عذرا أحبتي في الجزائر بلد المليون شهيد …. أنا أحب مصر أم الدنيا ووطن التضحيات …..

محمود عبد اللطيف قيسي
لا يمكن لعربي مسلم غيور أن يتخيل أو يصدق أنّ الناس سينقسمون بين مؤيد لمصر وآخر مؤيد للجزائر في هذه المعمعة الكروية التي حشر بها الشعبين الشقيقين ، فأنا لن أكون إلا مؤيدا ومحبا للجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد ، البلد العروبي القومي الذي أيد الشعب الفلسطيني وأدخل قضيتهم من بوابات العالم الثورية مع شروق شمس انطلاقة ثورته المظفرة ، وبالتأكيد لن أكون إلا محبا لمصر العروبة التي أمدت صلاح الدين الأيوبي وجحافل المسلمين بخيرة رجالاتها اللذين استشهدوا على ثرى فلسطين الغالية ، وحرروا عسقلان وبيت المقدس وعكا من براثن الصليبيين الأوائل ، وهي التي أمدت فلسطين بالعتاد والرجال خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى وما بعدها ، فساهم رجالها بعدم ضياع قطاع غزة الحبيب ، وهي التي أدخلت القضية الفلسطينية من أوسع بوابات العالم فساهمت بخلق منظمة التحرير الفلسطينية ودفعت بكل قوتها لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحمايتها من إسرائيل وداعميها ، وهي التي أمدت الثورة الجزائرية الخلاقة بالمال والسلاح ومكنتها من الانتصار على الفرنسي الغاشم الظالم ، الذي حاول نقل الجزائر والجزائريين من دائرة العروبة والإسلام إلى دائرة الضلالة والغي والهلاك ، وهي التي نقلت البارودة العربية من مستودعات الصدأ إلى ساحات الوغى والنصر خلال معركة رمضان التحريرية المجيدة ، فحطم صناديد مصر النفسية الإسرائيلية بعد أن داسوا بأقدامهم على العقيدة القتالية العنصرية الإسرائيلية ، وهي التي ما زالت همهما هو الهم الفلسطيني ، وأملها هو الأمل الفلسطيني ، وكل حرص شعبها وقادتها هو على الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وعلى بقاء القضية الفلسطينية حية وحاضرة في ضمير العالم أجمع .
 
لقد عرف القاصي قبل الداني أنّ مصر العربية وشعبها العربي الأصيل وقيادتها الوطنية الصادقة مع قضايا شعبها وأمتها ، هي اليوم مستهدفة من مجموعة كبيرة من الأعداء اللذين منهم الكافرين وهؤلاء مصر العزيزة قادرة عليهم ، ومنهم المنافقين ونسأل الله أن يكفيها بما شاء مكرهم وخبثهم ، ويفشل خططهم التي برز منها أثناء حرب إسرائيل الدموية الأخيرة على غزة رأس الشيطان ، الذي حاول إثارة الشغب والفتن في بلد يوسف الصديق ، لظنه أنّ شعب مصر انزلق في غيابات الإعلام المفبرك المضلل ، فانكشف أمرة وارتد سهمه إلى نحره ، كما ومنهم أذرع وأجهزة الموساد التي وجدت بكرة القدم ضالتها ، فآذت المصريين لهدفين : الأول دفع مصر العربية للانسلاخ عن أمتها وقضاياها العربية ، خاصة بعد أن علم الجميع أنّ الشعب الفلسطيني يمر في هذه الأثناء بمرحلة عصيبة لا إمكانية للخروج منها إلا بإعلانه الدولة الفلسطينة المستقلة وعاصمتها القدس ، وهو الموقف الذي تفهمته مصر وأعلنت وقوفها إلى جانبه ، مما أربك الأعداء فعجلوا أوامرهم للمندسين اللذين اندسوا بين الجزائريين الأوفياء لمصر لإيذاء المصريين وإشغالهم بمعركة جانبية ، عرف شعب مصر خطورتها فتنبه لها ولم يلتفت إليها ، والثاني وهو الأخطر الذي تنبه له الشعب المصري العزيز الذي تكاتف والتحمت سواعده ، ووقف بشموخ وعزة خلف قيادته التي ما زالت مستهدفة لإصرارها على تحرير فلسطين ، ولإصرارها على حماية دين الله ورسوله من محاولات لجمه أو المساس به ، ولوقوفها ضد محاولات إزاحة المسلمين لطرق ومذاهب على غير هدى وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وإن تلحفت بالمقاومة والدين .
 
 
 
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com
 
Exit mobile version