاد الشام .. و لماذا ليس ( علي ) عبد الله الصالح ( الزيدي ) هو الذي ضد اليمن ؟؟ و لماذا ( حسين الحوثي ) ( الزيدي ) هو ضد الوطن ؟؟؟ طبعا كان علينا أن نُدخل على المشهد هرطقاتنا التي تنفث السمّ المذهبي .. الحوثي في الأساس على المذهب الزيدي ( الجارودي ) .. أي هو أقرب إلى ( الرافضة الأثني عشريّة ) .. و هو زار إيران ؟؟ و تأثّر جدّا بأفكار المقبور ( الخميني ) الذي يحلل ( مفاخذة الرضيعة ) .. طبعا هو لم يكن ( جاروديّا ) عندما كان أداة طيّعة تأمرها ( سلطة علي عبد الله صالح ) ..و لم يكن ( جاروديّا ) عندما وقف ضد الجنوبيين ؟؟؟ فجأة في عام 2004 أصبح كل هذه التسميات و إليك سلسلة نسبه ، و نسب حوثييّه الحديثة .. بتوصيف قناة المستقلّة ( تأثر الحوثية بالمذهب الشيعي الصفوي – قلة الأدب وازدراء الآخرين – الحلم والسعي لعودة حكم الإمامة إلى اليمن – التعصب الأعمى وتكفير الآخرين – النظرة الضيقه إلى المسلمين ، والإسلام ، وتقسيم دار الإسلام إلى الذين آمنوا بالرساله والطلقاء الذين آمنوا بالسيف ، واعتباره الذين آمنوا بالسيف والطلقاء نواصب وغير مسلمين ) .. دون ان يذكر ابن شريفة من جمع الأبواق المذهبيّة أنّ ( حسين بدر الدين الحوثي كان قد درس في مدارس ، و معاهد صعدة الإسلامية و التي كان يديرها ” الأخوان المسلمون ” ، و أنّه حصل على شهادة الشريعة و القانون من جامعة صنعاء ، و درس الماجستير بالشريعة الإسلامية على نفقة الدولة في السودان .. ، وانخرط في عضوية المؤتمر الشعبي العام ، وحاز باسم المؤتمر الشعبي العام على عضوية مجلس النواب ومثله أخوه يحيي.. وكل ذلك في ظل الأمن والسلام والاستقرار وفق الحقوق ، و الحريات المكفولة في الدستور ) د . أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى اليمني الحالي … فلماذا لا تكون شهوة السلطة هي الدافع الرئيسي لقيام تمرّد ( حسين الحوثي ) أي اقتسام مغانم السلطة ، و الصراع على النفوذ .. ، و من سيفكر بإقامة دولة شيعيّة في شمال اليمن ، و اليمن موزاييك قبلي لا يعرف إلاّ الله ، و الراسخون في العلم كيف تتم الصفقات بينها ..و ما الذي يمنع حسين الحوثي من أن يخلط السياسة في الدين مثل كل الذين خلقهم الله ليكونوا مصيبة على شعبنا العربيّ .. من حكّام ، و بطانة حاكمة ، و ما الذي يمنعه من استثمار شعار ( الموت لأمريكا … الموت لأسرائيل ) مثل كل أصحاب المشاريع السلطويّة الذين يأخذون من هذا الشعار حجابا لتغطية انبطاحهم الكامل أمام ( أمريكا ، و إسرائيل ) .. ألم يشهر معمر القذافي هذا الشعار قبل دفع ديّات لوكربي ؟؟؟ و أنور السادات قبل اتفاقيّات الذلّ ؟؟؟ و ياسر عرفات قبل أوسلو ..و ما الذي يمنع بدر الدين الحوثي من استثمار كافة الوسائل ، و الغايات لتحقيق مآربه أسوة بغيره من عرب خرّبت عقولهم لوثة الحكم ، و الاستئثار بالسلطة ، و لماذا يكون عدو الأمس ( للمنقلبين على الوحدة ) هو ذاته حليف اليوم عندما يصبح التمرّد ( حراكا جنوبيّا ) .. و كيف يقبل عاهل السعوديّة حوار الأديان مع الآخر ( المخالف بالدين ) ، و يفلت العنان لشيوخ الظلاميّة ، و قنوات الفتنة في الخوض في دماء الآخر ( المسلم .. المخالف بالمذهب ) ..و ما هذه الصفاقة في التصريحات الإيرانيّة .. و تصريحات بعض المرجعيات الشيعيّة من خارج اليمن .. هل اللذين يقتلون ليسوا مسلمون .. و حدها مناشدة السيد حسن نصر الله ، و قد كانت واحدة مقابل واحدة .. و كانت عن كل الشعب اليمني .. أما آن لنا أن ننهض من هذا الكابوس المذهبي ؟؟
رشيد السيد أحمد
.