أرشيف - غير مصنف

السعودية: مشايخ ودعاة يفتحون النار على الشيعة وإيران

ندد عشرات من رجال الدين في المملكة العربية السعودية ب”المعتدين” الشيعة و “بما تقوم به الدولة الرافضية الإيرانية، من زعزعة لاستقرار الدول الإسلامية، بزرع عملائها فيها”، على خلفية الحرب الدائرة حاليا جنوب المملكة ضد الحوثيين، مطالبين في بيان نشر على العديد من المواقع الإلكترونية “بالضرب عليهم بيد من حديد”.
بين مطرقة “الوهابيين”
وجاء في البيان الموقع من 46 من كبار الشيوخ والدعاة أن “ما تقوم به الدولة الرافضية الإيرانية، من زعزعة لاستقرار الدول الإسلامية، بزرع عملائها فيها، وإمدادهم بالمال والسلاح وجعلهم طليعة لنشر المشروع الرافضي في تلك البلدان، وأداة لزعزعة الأمن والاستقرار؛ لهو أمر خطير، وهو من أعظم ضروب الفساد في الأرض، الأمر الذي يوجب على جميع المسلمين أخذ الحيطة والحذر ومدافعة المد الرافضي ونشر مذهب أهل السنة”.
وطالبوا ب”دحر هؤلاء الرافضة المعتدين (…) لاسيما إذا كان المعتدي تديره يد صفوية رافضية النّزعة تطمع في وثنية جديدة على أرض الحرمين” واتهموا إيران بالسعي إلى “تصدير للمذهب الرافضي” (ومصطلح “الرافضة” أطلقه بعض طوائف المسلمين على بعض الشيعة نظراً لأنهم يرفضون إمامة زيد بن علي لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما).
و من بين الموقعين على البيان، الشيخ د. ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم الإلكتروني، والشيخ د. سليمان بن حمد العودة، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم وإمام وخطيب.
وتزامن نشر البيان مع تحذيرات أطلقها بعض خطباء الجمعة في السعودية، منددة بما قالوا أنه “دور خطير” تقوم به جماعة الحوثي في حربها ضد المملكة، و معتبرين ما يقوم به الجنود السعوديون جهاد في سبيل الله ضد تلك “العصابة المتسللة” و”الفئة الضالة”، هو ” جهاد في سبيل الله”، كما ورد في صحف سعودية.
… و سندان “الليبراليين”
وكان موقع “منتدياتنا – الشبكة الليبرالية السعودية” قد نشر موضوعا طالب فيه بعض الكتاب المحسوبين على التيار الليبرالي “بسبي النساء الحوثيات الكافرات اللآتي يقعن في الأسر”، على خلفية النزاع المسلح بين القوات السعودية و”المتسللين” الحوثيين.
غير أن الموقع قام بحذف الموضوع بعد أن نشر موقع وكالة الأخبار السعودية الموالي للشيعة تقريرا عن تلك الدعوة إلى السبي.
وكان العديد من الصحافيين والكتاب قد تسابقوا منذ اندلاع الجولة السادسة من الصراع المسلح المفتوح بين القوات اليمنية و المليشيات الحوثية في 11/8/2009، في اتهام إيران بتقديم الدعم اللوجستي المباشر للمتمردين و تدريبهم وتسليحهم ضمن خطة تهدف إلى تحقيق أهداف إستراتيجية، من بينها بسط نفوذها في منطقة القرن الإفريقي بشكل خاص والبحر الأحمر بشكل عام.
وقد أدانت بعض الشخصيات الشيعية السعودية البارزة، من بينها الزعيم المعتدل الشيخ حسن بن موسى الصفار، “العدوان” على المملكة. كما أكدوا جميعهم وقوفهم “صفاً واحداً خلف القيادة لمواجهة أي عدوان”.
ورغم ذلك شكك العديد من القراء في ولاء الشيعة للوطن. وقال أحدهم: “لا تثقوا بهذا الكلام. خذوا حذركم يا أبناء الجزيرة العربية من ذيول إيران. إنهم يبدوا عكس ما يضمرون. خذوا حذركم من المنافقين وأصحاب التقية المبطنة !”.
لا للتمييز
العديد من القراء رفض الحرب السعودية على الحوثيين وتساءل أحدهم: “لماذا نحن نفرق في التعاطي مع الطائفية عندما تكون علينا كشيعة نعيش في القطيف والإحساء و عندما تكون تلك الطائفية ضد الحوثيين او الشيعة العراقيين او الشيعة المصريين او الشيعة الإيرانيين ؟”.
وكتب آخر: السلطة السعودية أغلقت مساجدنا ومنعتنا من الصلاة. إن وقوفنا مع طائفية النظام ضد الحوثيين باسم الوطنية التي يرفض من ادعى ملكيته للوطن منحنا إياها، سيجعلنا أول ضحايا هذه الحرب الطائفية و الإبادة الجماعية”.
وتزامنا مع الحرب على “المتسللين” الحوثيين، لازالت “شبكة راصد الإخبارية” الشيعية تنقل أنباء شبه يومية عن اعتقالات لشبان من الطائفة الشيعية من طرف السلطات الأمنية السعودية في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، بذريعة المشاركة في إحياء مولد الإمام الحسن، خلال شهر سبتمبر الماضي. كما أوردت “راصد” أنباء عن إغلاق مساجد شيعية ومنع المواطنين الشيعة من أداء صلوات الجماعة.
وبينما تستمر العمليات العسكرية ضد “المتسللين”، تواصل أغلب الصحف السعودية التنديد بالحوثيين، معتبرة إياهم جماعة تابعة لإيران، أو متحالفة معها.
لا للتهميش
و تحت عنوان: ” المسكوت عنه في المسألة الحوثية ومسائل أخرى”، يتساءل الكاتب الليبرالي تركي الحمد في “الشرق الأوسط”: “لماذا تتعاون مثل هذه الحركات مع دولة مثل إيران على حساب المصلحة الوطنية؟”
و يخلص الكاتب إلى القول أن: “الحل يكمن في نقطة رئيسية في ظني تشكل الحاضن لكل ما يأتي بعدها من حلول: دولة حديثة تبعدنا عن مفهوم الدولة العربية التقليدية (…) فالدولة الحديثة تقوم على العدل والمساواة وحكم القانون في إطار من المواطنة المتساوية، والتعامل مع الفرد على أساس أنه مواطن وكفى”.
ويضيف الحمد: “وبغير ذلك، فإن العنف أو الارتماء في أحضان الغريب مسألة وقت ليس إلا”.

http://www.saudiwave.com/index.php?option=com_content&view=article&id=3756:2009-11-15-15-06-54&catid=50:2008-12-02-08-52-24&Itemid=115

زر الذهاب إلى الأعلى