أرشيف - غير مصنف
أزمةٌ أم تأزم في مشكلة كركوك التي لن تجد حلاً
خالد القره غولي
كاتب وصحافي عراقي
حلمٌ قديم وأمنياتٌ كانت ضرباً من الخيال تحققت للقادة الكورد، بعد دخول القوات الأمريكية ومن حالفها ارض الرافدين ، فما تحقق للشعب الكردي في العراق ما كان ليتحقق لولا التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الكردي طيلة تاريخه الممتلىء بالتضحيات ، هذا ما أكده كاكا مسعود صحيح، ومن هذه التضحيات الشهداء الّذين سقطوا في أحداث عام 1996 حين طلب السيد مسعود البارازاني من القيادة العراقية التي انتصر عليها بإسنادٍِ ودعمٍ جويٍ وبريٍ وبحريٍ وفضائيٍ وماليٍ ونفسيٍ وإعلاميٍ أمريكي تام ان تتصدي لقوات مام جلال! وبالفعل زحفت دبابات الحرس الجمهوري العراقي وأنقذت اربيل والبارازاني من القتل او الأسر علي يد قوات مام جلال.. وغالباً ما يشعر المنتصرون والفاشلون بالنشوة والغرور، لكنهم ينسون او يتناسون ان لهم خصوماً هُزموا، قُتل بعضهم وشُرد البعض الآخر واعتقل وسجن الكثير منهم، لكنها أيام ما يلبث ان يظهر لهم من هؤلاء عدوٌ جديد بل اعداءٌ وأبناء أعداء وأحفاد أعداء.. والقادة الكورد في العراق اظهروا للعالم بعد عام 2003 أنهم انتصروا او هكذا يبدو على الأقل، مام جلال استلم رئاسة جمهورية العراق وكاكا مسعود تسلم رئاسة إقليم كوردستان / واحد + واحد = واحد كي يرضي الطرفان.. فردّّ عليها كاكا مسعود كردٍ للجميل في عام 2003 مع من الحوا وأصروا على حلها وإلغائها لأنها كانت على صلة بل واشتركت في عمليات الأنفال سيئة الذكر.. اليوم الذي انتصر فيه القادة الكورد وأدخلهم في قمة الانتشاء والهوس أنساهم ان اعداءً ينتظرون بفارغ الصبر أياماً أخر،واليوم الساسة العراقيون في أزمة حادة وخانقة من اجل حديقة العراق الدائمية مدينة كركوك.. وكركوك اليوم ارض ٌ حرام بين القيادة الكوردية وكل العراقيين.. وكركوك ارضٌ حرام تملؤها الألغام والأسلاك الشائكة بين الكورد والاتراك الّذين يتحرقون شوقاً لدخولها بحجة تطبيق الفقرة (140) من الدستور وحكايتها المقرفة المملة.. الأتراك قد يقتنعون بما سيمنحهم الأمريكيون من هبات او يؤجلون (ربما) ما ينوون علي القيام به، لكن ضم كركوك وحقولها المتخمة بالنفط بهذه البساطة الى إقليم كوردستان العراق باعتباره شأناً عراقياً فهو يزعجهم كثيراً، لأنهم يعدونه شأناً تركياً جداً جداً، لوجود التركمان منذ قرون فيها.. ضمن هذا السياق ذكَّر السيد مسعود البارازاني العالم في كلمته التي ألقاها قبل أيام في مؤتمرٍ خاص مقصود وكانت كلمته باللغة العربية الفصيحة، ولتكن ما تكن …ماذا يقصد كاكا مسعود بهذه الكلمات وأحب ان اهمس بإذن مسعود ومن يحيط به ان الاعتماد على القوات الأمريكية والبريطانية والاسترالية والبولونية والماوية والنيبالية والهندراوسية والاسرائيلية ووووو.. لإقامة إقليم كوردي.. نحن اليوم لا ننصح بل نذكر .لان لا احد يصدق بالصحافيين ، العراقيين قبل الاتراك بعربهم وتركمانهم والكلد آشوريين وحتى الكورد لا يفرطون ولا يستغنون عن كركوك كونها مدينة عراقية 100% تضم أطياف شعبها الخالد.. وما يحلم به القادة الكورد من إنشاء دولة كوردية فأبشرهم بأنه سيتحقق لهم لكن بعد يوم القيامة وعودة سفينة نوح الى الظهور.. ماجناه الكورد منذ 2003 وحتى الآن لا يتعدي استغلال الفرص او ما يسمى بالعراقي (الوَليَة) فالعراقيون في هذه الأيام منشغلون بالمفخخات.. والجثث المجهولة وقنابل السيفور حديث العهد.. وأيام بغداد الدامية ، وطريقة نسف الجسور وحسب النظام الامريكي الجديد بعد ان تسلم قائد امريكا الشاب اوباما جائزة نوبل للعبث بأرض الإسلام والسلام وهذه الجائزة تمنح كل قرن لأعداء الإسلام وقبلها تسلمها شارون الحاضر الغائب .ومشاكل الأعزاء النواب في البرلمان من اجل العودة الميمونة للقبة البرلمانية من جديد .. وقضية الكابتن حسين سعيد وكيفية إلغاء هدف شباب آسيا عام 1976 في طهران الغالية… لان هذه القضية وطنية تمس حكام طهران .. ونصفهم يتضور حزناً والنصف الآخر يتضور لجوءاً بينما يتسابق وزراء ومسؤولو إقليم كوردستان العراق الي عقد الاتفاقات مع دول الظاهر والباطن واستلام راتبين بالعملة الصعبة.. اكرر نحن لا ننصح بل نذكر… بان الأمريكيين سينسحبون خائبين مهزومين طبعاً، وطبعاً كي لا يبقي لهم اي اثرٍ في العراق من زاخو الى الفاو ومن القائم الى المنذرية، ويطير معهم سقف الحماية الكاذب للكورد وإنني أتمنى قبل غيري هذا اليوم وسيشهد العالم هذه الحقيقة وأتمنى ان تدوم تصريحات القادة في كردستان العراق ، وإنني اقسم ان شعبنا الكوردي العظيم لا يريد غير العيش الكريم والأمن والأمان ولأبناء جلدته في الوسط والجنوب.. لا ما يحلم به قادتهم من كوابيس ستسقطها وتبددها إرادة العراقيين. وأخيرا أحب ان اذكر…. لقد كنا حطبا في كل موقعة… ولا تكونوا لنا حمالة الحطب يا إخواننا الأكراد.