مسامير وأزاهير 116 … ستقبل التعازي في أبي عمار حالما يعرف الجناة!!!
هل أنصفنا أبا عمار بذكرى رحيله الخامسة بما كتبنا جميعاً بحقه !!؟.
هل أنصفنا الرجل بغيابه القسري حين جدد البعض العهد لخلفه ومن جاء من بعده!!؟.
ثم أتساءل ثانية …
من ذا بربكم لا يعرف ياسر عرفات … أبا عمار … ختيار الثورة ورمزها ، مفجر الثورة الفلسطينية ومؤسس حركة فتح المجيدة بجناحها ( العاصفة )، وأحد أكبر وأشهر قادة حركات التحرر العالمية !!؟.
من ذا بربكم ينكر سفر ختيار الثورة ومحطات نضاله والتي قاسى فيها ما قاسى من أجل عدالة قضية شعبه والتي دفع أخيراً حياته شهيداً حين رفض التفريط بثوابت الأمة وأبى الانصياع لإرادة العدو ومن وراءها!!؟.
كلنا والله يعلم ذلك ، ولكن من ذا الذي عرف خبايا وظروف استشهاده، استثمر ذكرى رحيله الخامسة فأنصف الفقيد الكبير حين جاء متسائلاً عن أسباب رحيله ( قسراً ) وطالب بكشف ألغازها وطلاسمها ، نادى اليوم وفي الذكرى الخامسة لرحيله بالثأر لدمه الكريم والاقتصاص من الجناة ممن اقترف ( سواءً من خطط أو مهد وسهل ومن نفذ ) تلك الجريمة الشنعاء!!؟.
أتناسيتم سادتي عادات العرب حين يأبون نصب سرادق تقبل العزاء إذا ما فقدوا أحد أبنائهم غيلة وغدراً حتى يتم معرفة الجناة والاقتصاص منهم، فعلام استعجلتم بإقامة سرادق تقبل العزاء فيه فيما قاتله مازال مجهولاً وفي أمان يسرح ويمرح !!؟.
أتناسيتم سادتي الأكارم بأن الرجل الرمز سيظل أكبر من كل الكلمات التي تقال أو تكتب في تمجيد عطائه والتي ستكون حبراً على ورق مادام سر اختفائه طي الكتمان، كما وأنه لن ينصف ببضع كلمات تحكي مشواره النضالي الذي يعرفه الجميع ( العدو قبل الصديق والشقيق والرفيق ) ، بل ينصف من خلال الضغط المستمر وبكل الاتجاهات من أجل كشف ملابسات رحيله وهو في عرينه وبين رفاقه!!؟.
كلنا يعرف أبا عمار، كلنا أحبه وأجله وعشق نضاله ، بعضنا قد عايشه عن قرب وآخر عايشه عن بعد ، وكلاهما كان قد أعجب بسفر الرجل وعناده وصبره ومدى تحمله ، فلقد كتبت فيه المجلدات والدراسات التحليلية فبينت كيف اختمرت فكرة الثورة في رأسه وكيف ومتى قرر أن يفجرها ، كما وأن الرجل لا يحتاج لبضع مقالات تردد ما سمعناه وقرأناه سابقاً من تمجيد بسفره وتاريخه، فهو أكبر من كل هذا!!.
حق الرجل على محبيه من أبناء شعبه يكون بإنصافه ، وإنصافه لا يكون إلا بأخذ الثأر لدمه المسفوك والمهدور ، وأخذ ثأره لن يكون بمقالات التمجيد به فهوأكبر من أن يمجد بمقالات ، بل يتم الثأر له بعد كشف اللثام عن أسرار رحيله ومعرفة من ارتكب الجريمة وعجل برحيله كي تبقى اليد الصهيونية هي العليا والعابثة في مصائر شعبنا الجريح والمكلوم!!.
حق أبي عمار برقابنا جميعاً ، فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأستشعر وأحس وكأن روح أبي عمار وهي تحوم في سماء أرض فلسطين وقد امتلأت غيضاً ولن ترتاح وتهنأ مادام قاتله مازال مجهولاً … حراً طليقاً!!.
قد تحدثتم في نضالاته وسجاياه فلا تتناسوا بربكم دمه الطاهر المهدور !!!.
سماك العبوشي
11 / 11 / 2009