د. احمد عارف الكفارنة
اليمن الذى يرغب ان ينتقل من مخلفات الماضى الى مشروع الحداثة, يواجه مشاكل داخلية تارة هنا وتارة هناك فمن محاولات الانفصال الى التمرد المسلح الذى يقودة حسين الحوثى ضد الدولة
اليمنية وهو عضو سابق فى مجلس النواب اليمنى نجل العلامة بدر الدين الحوثى. والذى رد والده بدر على فتاوى العالم الجليل ابن باز بكتاب ملئى بالخرافات والبدع والافتراءات وشتم الصحابة. هذا هو فكر الاب القائد المؤسس للفكر الحوثى ,اما الابن فحد ث ولا حرج فمن خطب سياسية فيها تحريض ودعوة صريحة للخروج على الحاكم , الى احياء الفتنة واستغلال تذمر بعض ابناء الجنوب اليمنى على ضوء الاحداث الاخيرة فى مدن الجنوب اليمنى .ناهيك عن اطالة اللسان وشتم الصحابة, الى ان وصل بة الامر الى مبايعتة اميرا للمؤمنين ومبشرا بالفكر الاثنى عشر وتشكيله ميليشيا مسلحة لمقاتلة اولى الامر .واذا كان من بد لابد من العودة وراء قليلا لمعرفة
الظروف الدولية كانت قد لعبت دورا مهما في زمن الحرب الباردة في تمويل وتسهيل وتعبئة الشباب اليمنى فى ظروف الثمانينات امام الخطر الشيوعي القادم من الاتحاد السوفياتى (سابقا), لقد كانت دول مثل لسعودية واليمن والخليج والاردن ومصر مرتعا لهذه النشاطات من خلال مباركة هذا الفكر من قبل الحركات الاسلامية الشرعية فى هذة البلدان, وتسهل مهام قادتها فى تجنيد الشباب للحرب في افغانستان اثناء احتلالها من قبل الاتحاد السوفياتي سابقا .
وعندما انهار المعسكر الشيوعى واندحرت القوات الروسية من افغانستان , اصبح العدو الاول لهذه الجماعات الدول الممولة لنشاطهم الا وهى الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها.فقد توقعت هذة الجماعات انها اقتربت من تاسيس و اقامة دولة الخلافة الاسلامية بمقابل دولة ايران ذات المرجعية الشيعية, وعندما وقعت احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر في الولايات المتحدة قامت الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب باحتلال افغانستان والعراق تحت ذرائع مختلفة لكن الهدف غير المعلن هو استئصال هذةالحركات التى اصبحت مصدر قلق و ازعاج وتهديد لها, قبل ان تقوى شوكتها وقبل ان تصبح دولة يحسب لها حساب.
ولا شك ان اليمن (السعيد)والذي واجه حرب ضروس في سبيل وحدته الوطنية والمحافظة عليها من براثن التمزق كان له نصيب وافر من هذه الحركات والتي ساهمت الحكومة اليمينية عن حسن نية من خلال منهجها الديمقراطى وثقافتها الاسلاميةالسمحة بالسماح لبعض المدارس الاسلامية بالعمل على الساحة اليمنية ,مما جعلها مرتعا خصبا لفكر هذه الحماعات التى قامت باستغلالها على اكمل وجة من تغذية ادبيات الايدلوجيات التكفيرية و المتطرفة لحساب اجندات خارجية, دون ادراك لهذا الخطر والذي وصل الى مرحلة التسليح والتدريب والتجنيد والتعبئة الايدلوجية والمطالبة بتوسيع امارة صعدة الى جيزان ونجران مما اوصل البعض حد التفكير بتقطيع اوصال اليمن مرة اخرى , وخصوصا مع معاناة الوضع اليمني مرة اخرى فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية , حيث الوضع الذى لا تحسد عليه اليمن من وجود فقر وبطالة وفساد, مما سمح لهذه الحركات استغلال وتعبئة الناس والايحاء للناس بان الحكومة اليمنية هى غير شرعية لانها لم تحضى بالبيعة او بركات ولاية الفقية. وبهذه الافكار اعتبرت الحوثية الجديدة ان الخروج عن شرعية الحكومة وجيشها جهادا, وبالتالي نفت هذه الحركات عن نفسها اي رداء ديمقراطي سواء بالاحتكام لصناديق الاقتراع او الالتزام باستخدام مؤسسات الدستور اليمنية للتعبير عن نفسها او ارائها او ان تحضى باى اعتراف قانونى كحزب سياسى, بل اعتمدت تنظيم( الشباب المؤمن) والذى يقدر عددة ب 5000هو جيش المهدى المنتظر الجديد الذى يقودة ابناء بدر الدين الحوثى .
لذلك اعتمدت هذة الحركة التعبئة النفسية والايدلوجية المبرمجة لدى الناس البسطاء والذين لا زالت العقلية القبلية هى المتسيدة فى منطقتهم واليمن على وجه العموم .لذلك عملت على استهداف المصالح الاجنبية والمواطنين والاجانب و القيام بعمليات التخريب لمراكز الدولة واحتلال مساجد السنة والمدارس وترويع الامنين مما الحق اضرارا فادحة سواء بالاقتصاد او السياحة وذلك من خلال اختطاف الاجانب, مما يوحى للاخرين ان الحكومة اليمنية ليست لديها المقدرة على السيطرة على الاوضاع الداخلية. والانكى من ذلك ان هذه الحركه والتي تمول سلاحا ومالا من الخارج تهدف لتنفيذ اجندات شيعية( الاثنى عشر) تحت ستار المذهب الزيدى في اليمن . ان تمردا بمثل هذا الحجم وبهذة القوة من التدريب والتسليح لايمكن الا ان يكون لة دعم خارجى , لذلك استعصت لدية لغة الحوار,لقد تصور قادة التمرد ان بمقدورهم فرض ما يشاؤا من شروط على الحكومة اليمنية و يبدوا انه من خلال هذا التمرد ان هذة الحركة تريد استقلالا ذاتيا شبيه بالوضع الكردي في شمال العراق. لذلك احسن صنعا الرئيس علي عبداللة صالح عندما استنفر نشامى قوات جيش الوحدة اليمنية المغاوير لسحق هذا التمرد. ذلك ان التمرد والعصيان والدعم الخارجي اللامحدود لهذه الفئة سوف يجعلها مثالا يحتذى به ان نجحت في فرض شروطها على اصحاب القرار في صنعاء وبالتالي تكون تجربة غير ناجحة في الوطن العربي لاصحاب الاجندة المشبوهة والتي تصب في خانة تمزيق اوصال هذه الامة و تفتيت وحدة الوطن الواحد, تحت ستار الدين. ان الاسلام دين يعتمد الوسطية والاعتدال وثقافة الحوار غير ان هناك فئات استمرات الفتنة والعبث والتخريب ورفع السلاح فى وجة النظام والقانون وهؤلاء هم الخوارج الجدد الذين لم يتورعوا منذ فجر تاريخ الاسلام من قتل الصحابة والمؤمنين واشاعة الفتنة والخراب, غير ان اللة رحيم بالمؤمنين فقد قيض اللة لليمن قيادة جريئة وامينةلاتاخذها فى الحق لومة لائم ولا تهادن فى اى قضية تمس كرامة اليمن وبالتالى نحن مطمئنون على وضع اليمن الذى سيعود سعيدا ان شاء الله بعد انهاء الفتنة ..