أرشيف - غير مصنف

نداء المصالحة الوطنية علاج بعد استفحال المرض

بقلم:محمد أبو علان:

http://blog.amin.org/yafa1948

 

بيان للرأي العام أصدرته “لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية” يدعو لضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بشكل فوري، هذا النداء جاء استناداً لحجم الأخطار المحيطة بقضيتنا الوطنية على حد تعبير القائمين على لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية.

البيان شخص بشكل جيد وواضح الحالة الفلسطينية، وطرح حلول منطقية ومقبولة للخروج من الواقع الفلسطيني الذي ينخره الاستقطاب السياسي منذ انقلاب غزة في حزيران 2007، وفيه الكثير من العبارات الجميلة التي تدعوا الفصائل الفلسطينية لأن تضع نصب عينها مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

على الرغم من أهمية هذا البيان، وصدق النوايا لدى القائمين على نداء المصالحة الفوري، إلا أن الأمر لم يعد بالسهولة التي يمكن فيه تحقيق مصالحة فورية، بالإضافة إلى أن هذا البيان جاء متأخر جداً، ويفتقد لدعم شعبي، ولن تخدمه مقولة “أن يأتي متأخراً خيراً من أن لا يأتي”.

هذا الكلام لا يأتي من باب الإحباط وإنما لمجموعة اعتبارات اعتقد بمنطقيتها، أولها قراءة موضوعية للحالة الفلسطينية، وثانيها هو أن مرض الانقسام والاستقطاب السياسي والجغرافي وصل مرحلة لا يمكن علاجها وبات حالة شعبية لها أنصارها في شقي بقايا الوطن، ولم تعد تقتصر فقط على النخب السياسية وبعض الفصائل، وثالثها سعي كل طرف من أطراف الصراع الداخلي لإحكام سيطرته المطلقة على السلطة على قاعدة عدم قبول الآخر على الرغم من دعواتهم العلنية، ونواياهم النظرية لتحقيق المصالحة الوطنية.

ومن يبحث عن حل حقيقي للحالة الفلسطينية لن يجده في المدى المنظور، وحالة الانقسام التي نعيشها ستستمر لسنوات طوال ما لم تخرج عملية طرح الحلول ومبادرات المصالحة من يد الفصائل ونخب المثقفين وتتحول لحالة شعبية في الوطن والشتات للضغط على السياسيين وإجبارهم على سعي حقيقي لوحدة وطنية فلسطينية بعيدة عن الارتباط بأجندات دولية وإقليمية، ويحكمها برنامج سياسي كفاحي يقف من ورائه الجميع ويكونون مستعدين لدفع الثمن لمثل هذا البرنامج الوحدوي، ومن لا قدرة لديه في تحمل تبعات مثل هذا البرنامج الوطني عليه ترك الحلبة السياسية، ومن ثم يترك للشعب اختيار قيادته بالشكل والطرق التي يريدها.  

[email protected]

 

 

 

   

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى