من المستفيد من اختلاق الأزمة الجزائرية المصرية؟

من المستفيد من إشعال نار الفتنة بين الشعبين الجزائري والمصري الشقيقين؟ وهل يعقل أن يتفجر بركان من الحقد والكراهية، من مقابلة في كرة القدم؟ إنها والله الكارثة والمصيبة الكبرى، التي لا أملك شخصيا سوى إدانتها وشجبها بكل ما أملك من قوة، لكن وبكل تأكيد فإن التنديد لا يمكنه لوحده رأب الصدع، ومداواة الجروح العميقة، التي تسببت فيها هذه المقابلة التي وجّهت بكل إتقان لتتحول إلى شبه ساحة للحرب بين الإخوان الجزائريين والمصريين، وبكل تأكيد فإن آثارها السلبية ستستمر لوقت طويل، ما لم تتحرك كل القوى والهيئات الخيرة لرأب الصدع، وتدارك الموقف ليس في مصر والجزائر لوحدهما، وإنما في كافة دول العالمين العربي والإسلامي، لأن الحاصل الآن هو مهزلة فظيعة لا تشرف كلا الدولتين وكلا الشعبين، إلا أنني ومن موقع الداعي إلى تصفية النفوس، ألح على ضرورة تصفية كل الحسابات، عبر الحوار الجاد والهادئ، وعبر كشف هوية المستفيدين من اللعب بمصير الشعبين الجزائري والمصري، ومحاسبة ومتابعة المتسببين في إشعال نيران الحقد والكراهية، فبكل تأكيد هنالك مصالح سياسية ضيقة وآنية هي اليوم غائبة عن أذهان شعبي البلدين، هي من حرك آلة الحرب العدائية، وغامر بمصير الشعبين الجزائري والمصري، وما دام أن هذه المغامرة وبحسب ما أفادت به العديد من وسائل الإعلام الدولية المحايدة، قد تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بشعبي البلدين، وقد تكون لا قدّر الله قد أدت إلى وفيات، وهو ما لا نتمناه على الإطلاق، وما دام أن كل طرف يكذب اتهامات الطرف الآخر، فإنني شخصيا، أدعو إلى تشكيل لجنة دولية محايدة للتقصي في كل التجاوزات التي حدثت، وملاحقة المتسببين في هذه الأحداث الأليمة على القضاء الدولي إن اقتضت الضرورة ذلك، كما أهيب بكل المنظمات الحقوقية، الى الاسراع في فتح تحقيقات محايدة لاطلاع الرأي العام العالمي بما حصل، وإذ أدعو الى كل ذلك، فمن منطلق أن كشف الحقائق هو الطريق السليم لتصفية النفوس وإعادة المياه إلى مجاريها بين الشعبين الجزائري والمصري، وقطع الطريق بالتالي أمام أي محاولة مستقبلية لإشعال نيران الفتن تحت غطاء كرة القدم.
 
 
                    جمال الدين حبيبي
18/11/2009
Exit mobile version