بقلم :علي دراغمة ..
اصبح د.”سلام فياض” حديث الشارع الفلسطيني واسمه يعمر المجالس والدواوين يتحدث عنه الرجال والنساء بالرجل الدولة قال احدهم ” ان حركة فتح فشلت في المفاوضات مع اسرائيل وحماس تراجعت بعد ان اثبتت انها مستعدة لقتل فلسطينيين بفتوى ” وقال اخر ” ان المستقبل لدولة سلام ” .
تحدثت امرأة فلسطينية تسكن بيت الشعر وتربي الماشية في الاغوار الشمالية الشرقية بالقرب من معسكر كوبرا الذي اقامه الجيش الاسرائيلي منذ الاحتلال للتدريب العسكري انه يوجد اليوم من يهتم بعائلتها وقالت ” هذا شو اسمه فياض موش مخلي اشي اله ببعتلنه اياه ، بعتلي صهريج وخزانات ميه وصوبة وحطب وكل شهر ببعثلي طحين واكل وعلف للغنم وهذا اول مسؤول بيجي علينا “
اما معارضي د. “فياض” داخليا فهم نوعين اما على خلفية حزبية تنافسية واما على خلفية التقليل من العطايا والشيكات التي كانوا يتقاضونها من اموال الشعب الفلسطيني والتي دمغت السلطة الفلسطينية بالفساد ولا يزال بعضهم يستنفع حتى الان رغم وجود اصلاحات .
فلسطينيا دأب د ” فياض” على افتتاح المشاريع ومؤسسات قاعدة الدولة رغم بساتطها والتي اول من نادا بها الشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية و فضل انشاء مشاريع تشغيلية ومؤسسات مهنية من اجل الاستغناء عن اموال الدول المانحة المشروطة سياسيا والغير مستدامة .
اسرائيل تخشى من اعلان حدود الدولة الفلسطينية لأن هذا يحدد حدودها هى ايضا ، اسرائيل تخشى ان يتعامل معها العالم كما فعل مع الدولة العنصرية في جنوب افريقيا التي انطوت صفحتها قبل 16 عاما ، واسرائيل تخشى اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية التي ستفرض على اسرائيل بقرار الامر الواقع والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
اسرائيل التي اصبحت تتخوف من الدبلوماسية الفلسطينية التي تبدو بظاهرها بسيطة ومتواضعة الا ان حقيقتها مؤثرة وقادرة على الاختراق وكشف الممارسات العسكرية الاسرائيلية والاستيطان .
د .”فياض” يعي تماما اللغة التي يفهما الغرب وما الاسلوب المتبع في افتتاح المشاريع الا خطوة اعلانية على الطريقة الامريكية في صناعة نجوم الفن والسياسة تمكن من خلالها من اقناع الشارع الفلسطيني واقناع العالم بمهنيته العالية ، ولكنه لا يزال غير واثق من عدم استعمال امريكي لحق “الفيتو ” ضد اعلان الدولة التي يحلم بها الفلسطينيين .
الحكومة الاسرائيلية صاحبة افشل دبلوماسية يقودها وزير خارجيتها العنصري “ليبرمن” ، جندت الثعلب “بيرس” رئيس دولتها وهو الرجل الاخطر على قلب الامور و صاحب نظريات في العلاقات العامة والذي يجوب العالم هذه الايام لحشد موقف دولي ضد اعلان دولة فلسطينية من جانب واحد .
نجحت اسرائيل في تغيير الموقف الامريكي من عملية السلام وهذا يعد انتصار مؤقت تمكن الرئيس ابو مازن من خلخلة هذا الانتصار الاسرائيلي بمجرد انه اعلن عدم نيته للترشح لرئاسة السلطة ، فهل ينجح ابو مازن وفياض في اعلان دولة سلام ؟.