أرسل الرئيس الأمريكي “باراك اوباما” رسالة تطمين إلى الأمريكيين الذين أعربوا عن خوفهم من محاكمة خمسة أشخاص متهمين بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، وذلك بعد قرار أمريكي بنقل “خالد الشيخ محمد” وأربعة أخرين من سجنهم في غوانتانامو إلى آخر في نيويورك.
وقال أوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الاخبارية إن على الاميركيين أن “لا يخافوا” من إحتمال محاكمة خمسة أشخاص متهمين بالتخطيط لهجمات 11 ايلول/سبتمبر في مدينة نيويورك”.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن فكرة أن يخشى أي شخص من أن هؤلاء “الارهابيين” لديهم قوى خاصة – تمنعنا من تقديم الأدلة ضدهم وسجنهم وتطبيق العدالة بسرعة عليهم،- بأنه خطأ كبير”.
وكان استطلاع للرأي نشر حديثاً أظهر أن 40 في المئة من سكان نيويورك يعتقدون أن محاكمة “خالد شيخ محمد” المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر/ أيلول تجعل الهجوم على المدينة أكثر ترجيحا، لكن خبراء أمن يقولون إن نيويورك هي دون ذلك أكثر المدن بالفعل استهدافا في الولايات المتحدة.
وأثارت المحاكمة المزمعة لمحمد وأربعة شركاء متهمين جدلا في المدينة التي لقي فيها نحو ثلاثة آلاف شخص حتفهم في هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي استهدفت مركز التجارة العالمي.
ويقول رودي جولياني الذي كان رئيسا لبلدية نيويورك وقت وقوع الهجمات وآخرون إن المحاكمة تجعل المدينة مستهدفة لكن الشرطة تقول إن بإمكانها التعامل مع مثل هذه الأحداث. ويقول بعض العاملين في وول ستريت الذين فقدوا زملاءهم في الهجمات إن هذا الاحتمال يشعرهم بالانزعاج الشديد.
وأظهر استطلاع أجراه معهد الرأي العام التابع لكلية ماريست أمس الثلاثاء أن 40 في المئة من سكان نيويورك يقولون إن اجراء هذه المحاكمة قرب الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي يزيد من احتمال وقوع هجوم آخر بالمدينة.
وكان وزير العدل الأمريكي “اريك هولدر” قال الأسبوع الماضي إن الخمسة سينقلون قبل محاكمتهم من سجن خليج غوانتانامو في كوبا ليمثلوا أمام محكمة اتحادية بمانهاتن والتي وصفها بأنها مكان مثالي وشهدت الكثير من المحاكمات الناجحة لمتهمين بالإرهاب منذ عام 2001.
ويمكن نقل المتهمين الخمسة إلى نيويورك في غضون أسابيع ومن المرجح احتجازهم في قسم تفرض عليه حراسة مشددة في مركز متروبوليتان للتهذيب والاصلاح وهو وحدة أشبه ما يكون بالقلاع في قلب الحي.
وكان مجلس الشيوخ الاميركي رفض الثلاثاء تعديلا يهدف إلى منع محاكمة المتهمين الخمسة بتدبير اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر أمام محكمة في نيويورك.
ورفض مجلس الشيوخ التعديل الذي تقدم به السناتور الجمهوري “جيمس انهوفي” في اطار مشروع ميزانية وزارة المحاربين القدامى، باغلبية 57 صوتا مقابل 43.
ودعا النص الى حظر استعمال أموال عامة “لبناء او تعديل سجون في الولايات المتحدة أو أحدى أراضيها من أجل اعتقال أي من سجناء غوانتانامو بشكل دائم أو مؤقت”.
وكان هذا التعديل، لو تمت المصادقة عليه، ليمنع محاكمة المتهمين الخمسة أمام احدى محاكم الحق العام ويمنع ايضا نقل المتبقين في المعتقل إلى ما لا نهاية دون محاكمة على اعتبار انهم يشكلون خطرا كبيرا ولا يمكن إطلاق سراحهم.