أرشيف - غير مصنف

اللعب ع المكشوف ….وسياسة الوقت الضائع

سعدون شيحان
كاتب سياسي عراقي
خلال المتابعة لما يدور في الساحة السياسية ومطالعة موازين القوى السياسية والاحزاب العراقية اجد ان هناك تذبذب في مسار الخطوات التي رسمت لتحقيق افق طبيعي للنشاط السياسي …ليس هناك مع هذا مشروع يعتمد على عنصر الزمن والتقدم في العمل لتحقيق نتائج مرجوه وبمعنى ادق عدم وجود مشروع سياسي حقيقي ..ومن هنا دعتنا تلك التجاذبات الى دراسة اسباب غياب المشروع الحقيقي للعملية السياسية وهو ما ادى الى غياب نتائج تنعكس على تقدم المسار الاجتماعي للمواطن العراقي ومن هنا انطلق الى فرضية اجدها واقع حال اصبح على جميع الاطراف الاسلام بها وان تخندق بها قسرا او طوعا نتيجة العجز معظم تلك القوى السياسية وهي فرضية كشف الاوراق على الطاولة واللعب ع المكشوف لان ماتبقى هو وقت ضائع قد لا يتيح نتيجة مهمة تغير من الواقع شيء ..ولا عجب عندما نطالع فضائح تزكم الانوف في اللحظات القاتله .
بعد ان تغيرت المفاهيم او طلب تغييرها في الشأن العراقي وجد معظم الزعماء المستوردون ان لديهم الامكانية التي تجعل منه افضل من الاخرين واندفعوا جميعا لاثبات ذلك امام الخارجية الامريكيه والرئيس بوش …اولهم المؤتمر الوطني الذي توقع انه سيكون الرقم الصعب في المعادلة العراقية سارت الاحداث وتبين هشاشة قاعدة الجلبي في العراق …الرجل لم يكن يحضى بدعم ديني وحتى سياسي سوى بعض التعهدات التي رسمت له في اربيل لدى عقد اجتماع المؤتمر الوطني الاخير قبل الغزو ….جاهد في عكس التوقعات بنهايته ولكن النهاية كانت اسرع مما توقع …رحل يجر خلفة ملفات الاردن وبنك البتراء وغيرها ..الطامة الكبرى ما وجد في مكتبه في بغداد من وثائق طمرت تفاصيلها ولكنها سربت نحو واشنطن ما وضح منها العلاقة الوثيقة بالنظام الايراني وملفات وزارة الدفاع التي ابرق بها لطهران …كان يمتلك جذورا ايرانية اكثر من الهوية العراقية التي يحاول استرجاعها بعد ان سحبت منه لخيانته …رحل وما بقي منه مكتب يعنى بشؤون العشائر في مدينة الحله ..واصابع توخز هنا وهناك لافشال المسارات السياسية وخلق الفرقة بين المكونات السياسية كل محافظات العراق عانت من عقاربه الصفراء هو امتداد ايراني بصبغة سياسي عراقي من نمطية اعتاب الدبابات …..
انتهى عقد الجلبي مع الامريكان وقلب الرجل العقد ليوقع له نجادي على ضهره اعمل ونحن من نساندك ….كوننا من اهل الانبار نعرف الاحزاب التي يمولها وما نهجها وما تسعى اليه ولكن لنا عودة اخرى لتناول تلك الاحزاب الايرانية التمويل …رحلت (القاعدة الايرانيه ) ولكن الذئب ابدل جلده بجلد جلبي سياسي ومخالب حزب جديد ..كلهم سيرحلون لان الوقت المتبقي هو الضائع …لا يرجى منه شيء
لم يكن الامر سهلا مطلقا ولا حتى مستساغ على واشنطن اين البديل …..؟
فرضية البحث عن زعيم يقود الشعب ويكون تلميذ امريكي مطيع ولدية القدره على ترويض اسود العراق ليس بالامر الممكن خاصة مع تمرس الفكر وكثرت الكفاءات ..قالها العراقيين لبوش منذ زمن انت لست في الصومال او جزر القمر مع احترامنا لتلك الدول لانك في العراق بلاد الرافدين امامك 6000 عام من الحضارة و6000 عام من العلم والثقافه ليس الموضوع ببلد عمره اذا 250 عام حتى ان العراق موجود منذ الازل ولم يكتشفة رجل جاء على راحلته السفينة المشؤومه التي اوجدت مصدر الدمار لا اجد اشد من كرستوف كولمبس رجلا يستحق الشفقه لتلك اللعنات وهي تلاحقة لاكتشافه هذا الموطن …
اسدل ستار الجلبي نهائيا ….وامسك باطراف الخيط الجعفري انه القادم …هل سيكمل الشوط ..ومالذي سيفعله ..طائفية ..قتل..تهجير..دماء..سلب الحرية …ارامل كثيرة …بكاء وعويل …سرقات وفساد ….ضجر من تركات تلك الحكومه وبات يبحث عن مكان يهنىء به بعيدا عن اسوار الخضراء ليس هناك امل لانه ادرك ان الوقت المتبقي لا يتيح القيام بشيء ….حمل اوراقة وادرك المصير …ربما اراد النهاية بمضض ولكنه حجز مقعدا قبل ان تمتلى الحافله ….من القادم
امريكا تحلم ..عندما تستيقظ تبحث عن من ينقل حلمها للواقع …تريد عراق امن لا مقاومه لا رشقات فساد تلقى في جعبتها تريد ان تلطش النفط وتوقع اتفاقيتها وترحل ..لا تريد مزيدا من النعوش …لا تود ان تستمر مطالبات المستشفى الالماني بنفقات علاج مصابيها وتكاليف نقل ودفن ومستحقات تلك النعوش …حتى ان شركة همر عجزت هي الاخرى عن توفير النقص في عدد الاليات لارسالها للعراق …بل بدءات بتطوير تلك الاليات تهربا من النقد المضحك لانتاجها ..تبين ان الهمر تنفجر لحالها عند زعل العراقيين …اصبح سعر الهمر 30 الف دولار …حتى هذا مزعج للرئيس الامريكي ..ولادارته …خسائر كبيرة تدفع والجميع غير ابهين بالوقت المتبقي ….رحل جعفرينا ولم ترحل اثاره …سيكون القادم اسرع بالرحيل هكذا تمنى له الجعفري لانه لا يود ان يكون وحده اضحوكة التاريخ ..من القادم جن بوش (الرئيس الامريكي السابق) واركانه من سيكون لديه مفتاح البيت العراقي …
بين صمت وعويل بزغ القادم صمت الجميع وطالع المشهد رجل سيكون علي بابا ومعه اربعين حرامي لا يهم اذا دعت الضرورة قد نعطيك الفرصة لتزيد العدد ربما سيكونون 250 حرامي …بل لك كل لصوص الكون ولكن حقق لنا الفوز قبل ان ينتهي الوقت ..لم يبقى من الوقت شيء ادرك علي بابا ان الوقت المتبقي هو دقيقتين بوزن اشهر قبل الرحيل ….هو المالكي بعينة يرنو ببصرة للشباك العراقية ..كيف سيظع كرة الاتفاقية الامنية ومصير الحكومة في الهدف ..حلقت كثيرا تلك الكرة وهي قريبة جدا من عبور خط الهدف ولكن الحارس لن يفلتها من يديه لن تعانق الشباك …. ولن تتغير النتيجه …ابحثوا عن مصير اخر ..فالوقت اشرف على النهاية والقادم اسوء من الماظي ….وما بين امال ذهبت وامال قد تكون مستقبلا يبقى البحث عن فارس الاحلام الذي يوقد لامريكا مشعلها المتفحم …من منكم مستعد ليكون رجل الغد ..سجال كثيف والاجندة متعدده والجميع متلهف لقراءة اطروحته وحده ليكون بعيدا عن ركوب حافلة الرحيل ..
من يبقى سيتحمل وحده ثمن البقاء فلا جيش سيكون هنا ولا بلاك ووتر ولا اعتقد ان هناك شركات للحماية الخاصة ستعمل في العراق لان الغد رسم خطوطه وحجز ايضا مواقعه الغد سيكون للعراق والعراقيين ,,ولكن هل العراقيين مستعدين للعودة لمقاعدهم !! سننتظر ربما ستكون هذه المره هي الخاتمه ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى