أرشيف - غير مصنف
بل هي هزيمـة سوسيو-اقتصـادية للجـزائر ومصـر..
د.جـمال سـالمي
أستاذ الاقتصـاد في جامعـة عنابـة
أخـيرا.. أنهـى هدف اللاعـب الجزائـري المتألـق عنتـر يحـي مسلسل مواجـهات الجزائـر مع مصـر في كـرة القـدم، وصـار بإمكان العقـلاء التلويـح بهزيمـة سوسيـو-اقتصاديـة ساحـقة للطرفـين، بما يمثلانـه من ثقل عربـي إسلامـي كـبير: سياسـيا، إعلامـيا وعسكريـا..
بصـمات صهيونـية خـبيثة
لقد أيقظـت عصابـات بني صهيـون نيـران فتنـة نائمـة بين أقـوى بلديـن عربـيين إفريقـيين، ولـولا لطـف الله تعالـى وبقـية عقـل لدى عقـلاء الطرفـين لاندلعـت، مباشـرة بعد الاعتـداء الوحـشي الجـبان على لاعبـي الخضـر في القاهـرة، حـرب دبلوماسـية وسياسـية قد تتدخـل فيها حتى الجـيوش..
لقد تمنـت تل أبيب لو كانت هناك مباراة بهذه الحمـية والعصـبية بين حركتي فتح وحـماس، حتى ترتـاح منهما معـا..
فاعتبـروا يا أهـل الكـرة من عـداوة مجـانية بسبب لعـبة كرة القدم، وتجـنبوا الإصغاء إلى السفـهاء والغوغـاء، عشـاق التقسـيم السلبـي المأسـاوي لأمـة واحـدة، ذات ديـن توحـيدي موحـد، وانتـماء مشتـرك لمحـور طنجـة-جاكارتـا المتخـلف المقهـور..
انتصـار كـروي=هزيـمة سوسيـو-اقتصاديـة
مـاذا ربـح المصريـون بسـوء استقبالـهم للجزائـريين في القاهـرة؟
لا شيء.. غير انهـيار روابط علاقـات اقتصاديـة واجتماعـية، ساهمـت شركـة أوراسكوم تيليكـوم للهاتف النقـال في ترسيخـها خـلال العشريـة الماضـية..
5 مليار دولار استثمارات مصـر في الجزائـر تترقـب الآن نفس مصـير الخليـفة..
15 ألف مصـري مقيم حـاليا في الجزائـر يخـافون من خيالـهم: رعـبا من انتتقام الشعـب مما حـدث في القاهـرة في حـق شبان جزائـريين أبريـاء..
ألم يكن من الحكـمة كبح جـماح هذا الاندفـاع الصبياني قبل خـسارة كل هذه الملايير؟
هل نسـي الأشـقاء في بلـد سياحـي كمصـر أن سمعتـهم دولـيا صـارت في مهـب الريـح بعـد اعتـداءات القاهـرة؟
الجزائر أيضا خسـرت رغم انتصـارها الكـروي على الفراعـنة، فقد فقـدت حـليفا اقتصاديـا عربـيا قويـا، وتوتـرت العلاقـات الاجتماعـية بين الشعـبين، بل حتى بين الرئيسين بوتفليقة ومبارك، بسبب سـوء تسـيير مباراة في كـرة القـدم..
مقترحـات تهدئـة
ليس من مصلحـة البلدين دخـول حـرب بـاردة أو قطـع العلاقـات الاقتصـادية والروابط الاجتماعـية..
لكن القصاص العـادل وتحـديد المسؤولـيات، مع معاقـبة المتسببين في كارثـة 14 نوفمـبر قد يساهم كمرحـلة أولـى في إنقاذ ما يمـكن إنقاذه..
وحـده الاعتراف بالخـطأ، ثم الاعتـذار للاعـبين الجزائـريين ولكل المناصـرين، وتعـويض ضحـايا الضـرب والإهانـات قد يحـمي جـيزي في الجـزائر من غضـب كل هـذه الجـماهير..
أما الهـروب إلى الأمـام، والإصـرار على نرجـسية التفـوق المصـري الأبـوي الأبـدي، فلن يزيـد الطـين إلا بلـة، وربما يدفـع أبريـاء مصـر ورعايـاها في تراب الجـزائر ثمـن حماقـة وشوفينـية طبـول لا أبطـال مهزلـة القاهـرة..