أرشيف - غير مصنف
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) زيتونة فلسطينية مباركة شامخة لا شرقية ولا غربية
محمود عبد اللطيف قيسي
أجمع أعداء الشعب العربي الفلسطيني المتكاتفين المتكافلين والخائبين الخاسرين على ضرورة ووجوب محاربته للحط من عزيمته ، وعلى محاربة قيادييه ــ قيادة الإبداع الفتحاوية ــ الذين آمنوا بأن خيارات شعبهم الفلسطيني الأبي الوطنية بالاستقلال والحرية لن تحققها له إلا ثورته الفلسطينية الخلاقة ، وممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية وعرابهما الديمومة والصيرورة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) ، التي ومنذ انطلاقتها واجهت الكثير من المطبات والمصائد والعراقيل وعمليات قتل وتنكيل منظمة ومتواصلة بهدف تقزيمها للوصول لمرحلة اجتثاثها ، وبالتالي محاولة النيل من الشعب الفلسطيني وصموده وتحديه وإصراره على نيل حقوقه وثوابته .
ومن أجل تحقيق هذا الهدف الخبيث الذي يراد من خلاله إيصال الشعب الفلسطيني لمرحلة نكران الذات وتخليه بإرادته عن قضيته وحقوقه ، ونقله من دائرة المطرودين من فلسطين المصرين على حق العودة إلى دائرة القابلين بتشتتهم في أصقاع الأرض أجساما خشبية مسّندة لا حس لها ولا حراك ، مع أنهم كانوا وما زالوا في أماكن تشتتهم أرقاما صعبة بالسياسة والثقافة والاقتصاد وغيره لا يمكن تجاهلها لأهميتها وفعاليتها ، وحقدا عليه لفاعليته ونهضته وحيويته ولرفضه نسيان حقه ووطنه ولوقوفه بقوة وصدق وصلابة خلف فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ، بادرت مجموعة الأعداء الخارجة على الدين والإرادة الشعبية والحق والقانون التي تتزعمها دولة إسرائيل الكيان ، إلى محاولة النيل من سمعة رموزه الوطنية العملاقة أو تصفيتها ، حيث تناوبوا على ارتكاب جرائم إرهابية ضد الإنسان الفلسطيني الذي انتقل وكما ضمنته له كل الشرائع القانونية الدولية والسماوية العادلة ، من مهاجر مشتت مبعد بالقوة عن وطنه وأرضه إلى مقاتل من أجل الحرية .
فقد قاد جهاز الموساد الإسرائيلي جملة من العمليات الكثيرة والكبيرة والمعقدة سقط إثرها مجموعة من القيادات الفلسطينية الإبداعية العملاقة والتي كان من بينها خليل الوزير ( أبو جهاد ) ، حيث ظن إسرائيل وأعوانها في حينه إنّ الإنتفاضة الفلسطينية قد فشلت ، والثورة الفلسطيينية وحركة فتح قد انتهت ، فارتسمت ابتسامات عريضة على جباه عملائها السوداء التي ما انحنت هاماتها لإرادة الشعب وخالقه الباريء في علاه ، وأن سجل عليها سجودها لمعبوديها شارون وإبليس والدجال ، والذين ما أن انكشفت لهم الحقيقة الفلسطينية المعنونة دائما بالصمود والنضال والصبر والتحدي ، حتى عادوا خزايا ملعونين لتتشابك أياديهم الملطخة بدم الشعب الفلسطيني وفؤوسهم الدموية ورؤوسهم الخرقاء الجوفاء ، فكان وليس آخرا ياسر عرفات ( أبو عمار ) ممثل الرمزية والخصوصية الفلسطينية الذي ورغم كل مواقفه الوطنية وعدم تخليه عن حقوق شعبه وقضى شهيدا من أجلها ، هدفا لمعاولهم التي ما حملوها إلا للهدم ، ولرصاصهم الذي تشهد جعبهم أنه ما انطلق إلا ضد الشعب ، ولقنابلهم التي انطلقت لتدمير المخيمات والقواعد في جنوب لبنان وشماله ، ولأبواقهم وألسنتهم النارية التي لم تعرف الحمد ولا التسبيح ولا التهليل وإن خادعوا كنابليون الذي لبس الجبّة المصرية لمحاولة خداع المصريين الذين قاتلوه ودمروه وجيشه وطردوه ، ولقلوبهم الصدأة السوداء وعقولهم الخربة التي لم تعرف يوما لا الحب ولا الولاء لفلسطين ، لأنّ كل حبهم وإخلاصهم وولائهم كان دائما للقلنسوة والشواكل اليهودية ، ولعمائم الصفويين وافتاءاتهم وآمالهم بتشيع الشعب وضياع القضية ، ولفنادق مليئة بالماء والكلأ والوجه الحسن جوار ضفاف بردى ، فشككوا بوطنيته التي سقط شهيدا شهيدا شهيدا ليحافظ عليها في حياته وبعد مماته والتي سحقت أمانيهم ، فخابت وخرت قواهم وصعقوا لصدق وطنيته وكبر عطاءه وكثرة انجازاته ، فعمدوا بعدها للتشكيك بجنسيته الفلسطينية التي ثرى غزة وكل فلسطين يشهد على نقائها وطهارتها ، والشعب الفلسطيني الصادق الصدوق الذي أعتز بقيادته وثبت له رمزيته ووطنيته ، نزعها عنهم ليقينه أنّ جنسياتهم الفارسية و الإسرائيلية والعفنة الشيطانية التي ارتضوا بها لن تنال من عزيمته .
وبعد انكشاف وجههم الخياني البشع وفشل حربهم بالوكالة لصالح دولة إسرائيل الكيان ومن يدعمها ،استنجد الخارجون على الدين وإرادة الحق والشعب ، والمارقون بالدين كما تمرق السهام باللين من الشيء ، والمخبتون والمرجفون التسعة رهط في المدينة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، الذين نسوا طريق الثورة ومسلكياتها ، وتناسوا فتح وعنفوانها وقوة شكيمتها ، ولم يعوا ويتعلموا من قول ونبل الشقيق المصري المخلص لقضايا شعبه وأمته الذي يعتز به كل الأحرارالأوفياء لقضاياهم وأوطانهم ( ما تقولش أيه أدتنا مصر ، قول هندي أيه لمصر ) ، فقد استنجدوا بإسرائيل التي حركت قوتها وقواها لمحاولة سحق السلطة الوطنية الفلسطينية في فلسطين ، فحاصروا الرمز الفلسطيني ياسر عرفات لأكثر من ثلاث سنوات ، وكنتيجة طبيعية لموقف ومسلك وهدف قائد ثائر مقاوم لم يكل ولم ينحني ولم يستسلم ، جن جنونهم كما معبودتهم إسرائيل التي صرحت ونفذت أنّ ياسر عرفات آنّ الأوان لإخراجه من جموع الشعب الفلسطيني ومن معادلة الصراع الإسلامي اليهودي، الذي بقوة إسرائيل أختزل للصراع العربي الإسرائيلي وليس آخرا بقوتها وبرضاء بعض العرب أختزل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وأخيرا برغبة المرتدين الجدد في غزة أختزل للصراع إن أردت مع الإسرائيلي .
وما أن سقط الرمز الفلسطيني الجبل الشامخ شهيدا بفعل سم الأفعى اليهودية ، حتى فرحت الرؤوس الشيطانية والأبواق العميلة والسواطير الهدامة ، والمارقين المتاجرين بالدين ، وعادت لتحلم بإمكانية تصفية القضية الفلسطينية عبر تفجير فتح من داخلها ، خاصة بعد أن منّ الله على فتح العملاقة وعلى الشعب الفلسطيني بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، الذي وما أن أصبح رئيسا لفتح ورئيسا لدولة فلسطين حتى هجمت عليه الغربان السود في مشارق الأرض التي تعتقد أن ّمنها بابا المسلمين ووليهم ، والأفعى اليهودية التي تتلوى فوق فلسطين وتحاول ابتلاع القدس والمقدسيين ، والتماسيح المخادعة التي لا تشبع ولا ترعوي وتحاول اقتناص زمن ما عاد ينخدع بها بعد أن لعنها أجمعين ، والكلاب الضالة التي لا تقوم دعوتها إلا بالنباح والشتم والتخوين وتحاول أن تبني إمارة على جرف هار ظلها وظلالها وداخلها ظلام وظلم وقتل وتقتيل .
لقد عرفت إسرائيل شخصية الرئيس الفلسطيني أبو مازن جيدا الذي زهد بالقيادة دائما فدفع لها بارا من أقرانه وأبناء شعبه الذين يجلهم ويحترمهم ، كما وتأكدت من إخلاصه لقضيته وحرصه على تحقيق السلام العادل والمشرف الذي ترضى عنه الأجيال الفلسطينية العربية القادمة ، وحرصه على أن يحقق لشعبه الفلسطيني كل ثوابته الوطنية وأهمها حق العودة ، وبأنه لن يتنازل عنها قيد أنمله ، كما وحرصه على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ولأنه يمتلك من الذكاء والحنكة السياسية ما عرى مخططاتها ، منطلقا من شخصية قيادية معطاءة ومواقف وطنية صادقة ، وبراعة سياسية اتقن لعبتها ليقينه أنّ السياسة فن الممكن الذي لا يقدر على إدارته السياسيين وحدهم ، تماما كما أتقن فن المقاومة والنضال والعسكرية التي آمن أنها فن المستطاع التي لا يقدر على إدارته العسكريين وحدهم ، فلعلمها وليقينها بقوته التفاوضية وقدرته السياسية وبناءه الفدائي العسكري وإخلاصه للقدس وحق العودة ومن أجل التخلص منه ، مهدت لهجمتها عليه بإشاعة أنه لن يكون الشريك المأمول والمناسب لصنع السلام إلا أنّ العالم أجمع الذي عرفه قائدا فلسطينيا جريئا متميزا ، متسلحا بالعلم والثقافة والإيمان ، رفض النظرية الإسرائيلية وأبطلها ، ليس كرها بإسرائيل بل رضوخا للعبقرية والحق الفلسطيني الذي ما عاد يحتمل التسويف والمماطلة ، وللقائد الفلسطيني الفذ الذي عقد العزم على ( ملاحقة العيار لباب الدار ) ، ولخشيتها من تحقيقه الإنتصار الوجودي عليها أمرت أزلامها وأذنابها بالنهوض متكئين عليها وعلى جبروتها للتصدي له ولآمال وأحلام شعبه ولحركته الحبيبة فتح العملاقة ، فبدأ أشباه العلماء من بقايا شيوخ بونابرت وكوهين والدجال ومن ناطقين إعلاميين يقولون فلستين بدل فلسطين لانهم لم ولن يخلصوا النية إليها هجومهم الفاشل ، مشككين بعقيدته الإسلامية منطلقين من عقيدتهم التكفيرية وعلمهم المستمد من علم يهود العالم الذيك كفروا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والرسل ، ومن يهود أصفهان الذين نالوا من عائشة والصحابة ، وبعد إنكشاف زيف ادعاءاتهم وبطلان خروقاتهم وكذبهم وفجورهم ، انطلقوا للمرحلة الثانية من هجومهم الفاشل المقيت حيث محاولتهم التشكيك بوطنيته وشرعيته والمطالبة بسحب جنسيته الفلسطينية التي هو يصرفها لأبناء شعبه بحكم دستوريته ، المحاولات التي فشلت فشلا ذريعا وتكسرت على صخرة صمود الشعب الفلسطيني وحركته الرائدة فتح ، وذلك بعد انكشاف خيانتهم لفلسطين وتبعيتهم لغيرها .
وأخيرا وأمام ثبات مواقف الرئيس الفلسطيني رمز الشرعية الفلسطينية ، تخبط الأقزام الأعداء خاصة بعد تأجيل التصويت على تقرير جولدستون ، حيث كان المأمول عندهم أن تدفع منظمة التحرير لفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية باتجاه تمرير التقرير لاستغلاله لمرحلة هجوم أوسع وأمر ضدهما واتهام الرئيس الفلسطيني بالخيانة العظمى ، إلا أنّ الله صاحب الفضل على التقاة الأطهار كشف سرهم ونجواهم ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ آل عمران 54 ) ، فقد كان الخطأ العربي والإسلامي غير المقصود الذي دفع بتأجيل النظر بالتقرير أن كشف ظهر دعاة الوطنية والمقاومة والإسلام الذين فوجئوا بقرار التأجيل ، لكنهم ولوضع هجومهم موضع التنفيذ أظهروا مدفوعين بالحقد والغضب أنهم مع التقرير وأن تأجيل النظر به خيانة ، وبعد أن جاء الحق وزهق الباطل ومرر التقرير ليأخذ طريقه نحو الشرعية الدولية ، جن جنونهم فلم يجدوا إلا طريقا واحدا للفرار من استحقاق المصالحة الفلسطينية وذلك عن طريق تخوين مصر واتهامها بحشو فقرات وجمل وعلامات ترقيم لم تتم مناقشتها من قبل كما أمرتهم أحلامهم والشياطين القابعة جوار بردى به ، واستمرار الهجوم على الرئيس الفلسطيني الذي أعلن صراحة أنه لن يكمل طريق المفاوضات مع الأسرائيليين ما لم يوقفوا بناء وتوسعة المستوطنات غير الشرعية المقامة فوق الأرض الفلسطينية ، وعندما عاد الجانب الإمريكي ليتنصل من مواقفه وتعهداته حول المستوطنات ، والتي شجبها ورفضها الرئيس الفسطيني أبو مازن الذي ركزوا عليه هجومهم العار مع وضوح مواقفه ، موهمين العالم الأعور والأرعن الخاص بهم وكأنه راسم للسياسات الأمريكية .
وبعد إنكشاف أفعالهم الخيانية وانكشاف مخططاتهم ومخططات ربائبهم ، فهم وكما كل ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة الغزيين المصادرة حقوقهم بفعل الانقلاب الاسود اللعين ، متوقعين سقوطهم وانتهاء مشروعهم الخياني حال نهضة الشعب الديمقراطية القادمة ( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ سورة هود 81 ) .