أرشيف - غير مصنف

لا كحول في المنطقة الخضراء

كشف تقرير لصحيفة التايمز البريطانية الجمعة كتبه مراسلها في بغداد “اوليفير اوغوست” ان السلطات الحكومية أمهلت المطاعم والمتاجر في المنطقة الخضراء وسط بغداد حتى الاول من تشرين الثاني لتصريف كل ما بحوزتها من مشروبات كحولية، والا ستسحب اجازاتها.وقالت الصحيفة إن مطعم الحرية القريب من السفارة الأميركية، من بين الاماكن المهددة بالاغلاق ان لم يمتنع عن تقديم الكحول لزبائنه. وأوعزت حكومة المالكي لقواتها الأمنية بمصادرة المشروبات الكحولية في أي مكان تعثر عليه وبحوزة أي طرف ومن ضمنهم كبار المسؤولين العراقيين المقيمين في المنطقة الخضراء.واشارت الصحيفة إلى أن النائب الكردي في البرلمان العراقي عبد الباري الزيباري أُجبر على تسليم زجاجتي نبيذ أحمر مستورد من تشيلي، حين أوقفته قوات الأمن العراقية على مدخل منزله في مجمع داخل المنطقة الخضراء.وقال الزيباري لصحيفة التايمز “ان المنطقة الخضراء كانت خلال السنوات الماضية من الاحتلال اشبه بحياة القرن التاسع عشر الصاخبة، اذ حول الجنود الاميركيين القصور الرئاسية الى حانات للشراب”.فيما رحب ضابط يعمل في المنطقة الخضراء بقرار المالكي بقوله “هذا أمر جديد أصدره رئيس الوزراء نوري المالكي لمنع بيع الكحول أو نقله، فإن أراد أحد تقديم هدية، فعليه أن يختار البيبسي من الآن فصاعداً”.واشارت التايمز إلى تفسيرات مختلفة لقرار حظر بيع المشروبات الكحولية، فهناك من يرى أنها “مؤشر على تقييد الحريات ووسيلة لكسب أصوات المتشددين في الانتخابات العامة المقبلة”.لكن آخرين يعتقدون أن رئيس الوزراء المالكي أراد من ورائها توجيه رسالة الى المراجع الدينية التي يقلدها حزب الدعوة الاسلامية مفادها أنه لم يتخل عن المبادئ الاسلامية التي يدعو لها الحزب في أدبياته. وسيطرة القوات الحكومية على اغلب مساحات المنطقة الخضراء بعد انسحاب القوات الاميركية منها في شهر تموز، الا ان مبنى السفارة الاميركية والحدائق المحيطة به تعد أرضا ذات سيادة أميركية لا يحق للسلطات العراقية فرض عليه القوانين.وذكرت صحيفة التايمز ان الموظفين في السفارة الاميركية سيستجيبون لقرار المنع في تصرف دبلوماسي.وثار حارس أمن من جنوب افريقيا يعمل في المنطقة الخضراء على شرطي عراقي عندما تجادل معه حول زجاجة “فودكا” كانت بحوزته.ونسب الصحيفة الى دبلوماسي أوروبي قوله “الحياة في بغداد أصبحت لا تطاق، ولا أحد يعرف متى يتم معالجة هذا الوضع”.واصيب رواد حانة مبنى الأمم المتحدة بالذهول بعد سماعهم بالقرار، وقال عامل أغاثة انه يفضل العودة الى بلده على البقاء والعمل في بلد يمنع فيه شرب الكحول.يذكر ان الأحزاب الدينية تحاول منذ استلامها الحكم بعد احتلال العراق عام 2003 فرض تقاليدها في منع بيع الكحول وفرض الحجاب على النساء ومحاسبة الشباب على نوعية الملابس التي يرتدونها. وعاش العراق على مر تاريخه المعاصر حياة اجتماعية متسامحة بين ابناء الاديان، كما تميز بالحريات الشخصية وعدم فرض التقاليد الدينية على طبيعة الحياة.واشتهرت مراكز بغداد والمحافظات وضفاف نهر دجلة بالحانات والمطاعم التي تقدم كل انواع المشروبات الكحولية. 

زر الذهاب إلى الأعلى