أرشيف - غير مصنف

قضية حساسة..

خالد حسنين
الكتابة عن الملك تعتبر في الموروث الشعبي التقليدي مسألة غير مألوفة، على الرغم من أن الملك هو أهم شخصية سياسية في الأردن، لأنه يرأس السلطات الثلاث، ويمثل عنوان الدولة الأردنية (وليس الحكومة فقط)، وهو المرجعية السياسية والشعبية دستوريا عند الخلاف..
رسالة الشبيلات إلى وزير الداخلية نالت عناية (خاصة) في المواقع الإلكترونية، وخصوصا تلك التي لا تخضع لسلطة القانون في الأردن، أما المواقع الأردنية فبعضها شطب الرسالة بعد ساعتين من نشرها، والبعض الآخر أفرغها من مضمونها وظهرت وكأنها رسالة مجاملة بين الشبيلات والقاضي، ومما يزعج في الأمر أن التراشق الاعلامي بين هذا الفريق وذاك عبر (النقاش) في المواقع الاعلامية أساء كثيرا للأردن، وأظهره كدولة بدائية متخلفة، وبصورة مخالفة تماما لرؤية الملك.
الشبيلات كان في رسالته مؤدبا كعادته، ومخلصا للملك حد النخاع، وملتزما بالدستور بمستوى أعضاء المجلس القضائي، ومتقدما بطروحاته على العديد من قوى المعارضة، وكان في الوقت نفسه أمينا على نقل الرأي المخالف، وذلك في معرض حديثه عن زيارته لزيد الرفاعي، التي أضاءت لنا وجهة نظر الرسميين الأردنيين في الأمر، وهي وجهة نظر تستحق النقاش، فالبيروقراطية هي المعوّق الأساسي للتقدم، ولا بد أن نساعد الملك على تحقيق رؤيته بصورة أسرع وأكثر فعالية.
وجهة نظر الشبيلات تسعى لتجنيب الملك أن يكون طرفا في صراع مع أي فرد أو عشيرة في حال الخلاف حول أرض هنا أو هناك، فقرار الملك وإرادته في أي أمر هو قانون أو شبه قانون، ولا يملك التعقيب عليه أحد في أي مؤسسة قضائية بنص الدستور. وهذه هي القنبلة التي أشار إليها الشبيلات، وحسب ما فهمته من رسالته للقاضي فإن الملك يجب أن يبقى مرجعية للجميع، نختلف معه في بعض المواقف السياسية، ولكن لا نختلف عليه.
المسألة الثانية التي لا بد أن نتوقف عندها طويلا في رسالة الشبيلات تتعلق بحب الملك، وهل هي قضية تتصل بالاخلاص والولاء؟ ويرى ابو فرحان أنها مسألة شخصية تتعلق بالعلاقة بين اثنين، ولعلي ألمح من كلامه أن الكثيرين من يعربون عن الحب والعشق للملك، ويعلنون ذلك صباح مساء، كان الأولى بهم أن يترجموا الحب (إن كان صادقا) إلى مظاهر أخرى تدل على الاخلاص والولاء، فلا تمتد يد بعضهم إلى المال العام، ولا يستغلون ذلك للافتراء على الخلق وأخذ حقوق ليست لهم، فالملك لا يحتاج إلى حب وغزل (كاذب) وإنما يحتاج إلى إخلاص وولاء (فإنه لا تأسى على الحب إلا النساء).
أتمنى أن تكون رسالة شبيلات نموذجا للقوى الوطنية للاهتمام بما ينفع الوطن والملك، في ظل ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن نتعلّم من الشعار الذي ترفعه القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي المصطفوي)، والذي جاء بترتيب مقصود: الله، الوطن، الملك.. فالله أولا، والوطن ثانيا، والملك ثالثا..
 
لمراجعة نص رسالة شبيلات تجدها على الموقع:

زر الذهاب إلى الأعلى