أرشيف - غير مصنف

بين دولة المليون شهيد و دولة المليون راقصة

بقلم / يحيى أبوزكريا
أصبحت مصر وبإمتيار مثالا ومصداقا للدولة التي نزلت إلى الدرك الأسفل من الهمجية و العنجهية و التي خرجت عن كل المبادئ و القيّم الأخلاقية النبيلة . ولم تلتزم هذه الدولة مبدأ الخنوع و التعاون مع الكيان الإسرائيلي من أجل وأد الدول الممانعة و تطويق المقاومات العربية و الإسلامية فحسب , بل أصبحت دولة كاذبة بإمتياز , و الكذب من شيّم جمهوريات الموز , حيث حملّ إتحاد الكرة المصري الفريق الجزائري مسؤولية ضرب نفسه و فلق رؤس لاعبيه , في واحدة من أهم الخرجات المصرية التمثيلية المجانبة للحقيقة ..
 
وكان يجب على مصر أن تبقي التنافس الكروي في إطاره الصحيح , لكن نزولها إلى الحضيض وقتل بعض شعبها لمناصرين جزائريين في القاهرة , و إحراق بعض الهمج الرعاع لعلم الجزائر المقدّس الذي سقط تحته مليون ونصف مليون شهيدا من الثوّار الجزائريين , و تهكمّ بعض الإعلاميين المصريين المخنثين على الثورة الجزائرية وشهدائها , و تطاولهم على أهم ثورة مقدسة دحرت الحلف الأطلسي من الجزائر , فهذا ما لا يجب أن يسكت عنه أي جزائري حر وأبيّ ..
 
كنّا نتمنى لو أن الضاربين بالحجارة و فالقي رؤوس اللاعبين الجزائريين و المناصرين الجزائريين إستخدموا هذه الحجارة ضدّ الجنود الصهاينة في معبر رفح , و السياح الصهاينة الذين يجوبون شوارع الأقصر و الهرم و القاهرة تحت حماية أعلى المستويات الأمنية في مصر , كنا نتمنى لو رأينا هذه الفتوات المصرية ضد الجنود الصهاينة أثناء حرب الكيان الإسرائيلي على غزة …
 
إن الجزائريين كل الجزائريين لا يمكن أن يقبلوا بإحراق علمهم وضرب شبابهم , فمصر سجلت هدفين في شباك الفريق الجزائري , و قتلت الجزائريين و أحرقت علم الجزائر , فماذا لو إنتصر الفريق الجزائري على الفريق المصري !
 
 بالتأكيد لأصبح أعضاء الفريق الجزائري في عداد الشهداء , كقادة حماس الذين قتلوا في السجون المصرية …
 
ما زال العالم يتذكّر , عندما أبلغ قادة حماس الذين دعوا للحوار مع حركة فتح في القاهرة مدير المخابرات المصرية عمر سليمان بأن الأسير الصهيوني غلعاد شاليط بألف خير , عندها خرج الرئيس حسنى مبارك على الإعلاميين الغربيين و العرب وقال لهم : أبشرّكم بأن غلعاد شاليط بألف خير و نحن نتابع الموقف . طبعا غلعاد شاليط بخير و سامي شهاب المناضل العربي اللبناني الذي توجهّ إلى مصر لدعم الشعب الفلسطيني في غياهب السجون المصرية و يتعرض لأبشع أنواع التعذيب . كما أن مصر الرسمية و السياسية والإعلامية شنّت حربا شعواء على الرجل الذي زلزل الكيان الإسرائيلي السيد حسن نصر الله .
 
فهذه مصر اليوم التي خرجت عن مصيرها ومسارها العربي ورهنت مقدراتها بيد الكيان الإسرائيلي , تنفّذ مقررات كامب دافيد , و تشن حربا على الجزائر ومقدساتها , و هي تتصور أن الدم الجزائر رخيص ..
 
والمطلوب من رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن يصدر قرارا بطرد شركات جمال مبارك من الجزائر , فلا صفح عن الذي أهان العلم الجزائري , فهو أقدس عند الجزائريين من فراعنة مصر كلهم , و أن كرامة الجزائري فوق أي إعتبار …
 
ولا يمكن بأية حال أن نقارن بين دولة المليون شهيد , ودولة المليون راقصة , و الذين أهانوا الشعب الجزائري و أحرقوا العلم الجزائري , فيما العلم الصهيوني يرفرف في القاهرة , وسوف لن يقبل منهم إعتذار , و سوف نرى من يقود العالم العربي والإسلامي نحو المجد والعزة والكرامة و الإباء أحفاد الشهداء أم الذين ملأوا الدنيا عهرا براقصاتهم وأفلامهم الماجنة التي فسقّت نساءنا وبناتنا …
 
وأحذروا غضب الجزائر و الجزائريين , يا من أحرقتم علم الجزائر …….
 
 
 
 
 
يحيى أبوزكريا .

زر الذهاب إلى الأعلى