أرشيف - غير مصنف

صفقة شاليط متوقّفة على أسير واحد

 ذكرت مصادر فلسطينية مطّلعة اليوم أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً، وأنها باتت تتوقّف على اسم أسير واحد من اللائحة التي قدمتها حركة “حماس”. ونقل موقع “الرسالة نت” المقرّب من حركة المقاومة الفلسطينية عن المصادر قولها إن الصفقة الآن “متوقّفة على اسم أسير واحد من بين قائمة الأسماء التي قدّمتها حركة حماس”. ورفضت المصادر إعطاء تفاصيل أخرى عن الصفقة.
 
من جهة ثانية، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر إن المقاومة الفلسطينية ستجبر الدولة العبرية على الخضوع لشروطها في صفقة تبادل الأسرى المرتقبة.
 
وأضاف بحر، وهو من قادة “حماس”، خلال اعتصام تضامني مع الأسرى أمام مقرّ الصليب الأحمر في غزة، بمشاركة عدد من الفنانين السوريين “جهود المقاومة مستمرة لتنفيذ صفقة تغيّر معايير الاحتلال في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية”.
 
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني “سيحتفل بالعيد وبالإفراج عن الأسرى رغم أنف الاحتلال”. ويأتي تصريح بحر فيما تسارعت وتيرة الأنباء عن وضع اللمسات الأخيرة على صفقة التبادل الشاملة بين حركة “حماس” وإسرائيل بوساطة ألمانية مصرية.
 
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت بتجميع الأسرى في 3 سجون، تمهيداً لصفقة تبادل على ما يبدو. ويتوجّه اليوم وفد من “حماس” برئاسة عضو المكتب السياسي محمود الزهار إلى القاهرة، في ما يُعتقد أنه لاستكمال حيثيات الصفقة، وليس كما تردّد سابقاً، لإجراء مشاورات بشأن المصالحة الفلسطينية.
 
في المقابل، قال رئيس دائرة الأسرى والمفقودين السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، رامي إغرا، إن موافقة الدولة العبرية على صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” ستعدُّ خطأً خطيراً سيغير وجه الشرق الأوسط. ورأى إغرا في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أن “إطلاق سراح أسرى فلسطينيين جماعياً سيتّضح لاحقاً أنه خطأ خطير سيغيّر وجه الشرق الأوسط”. وأضاف “من سيصدر عفواً عن قتلة اليوم قد ينضمّ غداً إلى جيش أصدقاء المخطوف (الإسرائيلي) المقبل”.
 
وأكد إغرا أن “صفقة شاليط هذه، ومثلما هي مقترحة الآن، ستغيّر وجه الشرق الأوسط، فنحن نطلق سراح كبار القتلة، ونظهر للجمهور الفلسطيني أن الطريق الصحيحة للتعامل معنا هي القوة لا السلام والتسوية”. وتابع “إضافةً إلى ذلك فإننا نضعف أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، ومن يريد السلام فعلاً معنا، ونحن نعيد قتلة إلى الميدان وسوف نتواجه معهم مجدداً”.
 
من جهة ثانية، كتب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” شمعون شيفر، على ضوء تكاثر الأنباء بشأن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل قريباً، وأشار شيفر إلى أن “الحديث لا يدور فقط عن قرار غير مسبوق، بل عن تراجع كامل عن كل ما جاء في كتبه وخطاباته وعقيدته السياسية، وذلك استناداً إلى الاعتقاد بأن نتنياهو لن يتمكّن من إنهاء الصفقة مع “حماس” بثمن أقل مما اقترحت حكومة (إسرائيل السابقة برئاسة إيهود) أولمرت” قبل نهاية ولايتها بوقت قصير جداً.
 
وأضاف شيفر إن نتنياهو قد يؤلّف لجنة وزارية لإقرار قائمة أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم. والاقتراح الأخير الذي قدمته حكومة أولمرت بواسطة المبعوث الإسرائيلي الخاص لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، ورئيس جهاز “الشاباك” الإسرائيلي يوفال ديسكين إلى حركة “حماس” عبر مصر كان يقضي بإطلاق سراح 324 أسيراً “من الوزن الثقيل” من أصل 450 أسيراً طالبت بهم حركة المقاومة، كما رفضت إسرائيل بشدة إطلاق سراح 125 أسيراً أُدينوا بالتخطيط وتنفيذ عمليات أسفرت عن مقتل العديد من الإسرائيليين.
 
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لدى عودته من القاهرة قد تحدّث أمس عن “وجود تقدّم مهمّ” في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، حيث يجري ذوو شاليط سلسلة محادثات اليوم مع أعضاء كنيست ووزراء بهدف معرفة تفاصيل هذه التطورات ومطالبتهم بتأييد صفقة تؤدي إلى عودة ابنهم.
 
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)
 

زر الذهاب إلى الأعلى