بدأت الشرطة الأمريكية في ولاية إلينوي تحقيقا بشأن حادث اعتداء سيدة أمريكية على مسلمة محجبة في متجر، وهو ثاني حادث هجوم يتعرض له مسلمون بأمريكا على خلفية قيام طبيب مسلم يدعى نضال مالك حسن مؤخرا بفتح النار على زملائه في قاعدة “فورت هوود” العسكرية في ولاية تكساس الأمريكية ما أدى إلى مقتل وإصابة نحو 50 شخصا.
وقالت المجني عليها أمل أبو سمية في حديثها لشبكة “إيه بي سي” التليفزيونية الإخبارية الأمريكية الجمعة 12-11-2009، إن سيدة اقتربت منها أثناء تسوقها في أحد المتاجر في ضاحية “تينلي بارك” بمدينة شيكاغو في ولاية إلينوي وحاولت نزع حجابها، صارخة في وجهها تعليقا يعبر عن ازدرائها للإسلام.
وأضافت أمل: “كنت مرتبكة ومستاءة جدا مما حدث.. لم يحدث لي شيء مثل هذا من قبل”، مشيرة إلى أن من بين صراخ السيدة قالت لها إن منفذ هجوم “فورت هود” مسلم.
وقالت أمل إنها تقدمت بشكوى للشرطة في إلينوي التي استدعتها لاحقا هي والسيدة المتهمة بالاعتداء عليها للتحقيق في ملابسات الحادث، مؤكدة أنها لن تتنازل عن الشكوى فـ”حجابها هو رمز إسلامها وكرامتها”.
من ناحيته علق أحمد رحاب، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في شيكاغو على حادث الاعتداء قائلا: “نعتقد أنه تطور مقلق جدا ومخيب للآمال”.
وأضاف رحاب أن “كير” تنتقد وبشدة ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية بالإضافة إلى أي هجمات تقع على أساس العقيدة أو اللون أو العرق، واصفا أمل بأنها ضحية “جريمة كراهية”.
هجوم “فورت هود”
وبحسب مصادر أمريكية، صوب الميجور نضال مالك حسن نيران سلاحين كان يحملهما يوم 5-11-2009 على زملائه في مبنى بقاعدة “فورت هود” العسكرية كان فيه عدد كبير من الجنود يجرون فحوصا طبية قبل إرسالهم إلى العراق أو أفغانستان. وتوجه بعد ذلك إلى قاعة تجرى فيها مراسم توزيع شهادات يحضرها حوالى 600 شخص؛ ما أودى إجمالا بحياة 13 شخصا وجرح 40 آخرين، كما أصيب هو بجروح.
وإثر هذه الحادثة صدرت تخوفات من قبل مسلمي أمريكا من احتمال تعرضهم لردة فعل سلبية بسبب هذه الحادث. وفي هذه الصدد، أجرت مؤسسة “راسموسن ريبورتس” الأمريكية استطلاعا للرأي نشرت نتائجه الأربعاء 11-11-2009 أعرب فيه 57% ممن استطلعت آراؤهم من الأمريكيين عن قلقهم من أن يؤدي الحادث إلى رد فعل عنيف ضد المسلمين الأمريكيين، بينما قال 40% إنهم ليسوا قلقين جدا، أو ليسوا قلقين على الإطلاق من أن يؤدي الحادث إلى رد فعل عنيف ضد مسلمي أمريكا.
وفي أول ردة فعل على حادث “فورت هود” اعتدى ضابط احتياط بمشاة البحرية الأمريكية “المارينز” مؤخرا بالضرب على قس يوناني ووصفه بأنه إرهابي ظنا منه أن القس عربي؛ مما دفع المعلق الأمريكي آبي زيميت للقول: إن “الحماقة قد بدأت” في الولايات المتحدة.
الإعلام الأمريكي
وقالت أغلبية وسائل الإعلام الأمريكية تعليقا على هجوم “فورت هود” إنه يجب عدم التسرع في الحكم على الموقف لكون مطلق الرصاص مسلما من أصول عربية، مضيفة أن الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
وعلى نفس الصعيد حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عموم الأمريكيين من “الانسياق وراء الاستنتاجات المتسرعة”، في إشارة لأي محاولة لربط الهجوم بديانة مرتكبه.
وفي الوقت نفسه طالب إعلاميون أمريكيون بمحاكمة الضابط نضال على الهجوم دون تحميل الإسلام -الذي يعتنقه- المسئولية عما أقدم عليه.
ولا يزال مسلمو أمريكا يعانون من تبعات هجوم 11 سبتمبر برغم مرور 8 أعوام من محاولات مسلمي أمريكا تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام في عقول بقية الأمريكيين، وأكد ذلك استطلاع حديث للرأي أظهر أن التمييز العنصري الذي يواجهه المسلمون زاد في الوقت الحالي حتى عن الشهور الصعبة التي تلت هذه الهجمات.
وأوضح الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “بيو” في سبتمبر الماضي عن الدين والحياة العامة في الولايات المتحدة أن التمييز الذي يواجهه المسلمون حاليا برغم نهج “التغيير” الذي تبنته إدارة أوباما كشعار لها تجاه العالم الإسلامي، يتنامى بمعدل أكبر مما تواجهه الأقليات الدينية والعرقية الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بحرية الملبس وممارسة العبادة في الأماكن العامة والاندماج في المجتمع.
ويتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة بين 6 و7 ملايين نسمة من عدد السكان البالغ عددهم 300 مليون نسمة بحسب مصادر إسلامية هناك، فيما ذكر مركز “بيو” لاستطلاعات الرأي قبل عدة شهور أن المسلمين يمثلون أقل من واحد في المائة من الشعب الأمريكي.