دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى تقارب سعودي إيراني “لإطفاء الحرائق” في المنطقة. وقال السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة عبر قناة المنار “فلتكن هناك مبادرة إيرانية باتجاه السعودية أو مبادرة سعودية باتجاه إيران”.
واقترح قيام مبادرة “من أي مكان عربي أو إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم الإسلامي، أن يكون هناك تعاون لإطفاء الحرائق.”
إلى ذلك اكد مسؤول ايراني الاربعاء ان وزير خارجية بلاده منوشهر متكي سيزور السعودية قبل بدء موسم الحج للتاكيد على “درء الفتن” التي يخشى ان تعكر صفو المناسك المقدسة التي يشارك فيها ملايين المسلمين السنة والشيعة.
وتسعى ايران من هذه الخطوة “لطمأنة” السعودية وتاكيد حرصها على تواصل علاقات “طيبة وحميمية” حسبما افاد علي قاضي عسكر، نائب رئيس البعثة الايرانية للحج في حديث مع وكالة فرانس برس.
واضاف عسكر ان متكي “سيزور السعودية قريبا قبل الحج وسيلتقي نظيره وزير خارجية السعودية (الامير سعود الفيصل) للتاكيد على تواصل العلاقات السعودية الايرانية الطيبة ودرء وانهاء الكثير من الفتن”.
لقاء ايراني سعودي مرتقبوقال “نحس ان هناك بعض المشاكل واتصور ان الرؤساء والمسؤولين في البلدين سيحلونها بالحوار. ايران والسعودية دولتان كبيرتان وتستطيعان المساهمة في حل مشاكل الدول الاسلامية بالمنطقة”.
واوضح ان “رئيس بعثة الحج الايرانية التقى مع وزير الحج السعودي وهناك اتصالات بيننا ونحل المشاكل بالحوار فقط”.
وتابع قائلا “لا نريد ان ندع من يريدوا الفتنة في العلاقات السعودية الايرانية والتفرقة وتشتيت المسلمين ان ينجحوا في اهدافهم”مشددا على انه “لا جديد” في الفعاليات الايرانية خلال الحج في يوم الوقوف على جبل عرفات.
واشار الى انه “ما جاء على لسان قائد الثورة (اية الله علي خامنئي) حول البراءة من الكافرين هو متابعة لمقولة الامام الاكبر وهو جزء من ديننا البراءة من الكفار الذين ظلموا المسلمين وقتلوا الاطفال والنساء”.
واضاف “سنقوم بما نقوم به في كل عام بمراسم على جبل عرفات لاعلان البراءة دون اي ضرر للدول الاسلامية والسعودية”.
ويطلق حجاج البعثة الايرانية شعارات وهتافات ضد الولايات المتحدة واسرائيل ضمن شعائر التعبير عن “البراءة من المشركين” ومنها “الموت لامريكا والموت لاسرائيل”.
تدابير سعودية صارمة
وفي الرياض، قال مصدر سعودي رسمي لوكالة فرانس برس ان “تدابير صارمة ستتخذ ضد اي شيء ياخذ طابع التظاهرة السياسية”.
وكانت السعودية دعت ايران الى “عدم تسييس الحج”.
واتت هذه الدعوة اثر تصريحات للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال فيها ان بلاده “ستتخذ تدابير مناسبة اذا ما فرضت قيود على الحجاج الايرانيين”.
من جهته ندد اية الله خامنئي ب”الشتائم والمعاملة السيئة التي يتعرض لها بعض المسلمين الشيعة” داعيا السلطات السعودية الى التحرك ضد ذلك.
وكانت مواجهات بين متظاهرين ايرانيين والسلطات السعودية في الحج عام 1987 اسفرت عن مقتل حوالى 400 شخص بينهم حوالى 275 ايرانيا.
الى ذلك، اكد المسؤول الايراني ان بعثة ايران هي وحدها التي تطلق شعارات “البراءة من المشركين” او “الكافرين”، و”لا ندعو احدا اخر” للقيام بذلك.
وقال ان الحجاج يعبرون عن “براءتهم من الكفار والظالمين في تجمع معنوي عادي لن يكون مخالف لقوانين الدولة السعودية. اعلان البراءة دون اي عنف، فقط من الذين يظلمون المسلمين”.
واضاف “لن تكون هناك اي اعمال تضر بالمسلمين ونحن حريصون على التقرب الى الله ووحدة المسلمين. هذه مراسم دينية قرانية وليست سياسية ونقوم بها منذ سنوات واي حركة تخدش عبادة المسلمين لا قبول لها”.
وشدد عسكر انه “لا ازمة في العلاقات بيننا وبين اخواننا في السعودية وعلاقتنا حميمية” لكنه اشار الى وجود “بعض المشاكل غير الجدية وسيتم حلها وتجاوزها في اللقاء بين الوزيرين”.
واشار الى ان “اعداء الاسلام ..امريكا واسرائيل وبقية الدول الظالمة للمسلمين يريدون خلق ازمة بين السعودية وايران من خلال تهويل دعوة الامام القائد للبراءة من الكافرين والظالمين” اثناء الحج.
واكد انه صدرت فتوى من رجال الدين الايرانيين “بالصلاة خلف ائمة السنة فلا فرق بين السنة والشيعة” محذرا من الطائفية.
وقال ان المسائل :المرتبطة بالخلافات الذهبية يجب ان تحل بالحوار وليس بالضغوطات وقد ابلغنا السعودية سابقا اننا على استعداد لان يجلسوا رجال دين سنة وشيعة لحل المسائل الخلافية الدينية”.
وقال عضو اعلامي في البعثة الايرانية فضل عدم ذكر اسمه “نحن نحترم الانظمة والقوانين في السعودية ونلتزم بهذه القوانين. جئنا للحج وليس لافتعال اية مشاكل”.
وتتخذ البعثة الايرانية مقرا لها في مبنى قرب البقيع في المدينة المنورة. ورفع على هذا المبنى علم ايران ويبلغ عدد الحجاج الايرانيين هذا العام خمسة وستون الف حاج.