أرشيف - غير مصنف
اعترافات مثيرة لقائد إسرائيلي: تعاملنا مع مهربي مخدرات لبنانيين مقابل معلومات عن حزب الله
فجر قائد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى مفاجأة من العيار الثقيل عندما اعترف ان جيش الاحتلال يسمح أحيانا للمهربين اللبنانيين بتهريب مخدرات إلى داخل الدولة العبرية في مقابل الحصول على معلومات عن حزب الله.
وأشار قائد سابق لوحدة الارتباط مع لبنان العميد ديفيد أغمون، في مقابلة مع الإذاعة العبرية حول اكتشاف العملاء في لبنان، إلى وجود نشاطات “غير أخلاقية” في عمل الجيش وأذرع الأمن الإسرائيلية، بينها تهريب مخدرات من لبنان في مقابل معلومات استخبارية.
ويعتبر كلام أغمون من الأقوال النادرة التي يمكن لقائد عسكري أن يتطرق إليها حتى بعد خروجه من الخدمة العسكرية.
وأشار مراسلون إسرائيليون إلى أن اعتراف أغمون بهذه المسألة تم بطريقة تبدو وكأنها “زلة لسان”، رغم أنه لم يتراجع عنها.
ونقلت صحيفة “السفير” اللبنانية عن أغمون قوله في المقابلة أنه “نشأت مع لبنان كثرة من منظومات العلاقات، بما فيها شبكات تهريب المخدرات، والتي دفع بعضها الثمن على ما يبدو وبطريقة ما عن طريق تقديم معلومات، وربما نالوا تسهيلات في تمرير المخدرات إلى إسرائيل”.
واعتبر أغمون أن خلايا تهريب المخدرات إلى الأراضي الإسرائيلية ليست سوى جزء يسير من مجموع الشبكات التي تستخدمها الدولة العبرية للحصول على معلومات استخبارية.
وشدد أغمون على أنه حتى إذا كانت التقارير عن اكتشاف وضبط شبكات العملاء في لبنان صحيحة فإن هذا لا ينبغي أن يزعج إسرائيل. وقال أن إسرائيل ليست قلقة فعلا من اكتشافات حزب الله للعملاء لأن لدى إسرائيل شبكات كثيرة. “ينبغي أن نتذكر أنه لحظة اكتشاف شبكة تبدأ في الانتظام على الأقل شبكة جديدة”.
وجاءت أقوال أغمون هذه في مقابلة إذاعية مع برنامج “منتصف اليوم” الذي يبث في الشبكة الثانية للإذاعة الإسرائيلية.
وتجدر الإشارة إلى أن أغمون قال الكلام وفقا لخبرته كقائد لوحدة الارتباط مع لبنان، وهو الاسم الذي أطلق على الإدارة الإسرائيلية للاحتلال في الجنوب اللبناني. وأضاف “أفترض أن هناك شبكات نائمة أيضا يتم تفعيلها وقت الضرورة”.
وأكد أغمون مع ذلك أن النجاحات في الإحباط الاستخباري في لبنان تنبع من المعدات الحديثة التي تم تفعيلها. وأضاف أن “منظومة التحقيق والإحباط لدى حزب الله تحسنت”.
وكان الجيش والشرطة الإسرائيلية قد أعلنا قبل أيام إحباطهم عملية تهريب مخدرات واسعة إلى إسرائيل وضبطوا 15 كيلوجراما من الهيرويين في منطقة المطلة. وتم اعتقال ثلاثة من سكان بلدة يركا في الجليل الأعلى بينهم واحد اعتقل متلبسا.
إسرائيل ترفض وقف تجسسها على لبنان
كان نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية موشيه يعلون، أكد في وقت سابق ان إسرائيل ستواصل جمع المعلومات الاستخبارية في لبنان إلى أن “يتجرد حزب الله من سلاحه”.
وقال يعلون الذي يشغل أيضا منصب وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل تجمع معلومات استخبارية في لبنان، مشيرا إلى أنها تراقب عن كثب كل ما يجري خلف الحدود في لبنان، مشددا على أنه “عندما يتجرد حزب الله من سلاحه، ستتوقف هذه النشاطات”.
وزعمت دولة الاحتلال أن الحكومة اللبنانية لا تسيطر على هذه المنطقة بشكل كامل ، وذلك على خلفية قصفها أجهزة تنصت قرب قرية حولة في جنوب لبنان الشهر الماضي.
وقالت صحيفة “هاآرتس” العبرية: “إن إسرائيل لم تنف ولم تقر بأن الموقع الذي تم قصفه يحتوي على أجهزة تجسس زرعتها في الموقع، لكنها شددت أمام الأمم المتحدة على أنها ستستمر في جمع المعلومات الاستخباراتية في جنوب لبنان طالما أن الحكومة في بيروت لا تحكم سيطرتها الكاملة في هذه المنطقة”.
وكان قائد قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) الجنرال كلاوديو غراتسيانو عقد اجتماعا في مقر يونيفيل في رأس الناقورة يوم الأربعاء الماضي وتم خلاله بحث التوتر في جنوب لبنان وخصوصا على ضوء قصف أجهزة التصنت.
ونقلت “هاآرتس” عن دبلوماسي غربي تم إطلاعه على تفاصيل الاجتماع قوله إن أحد المواضيع المركزية التي تم البحث فيها كان كشف أجهزة التنصت وأنه وفقا لمسؤولين أمنيين لبنانيين تبين من تحقيق تم إجراؤه أن الحديث يدور عن الارتباط بشبكة خطوط الهاتف المستقلة التابعة لحزب الله والتي تعمل بمعزل عن شبكة الاتصالات الرسمية في لبنان.
وطلب غراتسيانو والضابط اللبناني من الضابط الإسرائيلي إيضاحات حول أجهزة التنصت وقال مندوبو يونيفيل الذين حضروا الاجتماع أن الجيش الإسرائيلي نصب أجهزة التنصت خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، فيما قال مندوبو الجيش اللبناني أنه تم نصب هذه الأجهزة في فترة متأخرة وأنها جديدة في المنطقة.
ووفقا للدبلوماسي الغربي فإن الضابط الإسرائيلي هايمان لم ينف أن أجهزة التنصت إسرائيلية ولم يتطرق بشكل واضح للأسئلة التي تم توجيهها له لكنه شدد على أن إسرائيل تستخدم قدراتها الاستخباراتية على ضوء التهديد من جانب حزب الله.