أرشيف - غير مصنف

علاقة حزب الله بإيران تفجر الخلافات بين نصر الله وقاسم

ذكرت تقارير صحفية نقلا عن وسائل إعلام مقربة من حزب الله اللبناني ان هناك خلافات داخلية بدأت تلوح في الأفق بين الأمين العام للحزب حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم بسبب اختلاف رؤية كل منهما لكيفية الدور الذي يمكن ان يلعبه الحزب المعروف بموالاته لإيران، في مختلف القضايا التي تعصف بالمنطقة خاصة تلك التي تكون إيران طرفا فيها.
 
اضافت التقارير ان ما يعزز هذه الأنباء هو تضارب المعلومات التي تخرج من الحزب والتي توضح حقيقة ما يجري في صفوفه, خاصة فشله خلال العامين الماضيين من عقد مؤتمره العام لانتخاب قيادة جديدة ووضع تصور سياسي وعسكري وتنظيمي جديد للمرحلة المقبلة.
 
وخرجت خلافات الحزب إلى العلن عندما صدر عنه خبران متناقضان، الأول أكد “أن الحزب سينجز خلال وقت قريب جداً أعمال مؤتمره العام الجديد, وسيُعلن أعضاء مجلس الشورى الذي انتخب, وستجري عملية تشكيلات واسعة في معظم القطاعات التنظيمية والسياسية والجسم العسكري المعني بالمقاومة, كما تجري العادة بعد انعقاد كل مؤتمر, وسيجدد للسيد حسن نصر الله في موقع الأمين العام, مع تغييرات في الهيكلية التنظيمية التي تأخذ في الاعتبار عملية التوسع الكبيرة التي حصلت منذ سنوات عدة, والتي جعلت الجسم التنظيمي والإداري للحزب أضعاف ما كان عليه قبل حرب يوليو 2006”.
 
بينما نفى الخبر الثاني هذه المعلومات وخصوصاً الكلام عن أن الحزب انتخب أعضاء مجلس الشورى, مشيرة إلى أن “التحضيرات لا تزال مستمرة لإجراء هذه الانتخابات, وانه في حال حصولها سيتم إصدار بيان رسمي بأعضاء المجلس الجديد وكيفية توزيع المسؤوليات”.
 
ونقلت صحيفة “السياسة” الكويتية عن مصادر متابعة قولها، ان تسريب خبرين متناقضين لوسائل الإعلام عن الواقع الداخلي لحزب الله يدل على وجود اتجاهين كبيرين بين قياديي الحزب في كيفية التعاطي مع استحقاق المؤتمر.
 
الاتجاه الأول: يقوده نصر الله ويعمل على إبقاء التشكيلة القيادية على حالها من دون تغيير جوهري, وهو الاتجاه الذي سرب الخبر الأول لبعض وسائل الإعلام, زاعماً أن انتخاب مجلس الشورى قد تم فعلاً, وهذا مناقض للمنطق لأن المؤتمر المولج بهذا الانتخاب لم ينعقد بعد.
 
الاتجاه الثاني: يقوده نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ويريد إجراء تغييرات جذرية في الهيكل القيادي.
 
وفي هذا الاطار, أكد مصدر حزبي مطلع أن الخلاف يتعدى الطموح إلى تولي مناصب ليطال التوجه السياسي للحزب في المرحلة المقبلة, إذ يدفع تيار نصر الله, المعروف تاريخياً بعلاقته الجيدة مع دمشق إضافة إلى الارتباط بطهران, في اتجاه تهدئة حركة الحزب العسكرية والتركيز على العمل السياسي لسببين أساسيين:
 
الأول أن الحزب توسع شيعياً بالفعل على حساب حركة “أمل” والقوى الأخرى,
 
والثاني أن الحزب خسر في المقابل تعاطف وتأييد الطوائف اللبنانية الأخرى, وهما عاملان يستدعيان من الحزب العمل أكثر على القواعد الشعبية والانخراط أكثر في الحياة السياسية والنقابية والاقتصادية.
 
في المقابل, يذهب جناح قاسم, المعروف بفتور علاقته مع دمشق, باتجاه إعادة الحزب إلى “أصوله” أي إلى العمل العسكري الذي حقق من خلاله الانجازات الكثيرة, ويرى أن الانغماس أكثر في الحياة السياسية يعني المزيد من الغوص في الوحل اللبناني, كما يعتبر أن الحزب خسر التعاطف الشعبي اللبناني مع قضية المقاومة بسبب سلوكه المذهبي الذي اضطر لسلوكه في عملية انخراطه في النظام الطائفي اللبناني.
 
ورأى المصدر الحزبي أن هذا الخلاف ليس بسيطاً, وأن نتائجه لن تعني تأجيل المؤتمر العام للحزب فقط, بل ستنعكس على أداء الحزب السياسي والعسكري, مشيرا إلى أن أبرز دلائل هذا الشلل أن القيادات العليا لا تملك أجوبة واضحة على تساؤلات القواعد الحزبية ومنها: هل أن الانتقام لمقتل المسؤول العسكري عماد مغنية هو حقيقة أو مجرد وعد غير قابل للتحقق.
 
فتور علاقة الحزب بطهران
 
كانت مصادر إيرانية أفادت بأن العلاقات الاستراتيجية بين حزب الله اللبناني وطهران تشهد منذ فترة فتوراً ملحوظاً، وتعزو ذلك الى بعض السياسات الإقليمية المتبعة من قبل حكومة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، ما سبب إحراجاً لحزب الله في الوسط العربي. الا أن خبيراً في الشؤون الايرانية يعتقد بأن الحزب في بيعة مع آية الله خامنئي، وبما أن الاخير يدعم نجاد، لذا ينبغي على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن يقبل به ايضاً.
 
وكانت مصادر صحافية إيرانية قد استشهدت بتصريحات قادة حزب الله الاخيرة التي يستشف منها نبرة عدم الرضا تجاه بعض المواقف الايرانية، في حين ثمة اعتقاد سائد بأن السمة البارزة لحزب الله هي الموالاة المطلقة للجمهورية الاسلامية الايرانية.
 
وقالت المصادر إن العلاقات بين ايران وحزب الله تشهد منذ فترة توتراً ملحوظاً ينعكس بين الحين والآخر في تصريحات قادة الحزب، وهو الأمر الذي ظهر واضحا في خطاب سابق لأمين عام الحزب الذي دعا خلاله كلاً من السعودية وايران على قدم المواساة إلى الابتعاد عن النزاعات المذهبية، مشيراً الى أن حزبه يريد إطفاء نار الفتنة في العالم الاسلامي واستتباب الأمن والاستقرار في شمال اليمن.
 
في المقابل أكد رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية، الدكتور علي رضا نوري زادة، لفضائية “العربية”، أن الصلات بين حزب الله وطهران اقوى من ذي قبل، نافياً وجود اي توتر، ومؤكداً أن وفداً عسكرياً من حزب الله موجود حالياً في طهران للمشاركة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري والكتائب الارتيرية لتدريب الحوثيين.
 
ويستطرد نوري زادة بالقول “منذ إعادة انتخاب أحمدي نجاد، لم يتصل نصرالله بالرئيس الإيراني. ولكن من يضع سياسات الحزب ليس نصرالله، بل الشيخ نعيم قاسم وهو ممثل المرشد الايراني الأعلى، المطلق الصلاحيات في حزب الله اللبناني”.
 
وحول موقف حزب الله من أحمدي نجاد يقول “عندما يدعم المرشد الاعلى بكل ثقله محمود أحمدي نجاد لا مفر أمام حزب الله إلا القبول بذلك، شاء أم أبى”.
 
وقال رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية بعد ان انسحب محمد خاتمي من المنافسة الانتخابية الاخيرة، توجّه حسن نصرالله الى طهران وطلب من آية الله خامنئي أن يحث خاتمي على خوض السباق الرئاسي في ايران، نظراً لمكانته في العالم وبين البلدان العربية، ولكن يظل الحزب تابعاً لرغبة خامنئي، لأنه بايعه بصفته ولياً للأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى