( روافض – نواصب ) كيف تصنع عدوّك مذهبيّا .. الحوثيّون مثالا
اتهام مأزوم :
– الرئيس اليمني زيدي المذهب… و قائد الجيش زيدي المذهب… و قائد الحرس الجمهوري زيدي المذهب…و قائد لواء العمالقة زيدي المذهب…و رئيس مجلس النواب زيدي المذهب…و جهاز الأمن السياسي يسيطر علية الزيود…و لايسمح لغير الزيود الاقتراب من هذة المواقع السياديه… الحوثيون هم من أبناء الطائفة الزيدية ، و هي الطائفة التي ينتمي إليها النظام الحاكم نفسه.. والحوثيين ينتمون الى قبيلة ( بكيل) التي بينها وبين ( حاشد ) تنافس تاريخي… أضف إلى أنهم زيود في المذهب ، و من دم ، و لحم النظام الحاكم.. و هذه حقيقة يجهلها كثيرون
بهذه المفردات يهاجم عضو ( خمس نجوم ذهبيّة ) في منتدى يمني ..الحرب التي تجري رحاها في صعدة .. بل ، و لا يوّفر أي مفردة من العيار الثقيل لينفّس بها عن غيضه ممّا يجري في اليمن.. و عليه تستطيع من خلال مثل هكذا تنفيس أن توصف عدوّك المذهبي كيفما تريد ، و بالمفردات التي تريد .. طالما انّك بالكلمة تستطيع أن تتحايل على الحقائق .. أو أن تجرّد هذه الكلمة من سياق الفعل السياسي ، و التاريخي …
حوار مفخخ :
بطلة هذا الحوار قناة ( المستقّلة ؟؟؟ ) .. و في خلطة كوميديّة ..المحاورون فيها لا علاقة لهم بدين ، او بسياسة . و بأسئلة مفخخة يتم فيها اختصار المشكلة اليمنيّة في صعدة بالمذهب ، و بوليّ أمر المسلمين تستطيع أن تصنع عدوّا كيفما تريد طالما أن الجالسون لمتابعتك هم معك .. سواء أكنت كاذبا .. أم ملفقا .. أم محاورا تخلط السياسة بالدين بالتاريخ المزوّر بالجغرافيّة .. فالمحاورون في جانب الذين ( معهم ) هم ، ومع التفخيم ( الدكتور الشاعر العراقي عباس الجنابي ، و الدكتور الشاعر اليمني محمّد جميح ) ، و اشتركت عبر الأقمار الصناعيّة ، و من اليمن ، و مع التفخيم أيضا ( أفراح جابر عضو المجلس المحلي في عدن ) .. و المحاور الوحيد في جانب الذين ( ضدهم ) ، و مع التفخيم أيضا ، و أيضا هو ( يحيى الحوثي ) الذي استطاع ان يكون نجما يستجلب العداء المذهبي .. كما قاد الحوار المشبوه .. و الملغوم ، و مع التفخيم ايضا ( الدكتور الهاشمي ) ..
– في ردّه على رفع شعار الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل يفنّد ( الدكتور الهاشمي ) الردود بالنصّ التالي : ” يا سيد يحيى الحوثي هذا كلام لن يصدقه أحد.. هل من المعقول أن يشنّ عليكم الرئيس علي عبد الله صالح حرباً بمجرد رفع هذا الشعار لو كان كلامك صحيحاً لأصاب كل المحافظات اليمنية ما أصابكم لأنها رفعت هذا الشعار ثم .. إنّ علي عبد الله صالح أجرأ الرؤساء ، وأكثرهم تنديداً بإسرائيل ، وانتقاداً لأمريكا في المؤتمرات الدولية ، والخطابات الرسمية ابحث لك عن سبب آخر..”
و في التحليل : عليك أن لا تقف عند ” أجرأ ” ، و عند ” أكثرهم تنديدا ” ، و ” انتقادا ” .. لأنّ الكلام ليس عليه طوابع ، و أختام .. كما أنّ الدكتور الهاشمي يقبض النقود من أجل هكذا كلام .. و عليك أيضا أن تنسى مشاركة علي عبد الله صالح في الحرب الأمريكيّة الصليبيّة على الإسلام بحجّة ( الإرهاب ) .. و أنّ رئيس اليمن كان قد جعلها قاعدة خلقيّة لأمريكا يوم كان الحوثي مع السلطة ، و يوم خرج عليها ..كما أنّ الكثيرون من أبناء هذه الأمّة يصدقون ” أنّ رفع هذا الشعار ” في أي رقعة من رقاع هذا الوطن الممزق .. يصيب النظام بالصداع .. و لكن مع هذا فإنّ أساس الحرب اليمينيّة لم يكن رفع الشعار .. بل تداعيات الصراع على النفوذ ، و السلطة بين حاشد ، و بكيل …
– في سؤال مفخخ لا علاقة له بأسباب الحرب يطرح الهاشمي السؤال التالي : ” الإمام زيد رضي الله عنه حين سأله أصحابه عن موقفه من الشيخين أبي بكر ، وعمر بن الخطاب قال أنا ارضّي عليهما، وأنت هل ترضي عليهما.. وما رأيك في أبي بكر الصديق الخليفة الثاني.. هل ترضي عليه .
– و في قرار قطعي يخلط الفقه الملتبس بالفخامة الرئاسيّة يقول الهاشمي : علي عبد الله صالح ولي أمر المسلمين في اليمن جمع الله به شمل اليمنيين.. و لولا حكمته ، و صبره لكان اليمن في الغابرين “
وفي التحليل : استطاع الهاشمي ان يجرّ يحيى الحوثي الى فخّه .. حيث تلقى الحوثي اللكمة الأولى التي ستسقطه بالضربة القاضية إذ أسس الهاشمي هنا لمقولة أن أسباب الحرب هي مذهبيّة .. فماذا كان رد الحوثي : :” أنا لا أحبّه و لا اكرهه ، و لا ارضِّي عليه، و عمر ظلم فاطمة ..و الإمامة من حقنا ، وحق بيتنا الخمسة أهل الكسا ، و نحن أتباع الإمام زيد حاربنا الوهابيين لأنّهم مرتدون ، و نريد أن نعلّم أبناءنا حتى نقيهم من النار عملاً بقوله تعالى .. يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم، و اهليكم ناراً “.. و هذا في الواقع جواب مأزوم .. بنص مطّاط لا يجزم بموقف أولا .. و ثانيا أقحم الحرب على الوهابيّة ليشير إلى الدعم السعودي حيث لم يكن موفقا من حيث المباشرة.. و ثالثا أين مظلوميّة الشعب اليمني ؟؟؟ على فرض صدق ( مظلوميّة فاطمة ) !! بل ، و يغرق الحوثي في قبليته حين يرد مرّة ثانية على الجنابي ” : ” مالك دخل من أبي بكر .. هذا من قريش .. من قومي .. مالك دخل منه “..و بهذا يكون قد تلقّى اللكمة الثانيّة بالتأسيس للصراع القبلي .. من ناحية ، و بجرّ اللحاف الى قريش من جانب آخر !!!
– تتدخل أفراح جابر عبر الأقمار الصناعيّة : ” اولاً من الخطأ أن يقول لنا راقبوا الله بصورة تهكمية لأننا والحمد لله نراقب الله سبحانه ، و تعالى ، و هو الذي سيحاسبنا على أعمالنا ، ثم إنّ الله سبحانه وتعالى يقول: وأطيعوا الله ، و رسوله ، و أُولي الأمر منكم ، و الرئيس علي عبدا لله صالح هو ولي أمر المسلمين في اليمن وهو رئيسنا ، و ولي أمرنا شاءت جماعة الحوثي أم أبت وليس في ذلك جدال على علي عبد الله صالح الذي جاء في عام 1978 بالخير ، و الأمن ، والاستقرار لليمن وبنى اليمن الموحد عام 1990 نحن في الحقيقة لا نعلم ماذا يريد الحوثيون ، حتى الآن لا توجد لهم أهداف واضحة حتى نناقشها ، و نقوم بحلها ونحن كمجلس محلي دعوناهم للجلوس ، و التحاور مع السلطة المحلية في صعدة.. لماذا كل هذا الدمار.. لماذا القتل ألا يكفي هذه الجماعة.. هذه جماعة خارجة على النظام والقانون ” ..
و في التحليل : عليك أن تفقه نصّ الإمامة من هذه العضو في مجلس عدن .. التي تراقب الله ، و تفتي على مذهب السلطة .. كما أنّ على الحوثيين ان يقبلوا ( إمامة علي عبد الله صالح ) المنتخب ديمقراطيّا ، و شاءوا أم أبوا .. ثم عليك أن تمرّ مرور الكرام على جملة ” الذي جاء في عام 1978 ” ، و على جملة” خارجة على النظام ، و القانون ” ..و هنا تلقى الحوثي اللكمة الموجعة الثالثة بردّه التالي : ” خلاص يكفي خطبة ..أنت خارجة عن القانون قرِّي في بيتك و خلّي علي عبد الله صالح يتكلم بَدْلك ” فيتمّ التأسيس من المجوعة المحاورة بناءا على ذلك : أنّ الحوثيين ضد ديمقراطيّة المرأة اليمنيّة .. و لا ادري مَن من المحاورين يستطيع أن يعطي دراسة دقيقة عن وضع المرأة اليمنيّة .. و عن ماهيّة الديمقراطيّة التي تعيشها .. في يمن متخلف اقتصاديّا ، و اجتماعيّا .. وحيث تسري فيه على المرأة أعراف القبيلة …
– في صراخ مأزوم مذهبي أكثر منه نداء يؤسس لوضع سياسي متفجّر يتدخل عباس الجنابي بالحوار ، و على الشكل التالي : يا شباب صعدة أنا شيعي عراقي لكني لا انتمي إلى المذهب الصفوي الذي جاء ليشق الإسلام و يمزق وطنكم على يد هذه الجماعة.. أنا أخاطب شباب صعدة ، و إياكم أن تنحرفوا ، أو تسمعوا كلام الصفويين الحوثيين.. كلام غريب والله.. يمجدون إيران ويسفهون الخلفاء ، والصحابة … أنا كمواطن عربي أقول للرئيس اليمني علي عبدا لله صالح أرجو أن تجد أية وسيلة لحسم هذا النزاع وأقولها لك ، و قد قلتها من قبل إيّاك أن تساوم ، أو تقبل المساومة مع هذه الجماعة لأن المساومة معها لا تفيد.. هذه جماعة تريد أن تمزق اليمن ، وإذا ساومتها ستدفع جماعات مشابهة في المنطقة للمساومة ، والمماطلة.. صدقوني اليمنيون يعشقون الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الأطهار ، وأصحابه الأخيار ، ويحبون الإسلام وهم مسلمون حقيقيون ، و وحدويون.. هذه المسائل والأزمات حديثة وغريبة على الشعب اليمني ولم تكن موجودة فيه ” ..
و في التحليل : عجالة الجنابي .. و حميّته المصطنعة .. أسست لـ ” شيعيتّه “..و سلبت عن الحوثيين عروبتهم .. اذا تحوّلوا بفضل تبعيتهم لإيران ( على فرض ذلك ) لصفويين ..ثمّ ظهر المذهب الصفوي على سطح الحوار .. فالحوثيون أداة في يد ” المذهب الصفوي ” ..و المساومة ستدفع جماعات مشابهة في المنطقة للمساومة ، و المماطلة .. طبعا هنا يغمز الجنابي من قناة ” شيعة الجزيرة العربيّة ” .. ” حزب الله ” .. بوصفهم تابعون ” للمذهب الصفوي ” ؟؟؟!!! على رأي ما يسمى ” عرب الاعتدال ، و فقهائهم من شعراء ، و كتبة “ وفي هذا التأسيس كان دفاع الجنابي عن مذهبيته أكثر منه دفاعا عن اليمن .. فالمذهب الشيعي ليس صفويا بمطلق الأحوال .. و هنا ربط المذهب بالدولة .. و كان أصدق حميّة لو قال ظهور ” المدّ الصفوي ” .. كما أنّني لا أعرف ما علاقة ” تمجيد ايران بعمليّة تسفيه الصحابة رضوان الله عليهم ..كما إنّ السيد الجنابي ، وهو البعيد عن التقسيم القبلي في اليمن ، و البعيد عن الصفقات التي يتمّ بها شراء الولاءات .. و لذلك لن يستجيب له شباب صعدة … و رغم أنّ الحوثي رفض ربط الأمر بإيران .. إلاّ أنّ السيد الجنابي كان قد قرّر ذلك .. ثم أنّ الجنابي كان قد حدّد من قبل أن يبدأ مداخلته .. و مخاطبا الهاشمي : ضيفك الحوثي المحترم الذي تحدث من ألمانيا ما يقارب الساعة لم يقل حتّى كلمة مفهومة واحدة !!! لكنّه استخدم ما يمكن أن اسميه بمفهوم التدليس ؟؟؟!! .. و عليك أن تفهم هذا المقطع السريالي .. فأنت لا تفهم كلمة واحدة .. و أنت بنفس الوقت تستنتج ؟؟
– الضربة القاضية جاءت على يد الدكتور الجميح ، و هي لم تكن قاضيّة لقوّة ، و حجّة المنطق الذي يتحدث به ..بل جاءت قاضية لأنّ الجميح كان قد قرّر أن يهاجم يحيى الحوثي بشكل شخصي بعد أن غاب الأخير عن واجهة الحوار .. و بالجمل التالية كان الجميح يظهر ، و بشكل مباشر غباء المحاور بالتقاط بعض العنعنات التي كان يتحدث بها يحيى الحوثي .. يقول الجميح : أريد أن أركز الموضوع حول صعدة ، و الحوثية كفكرة لأنها بؤرة الحلقة اليوم.. مشكلتي معك يا أخ يحيى الحوثي هي النظرة الاستعلائية التي ظننت أنك سوف تُغيِّر منها في لهجة خطابك الفكري ، و ينصحك أحد المقربين منك بعدما جرى في الليلة السابقة لكنك تماديت فيها هذا اليوم ، و أنا أصرّ على أن هذه اللهجة ليست مسألة عادية بل هي مسألة تربية ، و تنشئة مفادها أنهم أهل البيت.. بيت نبوي، و أن دماءهم غير دمائنا ، و عروقهم غير العروق الأخرى ، و أهل قرابة وصلة ، و أنهم فوق الآخرين.. هذه هي نظرة يحيى الحوثي وجماعته للآخرين.. يا سيدي يحيى يجب أن تتخلص من هذه النظرة الاستعلائية صدقني سوف تتعب .. يا يحيى بدر الدين الحوثي أخرج من القمقم ومن القطران الذي قطرنك به الإمام أحمد ، و من قبله أبيه.. خلاص ولى ذلك الزمن انتهت تلك الدولة وانظر إلى المتغيرات كيف تقول ان الرئيس علي عبد الله صالح لا يجوز أن يحكم اليمن لأنه ليس من قريش ما هذه الأفكار، كيف تقول لغيرك أنا أعرف منك بالإسلام .. لم يقل ذلك الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و هو من هو في القرب ، و العلم من رسول الله صلى الله عليه ، وآله ، وسلّم ( هنا لم يخصّ الصحابة بالصلاة مشفوعين مع النبي ، و آله ) .. كيف تقول يا يحيى الحوثي: الإسلام خرج من بيتنا.. الإسلام خرج من بيت رسول الله صلى الله عليه ، وسلم ، و لم يخرج من بيت يحيى بدر الدين الحوثي الذي خرج من بيتك.. هي هذه الفتنة التي تحرق صعدة ، يجب أن تتخلى عن هذه المعتقدات لست خيراً من الناس.. انزل إلينا لا نستطيع أن نحاورك ، و أنت بهذا الاستعلاء .. دعك من القرابة ، و الاعتماد على النسب، و الحسب ، و النسب هو الكتاب ، و السنة.. صدّقني أخرج من هذه الأفكار ، و سوف تحل مشكلة صعدة .. أسأل الله أن يخلصك من شر فتنتك ، و أن يهديك إلى الصواب صدقني إذا خرّجت هذه الأفكار من رأسك ورأس أخيك عبد الملك الذي يقود المقاتلين المغرّر بهم في صعدة سوف تحل المشكلة ، وتنتهي الحرب.. أنت ما زالت الإمامة التي قسّمت اليمن إلى طبقات وفئات متمايزة ( أسياد ، وقبائل ، و مزاينة ، و جزارين) ما زالت في رأسك وما زال منطقك هو هو ، و أنت عايش في ألمانيا وتنظر كيف أصبح العالم وكيف تغير.
و في التحليل : أريد الآن من أي قاريء ان يلتقط إشارة واحدة خارج المذهبيّة عن الحرب اليمنيّة من كلام الجميح …لقد جزم الجميح أنّ اسباب الحرب في صعدة هي الأفكار الدينيّة التي تعشش في رأس الحوثيين .. أبا ، و أخوة ، و هي نظرة الاستعلاء أيضا .. بل ، و قد قام الجميح بفلتة منه بتوصيف الحوثي على أنّه ” يعتمد الدم ، و العروق ” ، و هذه صفة ملوك فرنسا ..ناهيك عن القطران ..و لم يقل لنا الفقيه الشاعر الجميح ما هي الحجّة الشرعيّة الدينيّة التي يفضل بها ” امامة الرئيس علي عبد الله صالح ” ..على إمامة أيّ ” من الأئمة الزيديين “ .. فهل أقبل من الجميح أنّ الحسب ، و النسب هو الكتاب ، و السنّة لأتقبّل إمامة علي عبد الله صالح حتى ، و لو لم يكن قرشيا .. و لا ادري كيف اقبل المخالفة هنا في النسب إلى قريش لقبول الإمامة .. و أقبلها في غير موضع .. مع أنّ الكثيرين من فقهاء السنّة يتحدثون بضرورة عدم قبول الإمام إذا لم ينته نسبه إلى قريش .. ثمّ كيف لا أقبلها هنا .. و اقبلها هناك في سقيفة بني ساعدة ، و اقبلها بالمغرب ، و أقبلها بالأردن ؟؟؟ و في الواقع فإنّ مشكلة صعدة لن تحلّ لأنّ ” القاتل ، و المقتول ” لا علاقة لهم بالإسلام .. و لا علاقة لهم بالكتاب ، و السنّة .. و لا ببيت النبي .. و لا بصفاء ” العرق ، و الدماء ” .. و لأنّ المدافع عن أيّ جانب منهم .. لا علاقة له بالإسلام أيضا ..
رشيد السيد احمد