أرشيف - غير مصنف
عريقات والحياةُ مُفاوضات (وَجيلٌ كاملٌ قدْ ماتْ))
بقلم : منذر ارشيد
هل هي مصادفة أم ماذا..! وقد كتبت مقالي هذا قبل أن أقرأمقال الأخ سماك العبوشي الذي أتى في نفس السياق تقريباً
ومقالي هذا ما أتى من فراغ , وقد كان لي مقالتين قبل أشهر بعنوان
((صائب عريقات “الحيا ة مفاوضات” أليست كرامة أيضا !))
ومقال آخر عنوانه
( لماذا لا تكون أمي كبيرة المفاوضين.!)
تعرضت خلالهما للمفاوضات وما آلت إليه الأمور خلالها من زيادة بالتوسع الإستيطاني وغيرها من الأمور التي تنذر بالشؤم وتحت غطاء المفاوضات التي تعطي للعالم انطباعاً أن الشعب الفلسطيني مرتاحاً وكل شيء على ما يرام..
والحقيقة عكس ذلك تماماً
عندما نكتب ننبه ونحذر ونوقظ “ولا نقصد الإسائة لأحد بقدر ما ننتقد الأخطاء ” وهذا حقنا ككتاب أو مراقبين وطنيين ,ولا يستطيع أحد أن ينتزع حقنا في قول الحقيقة وإلا ( لماذا نكتب..!؟)
وهنا فإن الدكتور صائب واشهد ومن خلال عملي معه أنه من أكثر القيادات الفلسطينية ديناميكة في عمله
وخاصة عندما كان وزيراً للحكم المحلي
الحياة مفاوضات))))
هذا كان عنوان كتاب الأخ الدكتور صائب عريقات وهو السياسي الأبرز في منظمة التحرير الفلسطينية وقد أطلق عليه كبير المفاوضين
ولا ندري لمذا اطلقت عليه التسمية بالرغم أننا لم نعرف من هو صغير المفاوضين.! أم أنه كبيرهم الذي علمهم السحر … ربما .!
وأقول السحر هنا لأننا وطيلة عقد ونيف ونحن لم نعرف حقيقة ما يجري في كواليس المفاوضات لأن كبيرهم كان يظهر علينا كل فترة مفعماً بالأمل
وفي كل مرة نعتقد أنها (قربت) ومثل لعبة الجلا جلا كالساحر الذي بيطلع من كُمِه الحمام الأبيض والأخضر والأحمر
ونحن أمام مشهد كحال الولادة التي تُوَلِد الحوامل ,
وكالتي وتدخل إلى غرفة التوليد لتولد الأم الحامل , وتخرج بعد فترة والعرق يتصبب من جبينها ووجهها” لتقول وهي تهز رأسها (الولادة مستعصية) وبعد فترة تقول (الأمل قريب) وبعدها يبدأ العد التنازلي لإنفراج الأزمة لتعلن الآن (واحد سنتيمتر) ..اثنان سنتيمتر… ثلاثة ” ومن ثم تصرخ ( ظهر رأسه ) فنستبشر خيرا ً ونطلق الأسم على المولود ” وبعد فترة وبعد طول انتظار تخرج علينا وهي تتنهد وتضرب كف بكف لتقووووووول
( يقطع شرهما أعنده…. بعد ما قضبنا رأسه)….( مزط ورجع )
(الحياة مفاوضات)
تصلح كعنوان مسرحية هزيلة أو فلم سينمائي بطولة عادل امام مع ساعتين من الضحك المتواصل “إختصارا ً لثمانية عشر سنة من الضحك علينا مع تراجيديا مبكية لسني عمرنا كشعب فلسطيني تلهينا بعنوان جميل دغدغ عواطفنا جيل قضى معظمه إما بالبلطة أو بالجلطة …
وها نحن نعود لنقول ( ربي كما خلقتني )
وهل يعقل هذا وشعبنا ينتظر وينتظر وأخيراً ليقال….
(( فقدنا الأمل ))
وهل كان عندكم الأمل وأنتم ترون ما يجري على الأرض ومنذ بداية أوسلو
وهل كان عندكم أمل بأن اسرائيل ستقدم خطوة باتجاه السلام بعد أن قتلوابطلهم وزعيمهم رابين ..!!
وهل بقي أمل عندما دنس شارون المسجد الأقصى
وهل بقي أمل بعد أن قتلوا ياسر عرفات ..!
وهل تبقى لدينا من شك في أنهم ذاهبون للقضاء على كل ما له صلة بتارخنا وقيمنا وتراثنا ومعتقداتنا وهم يمارسون لعبة القد والفار على القدس والمسجد الأقصى في محاولة لتطبيع الأمر لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم
وهل وهل وهل ..!؟؟؟
نحن الآن وعلى ما أعتقد أمام استحقاق اسمه (( الحقيقة))
والحقيقة الآن أصبحت تطوق الجميع دون استثناء سواءً السلطة أو حماس
وما موقف الرئيس أبو مازن إلا دليلاً على هذا الأمر
وإذا كان الرئيس وقد أعلن عن النقاط الثمانية والتي إن تمسك بها
فلا يجوز سوى القول (عداك العيب يا ريس )
وهل ستوافق أمريكا على هذه النقاط …وهل سترضخ اسرائيل ..!!؟
وأمام فشل المفاوضات التي لم تستند إلى مرجعية قانونية من خلال مراقبة دستورية لمجلس تشريعي وفشل المقاومة التي لم تستند أيضاً لمرجعية وطنية واستراتيجية متكاملة” وعندما نرى موقف حماس الآن الذي أدهش الكثير من الناس وقد أقامت الدنيا ولم تقعدها على حق المقاومة,
وهي الآن تعطل المقاومة لا بل تتوعد من يقوم بأي عمل يُحرجها أو يضعها في موقف حرج أمام الأوروبيين وغيرهم على اعتبار انهم أصبحوا طلاب سلام ” وهي التي مارست نفس الدور في إحراج ياسر عرفات.!
علينا أن نبدأ بمراجعة حثيثة لكل تفاصيل عملنا الوطني
ليست المسألة هنا تعادل بالنقاط بين الطرفين الفلسطينين ,
لنقول ….”ما في أحد أفضل من أحد”
لأننا نلاحظ الأن أصبح كل طرف يبحث عن أخطاء الطرف الآخر ويراكمها في عملية استقطاب أو إقصاء مهلكة لشعبنا
والاعلام شغله الشاغل توتير الأجواء من خلال الفضح وتسجيل النقاط
ولكن… أما آن الأوان أن نتجاوز نقاط الخلاف وقد أثبتت أمريكا إنحيازها التام للطرف الإسرائيلي ..!؟ وأصبحنا هدفاً بمجلنا للفوضى الخلاقة
وبات من المؤكد أننا نساعد اسرائيل في إضاعة الوقت دون أن ندري
وإذا كان هذا كان يفسر بأننا لم نقصد هذا الأمر ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك “ولكن ألا يُفسر في المستقبل أنه كذلك إذا استمرينا بالمكابرة والعودة للمفاوضات العبثية دون رقيب ولا حسيب ..!(إطار ومرجعية )
وهذا يتطلب انتهاء الانقسام بين جزئي الوطن ومن خلال تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب ان تمثل كل أطياف الشعب الفسطيني ومن خلال انتخابات ومجلس وطني يمثل الجميع
ولتكن المنظمة كما هو منصوص هي المخولة بالتفاوض ضمن آلية مدروسة ومرجعية قوية تراجع وتدقق وتأمر وتنهي وتوقف وحينها نُجبر العالم على احترامنا بدل أن نكون( بلا رأس كبير )
وأعتقد أن الدكتور صائب عريقات لا يمكن أن يرضى أن يتحمل مسؤولية تاريخية لوحده ويبقى (كبير المفاوضين) ويضطر أن يسمع من يقول له بعد ذلك يا (كبير الفاشلين )
ولماذا لا تكون المنظمة بإطارها العام والجامع هي التي تتحمل تبعات كل ما يجري على القضية الفلسطينية أم أننا فقط نريد أن نغني ونتباهى بمقولة
( المثل الشرعي والوحيد ).!
من خلال معرفتي بالأخ الدكتور صائب فهو صادق وشجاع
و اشهد ومن خلال عملي سابقاً معه .. أنه من أكثر القيادات الفلسطينية ديناميكة وجدية واخلاص في عمله
وخاصة عندما كان وزيراً للحكم المحلي
ويبدو أنه صَدَقَ أن هناك من يريد السلام من الجانب الآخر فكان كتابه
(الحياة مفاوضات )
الدكتور صائب أكاديمي محترم و قائد و صاحب تاريخ
وإبن الوطن البار” لهذا عليه أن يقول الحقيقة …
(( وقد قالها أخيراً ))
ولكن ماذا بعد ..! وهل الحقيقة سيتبعها حقائق على مستوى الأداء والتفاعل الوطني لوضع استراتيجية الخلاص ومحاولة النجاة بالقضية إلى بر الأمان
أم أنه استهلاك وتسويق لمرحلة قادمة أشد لعنة ..!!؟
نتمنى أن نرى ما يبشرنا بالخير فأمامنا عمل كثير وسنوات عجاف
إذا كنا على مستوى أحداثها ربما سيأتينا عون من الله
ودون ذلك ……….فلا أمل
حتى يأتي أمر الله وتتهيأ الظروف
( لأمه تستحق النصر