عدم رغبة .. أم استقالة.. (عباس بابا ، و الأربعين)
نطقها .. و هو يعلم أنّه يناور .. فهو جالس على صدر فلسطينيي المقاطعة حتى موته .. و لقد نطقها ، و هو يعلم أنّه كذّاب .. فقرار استقالته لا يملكه هو .. المسألة أنّه مكبوس من حلفائه .. مفضوح من تداعيات تقرير غولدستون .. اظهر أولياء نعمته الصهاينة أنّهم كانوا يعبثون به ، و بمن فوقه ، و من تحته من عصابة تجلس في المقاطعة .. لقد قال عباس دايتون بكل قلّة حياء ، و هو يقصد اللبس في فهم الموضوع .. “ أبلغت الإخوة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومركزية فتح بعدم رغبتي في ترشيح نفسي للانتخابات الرئاسية المقبلة ” .. و الفرق كبير بين أبلغت ، و رغبتي ، و بين أنّني قررت ، و استقالتي .. و من هنا لم يستطع الفنّاصون من فتح استثمار هذه الكذبة … لوقت كبير رغم المظاهرات التي خرجت ، و هي تتوسل إليه أن يعود في قراره ” الرغبة ” .. ثمّ عطف بـ ” آمل أن يتفهموا رغبتي ” ليتمّ تمرير خداع الألفاظ بـ ” ليس من باب المناورة ، و المساومة ” و أريد من أي ابن حرّ ما عدا قحاب السياسة الذين في رام الله .. أن يفهم هذه الرغبة على أنها استقالة . أو عدم نيّة في الترشح ؟؟ و المسألة ببساطة أنّها عصابة .. يرأسها ” عباس ” ، و ليس هناك بديل عنه يستطيع أن يتحمّل تبعة قلّة الحياء التي يمارسها .. جهارا نهارا و على رؤوس الأشهاد … و ما يثير الغيظ أكثر .. ردّة فعل عاهر الجامعة العربيّة الذي سارع الى حثّ هذا العباس للرجوع عن قراره !! فقد أظهر الأمر ، و كأنّه قرار في التخلّي عن رئاسة المقاطعة ..و لما لا . أليس عبّاس رئيس منتهي الصلاحيّة ، و قد فرغت شحنة بطاريته الوطنيّة .. و قد تأبّد في رئاسة المقاطعة بقرار من هذه الجامعة المسماة زورا ، و بهتانا ” جامعة عربيّة ” ، و المسألة أيضا ليست في هذه البروبوغندا .. بل بطريقة الابتزاز التي بدأت تظهر تباعا ، و بكلّ صفاقة .. اذ قرّر فيصل أبو شهلا أنّ على حماس ” الإسراع في التوقيع على ورقة المصالحة المصرية وعدم خلق الأعذار لأن الوقت لا يلعب في صالح الشعب الفلسطيني ” .. كما قرّر سلام فياض ” أن الظروف السياسيّة هي التي دفعت عباس لإعلان عدم الرغبة ” ..كما أنّه “ يتعيّن على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية عن فشل عملية السلام ” ..و كأنّهم لم يطبخوا الطبخة مع الكيان الصهيوني ، و النظام المصري في حفلة التنازلات التي مازال عباس مواظبا عليها منذ اتفاق أوسلو …
القرار الكذبة ضخمته وسائل الإعلام ، و القيادات الصهيونيّة .. و بشكل مقرف .. إذ أظهرت كل التعليقات ، و الآراء أن عباس بهذا القرار ” الرغبة ” سيقصم ظهر البعير .. و أنّ عملية السلام لا يمكن أن تتم بدونه ، و كأنّ هناك عملية سلام .. و ليس حفلة تقديم تنازلات .. و عهر سياسي .. و تفريط بالثوابت .. و هجوم على المقاومة .. و عمالة .. و تآمر على الشعب الفلسطيني ، و قياداته المقاومة …وحدها المؤسسة الأمنيّة الصهيونيّة قالت : ” إن أبو مازن أعلن عزوفه عن ترشيح نفسه في انتخابات لن تجرى في كل الأحوال ” و فيه تحدثت عن نصف الحقيقة …
لقد تحث عباس عن ” عدم رغبة ” بشكل مطّاطي .. فبقائه رئيسا في دولة فاقدة السيادة .. هو تجميد له ..رغم كل المظاهرات ” الكوميديّة ” التي خرجت لتطالب به رئيسا ” مدى الحياة ” .. و هو لم يحدّد بشكل فعلي أي انتخابات سيقوم بها بتنفيذ ” عدم الرغبة ” .. هل هي الانتخابات التي دعا إليها ، و هو رئيس فاقد للشرعيّة .. أم الانتخابات التي ستقررها ، ورقة المصالحة المصريّة …و تحدث عن ” عدم الرعبة ” بشكل يظهر ، و كأنّ الشعب العربي الفلسطيني شعب غبيّ .. لا يقرأ ما وراء التصريحات ..إنّ عباس قد اتخذ قراره في المسير بمفاوضات عبثيّة ..دفع الشعب الفلسطيني بها اثمانا باهظة .. و قطف الكيان الصهيوني ما كان يريد .. و إنّ عباس هو ضرورة صهيونيّة لا يستطيع في أي وقت أن ينفذ ” رغباته ” .. ناهيك عن تقديم تقارير للكيان بعدد المرات التي يدخل بها الى ” مرحاض الرئاسة ” ..او بعد المرات التي يستطيع بها أن يحكّ رأسه .. و مثل هكذا رئيس يجب أن نعضّ عليه بالنواجذ ، و الأسنان .. و لتخرج مظاهرات النفاق التي كانت ، و ما زالت لعبة الأنظمة العربيّة …