بقلم الشيخ/ د. عثمـان الأزهري
من علماء الأزهر الشريف
لقد بح صوت العلماء ورجال الإسلام الشرفاء في تحذير الرأي العام والمسئولين في مصر والعالم الإسلامي، من خطر الوهابية وأذرعها الخبيثة في بلادنا والتي لا تتورع عن ارتكاب الجرائم بكافة أنواعها ثم تتبجح بأن الإسلام يبيح ذلك ولا تعدم أن تخترع من القرآن والسنة ما يؤيد تلك الجرائم، ولكن الله سبحانه وتعالى يشاء ـ ولا راد لمشيئته ـ أن يفضحهم أولاً بأول، حتى يعلم الناس حجم خطرهم وسوء طويتهم وشذوذ سلوكياتهم المخالفة لصحيح الإسلام ولسير الصالحين، بل ولقوانين البلاد التي يعملون بها، وإليكم أحدث فصول الإجرام الوهابي وتحديداً ذراعه الخطير في مصر الذي ننبه إلى مخاطره القادمة على الأمن والدين في مصر، وهذا الفصل (الخبر) نشرته صحيفة روزاليوسف (بتاريخ 22/10/2009) تحت عنوان (اختفاء 120 ألف ريال سعودي يثير أزمة بين رئيس تحرير “التوحيد” ومجلس أنصار السنة) جاء فيه نصاً: (علمت “روزاليوسف” من مصادرها داخل جماعة أنصار السنة عن نشوب مشادة كلامية بين الشيخ أسامة سليمان مدير إدارة المشروعات وعضو مجلس الإدارة وبين جمال سعد رئيس تحرير مجلة التوحيد بسبب اختفاء 120 ألف ريال للجماعة كانت في طريقها للجماعة عن طريق المدعو/ كمال مأمون مندوب الجماعة في السعودية حيث أكد للشيخ أسامة سليمان أنه قام بإرسال مبلغ 120 ألف ريال للجماعة لتمويل المشروعات الخاصة، لافتاً إلى أن سعد تسلمها لإيصالها للمجلس باعتباره أحد أعضائه، ليرد سعد بدوره بالنفي. وبدأت المشادة عندما قال أسامة إن هذه الأموال التي تأتي للجماعة لابد أن تدخل للجماعة عن طريق مصدرها الشرعي وهو إدارة المشروعات وهو ما اعترض عليه سعد باعتباره أحد أعضاء مجلس الإدارة مشدداً على أنه لم يأخذ هذه الأموال لحسابه فطالب أسامة عقد مجلس الإدارة لاتخاذ قرار مناسب بشأن هذه الواقعة مضيفاً أن لديه معلومات تفيد وجود أموال تصل للجماعة عن طريق الصدقة والتمويلات السعودية. روزاليوسف 22/10/2009).
* هذا هو نص الخبر كاملاً وبدون تحريف أو إضافة، نسأل قارئنا الكريم ونسأل المسئولين في مصر الذين يستهينون بخطر هؤلاء الوهابية الممولين من السعودية: هل أمثال هؤلاء وأمثال تلك الدولة التي تمولهم بملايين الريالات سنوياً يؤتمنون على عهد أو يرتجى منهم خير لمصر وللأمة؟ أليس من يمد يده لتلقي الدعم ثم يسرقه ثم يتقاتل مع شركائه في الجريمة عليه يسهل استخدامه لاحقاً فيما يضر بأمن وسلامة هذه البلاد وذلك الدين الحيف؟ وهل أمثال هؤلاء يؤتمنوا على تقديم الإسلام الصحيح وهم ليسوا أكثر من مجموعة لصوص بالمعنى الحرفي للكلمة؟ ومن أدرانا أن من يمولهم مثلهم تماماً في سوء الخلق ونهب أموال الصدقات؟ أليس الخطر الوهابي الذي يخنق مصر عبر الفضائيات التي تنشر التطرف والغلو وعبر وسائل إعلام الفتنة، سوف يدمر إسلامنا المعتدل السمح، إسلام الأزهر الشريف البعيد عن التشدد والتعصب المقيت؟ وهل يدرك ولاة الأمر عاقبة ترك هذه الجماعات (مثل أنصار السنة ومن شابهها ممن يتمولون من آل سعود والوهابيين هناك) تعيث في البلاد فساداً وتهدد عبر المال الحرام هذا، الهوية الإسلامية الوسطية لهذا البلد الطيب الأمين؟ أسئلة نأمل أن نجد لها إجابة … قبل فوات الأوان. والله المستعان