“ماذا فعل هؤلاء؟ هل كانوا يصنعون قنابل؟ هل يمثلون خطرا على أمننا القومي؟”.. تساؤلات جرت على ألسنة عدد من الأمريكيين الذين تملكتهم الدهشة لحظة مشاهدتهم انقضاض عدد كبير من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) على مجزر صغير يمتلكه مسلمون يبيعون فيه اللحم الحلال.
فحسب ما نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، الخميس 22-10-2009، فإن أكثر من 100 عنصر من عملاء الـ إف بي آي والشرطة مدعومين باثنين من القناصة ومروحية تحلق فوقهم، طوقوا وداهموا في ظروف غامضة مجزرا صغيرا يمتلكه 6 مسلمين في مدينة كنسمان بولاية شيكاغو، وألقوا القبض على كل من كان به، أمام عدد كبير من الأمريكيين دون أن يعرف أحدهم سبب ما يجري.
مارك هارلو، عمدة كنسمان، حاول الوقوف على ملابسات هذا الحدث وقال لـ”فوكس نيوز”: “كانت الحيرة تملؤنا جميعا، فلا تتم حملة بهذا الحجم في مدينة صغيرة.. كل من عاين الحدث يتساءل.. هل هؤلاء عناصر خطيرة؟ ماذا يفعلون؟ هل يصنعون القنابل؟ هل يمثلون خطرا على أمننا القومي؟!”.
وحين سأل عن سبب هذه المداهمة أجابت الشرطة بأن “هؤلاء الرجال تم اعتقالهم من أجل التحقيق معهم؛ لأن مجزرهم صغير وموجود في منطقة غير نشطة تجاريا ولا يتواجد بها مطاعم، ومن ثم تحوم حولهم الشبهات”.
ولم تكن هذه الإجابة مقنعة لهارلو الذي أكد أن سكان المدينة أجمعوا على أنهم لم يلحظوا أي نشاط مشبوه أو سلوك غريب على مالكي المجزر الستة الذين يقدمون اللحم الحلال لمسلمي المدينة، ولم يسبق لهم مطلقا أن ألحقوا الأذى بأي شخص.
وجرى إطلاق سراح أصحاب المجزر، ولم توجه اتهامات بعد إليهم منذ أن جرى اعتقالهم الأحد 18-10-2009.
“ليس لدينا ما نقوله”
وقالت سينثيا يتس، الناطقة باسم مكتب الـ “إف بي آي” في شيكاغو: “لا يوجد أحد منهم قيد الاحتجاز حاليا، وليس لدينا المزيد لنقوله في هذا الصدد”.
وكان استطلاع أجرته مؤسسة “بيو” عن الدين والحياة العامة في الولايات المتحدة الشهر الماضي أظهر أن التمييز الذي يواجهه المسلمون حاليا برغم نهج “التغيير” الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كشعار لها تجاه العالم الإسلامي، يتنامى بمعدل أكبر مما تواجهه الأقليات الدينية والعرقية الأخرى.
ولم تسلم المساجد من مراقبة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث طالب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” إدارة أوباما بمراجعة التدابير التي ينتهجها المكتب لمراقبة المسلمين في المساجد والأماكن العامة، معتبرين أنه ينتهك حقوقهم المدنية من خلال التجسس وزرع مخبرين بالمساجد.
ويتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة ما بين 6 إلى 7 ملايين نسمة من عدد السكان البالغ عددهم 300 مليون نسمة، بحسب مصادر إسلامية هناك.