أرشيف - غير مصنف
الفقى: جمهور الجزائر كان يخطط لذبح المصريين في الخرطوم
مازالت الأحداث المؤسفة التي أعقبت اللقاء الكروي بين منتخبي مصر والجزائر في العاصمة السودانية الخرطوم تلقي بظلالها الكثيفة على الأحداث، حيث شهد مسرح الأحداث تطورات مأساوية راوحت مكانها الرياضي لتمتد إلى العلاقات السياسية بين البلدين اللتين سارعت كل منهما لاستدعاء سفيرها للتشاور حيال ما حدث، وظهرت بعض الأصوات المنادية بقطع العلاقات وسحب الجاليات من البلدين، في سيناريو يراه المحللون الأسوأ في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وعلى هامش تلك الأحداث، أعرب الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري “البرلمان” عن أسفه لما ما حدث للشعب المصري من إهانات وضرب وشتائم من نظيره الجزائري عقب المباراة الحاسمة التي أقيمت بين منتخبي البلدين على أرض السودان يوم الأربعاء الماضي وانتهت بفوز المنتخب الجزائري وتأهله لمونديال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
ووصف الدكتور الفقي في لقاء مع برنامج “48” ساعة على قناة المحور الفضائية الشعب الجزائري بأنه شعب بلا هوية أو تاريخ وكيف له أن يتجرأ بهذه الصورة على الشعب المصري قائلا :” لولا جهود مصر ودورها بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر لما تحررت الجزائر من الاستعمار الفرنسي “، وطالب الجزائريون احتراما لدور مصر بأن يتقدموا بالاعتذار للشعب المصري على ما حدث من إهانات”.
وطالب الفقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بضرورة الاعتذار العاجل للرئيس المصري حسنى مبارك ولشعب مصر، متوقعا ألا يعود السفير المصري إلى الجزائر في وقت قريب.
وأكد انه كي يعود الدور المصري إلى سابق عهده فلابد من التوسع في العلاقات مع ثلاث قوى إقليمية في المنطقة وهى تركيا وإيران وإسرائيل، بما لا يعنى علاقات تامة أو اندماج لكن فقط قدرة على الاتصال والتخاطب مع تلك الدول ، مؤكدا أن مصر في أيديها أدوات قوى كثير لا تستخدمها.
شغب جمهور الجزائر شهد باجرامه الجميع
وأشار إلى أن استدعاء السفير الجزائري في القاهرة يعد رسالة موجهة إلى الجزائر ككل وسينظر فيما بعد في تحديد علاقاتها مع مصر ، واصفا موقف السفير الجزائري تجاه ما فعله شعب بلاده مع المصريين بأنه ” موقف تميز بالتعصب” ، مؤكدا أن العالم كله يحارب الثقافة المصرية ويقف ضدها لتقدم المصريين ونضج عقولهم”.
كما لفت إلى أن الدبلوماسية الرياضية هى في الأساس دبلوماسية مصالحة ، قائلا :” فعندما تمتدح شخص ما فتصفه بأن روحه رياضية بمعنى السمو والرقي واتسامه بروح التفاهم فكيف يصل بنا الحال في الرياضة لهذا الوضع المؤسف” .
وتابع قائلا :” إن الغلطة التي وقع فيها أبناء الشعب المصري الذين تعرضوا لكل تلك الإهانات أنهم طيبون ولم يقوموا بعمل أية محاضر رسمية ضد ماحدث لهم من اهانات وضرب بالاسلحة البيضاء والحجارة والعصيان ذات المسامير والسب والشتائم ، وعلى الجانب الأخر الجزائريين الذين قاموا بكل ذلك بالطبع مسبقين وعارفين كل خطواتهم كويس جدا ومحررين محاضر رسمية ومخططين لكل شىء منذ البداية مما يدعونا للتفكير فى المسألة لها أبعاد سياسية ومخطط لها على مستوى عال ، وبالطبع الاتحاد الدولي لكرة لقدم (الفيفا) لا يأخد إلا بكل ماهو مسجل رسميا “.
اتلاف ممتلكات واعتداءات مسلحة والاسم مباراة كروية
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري أن هناك كتاب جزائرين وصحفيين ومواطنون ينتقدون ماحدث ، ولكن مع ذلك صامتون ولا يتحدثون .
واستطرد قائلا :” الجزائريون أبدوا استعدادهم من قبل المباراة بشراء الأسلحة البيضاء من أسواق الخرطوم ، حيث كانوا يخططون مسبقا لذبح المصريين”.
وردا على سؤال حول كيف أن نخرج ما بداخلنا من غضب واستياء تجاه ما حدث وكيف يمكننا أن نشعر بقليل من الرضا ، قال الدكتور الفقي :” أنا مؤمن بالمبدأ الانجليزي القائم على الانحناء للعاصفة حتى تمر ، وعلى المدى الطويل علينا أن ندرك أن هناك بلد يحمل لنا الكراهية والعداء ونتعامل معه على هذا الأساس “.
وحول ما سيقوله للحكومة المصرية وللقيادة الجزائرية وللشعب المصري إزاء ما وقع ، قال الفقي :” ساكتب مقالة في جريدة الأهرام عنوانها ( العرب ومصر ، المسكوت عنه ) ، مشيرا إلى أن العلاقة بين العالم ومصر ليست صافية”.