الدور الأوروبي المطلوب
الدور الأوروبي المطلوب
يقلم: زياد ابوشاويش
طوال السنوات التي مرت على أزمة الشرق الأوسط بعد حرب عام 1967 كان الدور الأوروبي ثانوياً في المساهمة بعلاج هذه الأزمة رغم أنه أحد صانعيها الرئيسيين سواء بوعد بلفور المشؤوم والذي تتحمل بريطانيا مسؤولية نتائجه الكارثية على الشعب الفلسطيني أو بالعدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة عام 1956 أوما أعقبه من دعم هائل لإسرائيل مالياً وتسليحياً بما في ذلك القدرة على صنع أسلحة نووية.
إذن هناك في خلفية الطلب السوري بلعب دور أكبر لأوروبا والذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد على وفد البرلمان الأوروبي رؤية سورية لما يترتب على هؤلاء بالمعنى الأخلاقي وليس بالمعنى القانوني والشرعية الدولية فقط.
من منا يمكن أن ينسى الأموال الألمانية أو المفاعلات النووية الفرنسية بالإضافة لوعد بلفور البريطاني؟
الدور الأوروبي الذي استمرأ الاصطفاف خلف الموقف الأمريكي وترك لإدارات البيت الأبيض على اختلاف انتمائاتها الحزبية والفكرية قيادة العمل الغربي لمعالجة قضايا المنطقة والعالم بات يواجه مأزقاً حقيقياً على ضوء مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية وغيرها وفي ظل تهافت الدور الأمريكي وارتباكه الملحوظ في عدة عناوين ليس أخطرها أفغانستان وباكستان وما يسمى الحرب على الإرهاب، بل أيضاً في الضعف والتردد في معالجة أزمة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية التي تهدد بتفجير أوضاع المنطقة، وكذلك بانحياز الإدارة الأمريكية للجانب الإسرائيلي مما يفقدها القدرة على إقناع العالم بنزاهة هذا الدور أو عدالته.
إن لدعوة الرئيس الأسد هذه الدول كي تلعب دوراً أكبر في مسيرة السلام بالمنطقة ما يبررها على أكثر من صعيد ولأكثر من سبب وعلى أوروبا أن تعي دروس الماضي، والحاضر المشحون بالاحتمالات.