هل تنجح جماعة “المناكفة” 14 أذآر”.. بترك بصمتها على البيان الوزاري بحيث تدخرها “كإنجاز”ما ترجع إليه لاحقاً لتتويج “مناكفاتها”الاستعراضية بوجه المقاومة وسلاحها.؟ نعتقد ان نفاذ جعبة 14 أذآر من اللاءات سيجعلها تستميت دون جدوى بوضع صيغة مبهمة حول المقاومة في البيان الوزاري وذلك لضمان الابقاء على مادة “المناكفة” التي تستمد منها إستمراريتها كلما دعت الحاجة لتعويم نفسها امام قواعدها..
مع العلم ان إتفاق الطائف كان واضحاً وصريحاً حين شرع للمقاومة هذا الحق بشكل لا لبس فيه..
لقد مارست الدول عبر تاريخها العمل المقاوم دون اللجوء الى التشريعات الخاصة في أكثر من مكان وزمان..
فالدساتير السماوية والوضعية قد شرعتها حتى تغنت بها الشعوب شعراً وغناءا من أقاصي الارض شرقها وغربها..
في حين يطل علينا اليوم بقية من جماعة “المناكفة” صقور 14 أذآر الذين ينازعون الإنقراض فيبادرون الى الخطابات الرنانة حتى ُخيل لنا بأن حرباً عالمية ثالثة واقعة لا محال، فيما لو ُذكرت المقاومة صراحة في البيان الوزاري..في الوقت الذي رفعوا فيه من وتيرة “مناكفاتهم” لإفهام جمهورهم بأنهم لا زالوا على قيد الحياة السياسية..بدورها تتناغم إسرائيل معهم “بالمناكفة”برفع سقف تهديداتها صراحة بمهاجمة لبنان معلنة مراراً وتكراراً إنهماكها في المناورات العسكرية التي تحاكي الحرب القادمة التي تهوّل بها على اللبنانيين في الربيع القادم..
وعلى هذا الايقاع يطالب “المناكفون”من باب الاستعراض”بزج الجيش اللبناني على خط المقاومة وسلاحها لتوريطه بوجه اقوى جيوش المنطقة عدة وعتاد وهو المقيد “بفيتو” حلفائهم ولا يُسمح له اصلاً بالتسلح اللازم للقيام بهذا الدور..فبدون تجهيزه بالقدر الكافي سيتحول حتماً الى طعم دسم في فم هذا العدو..ولا نعتقد ان المؤسسة العسكرية اللبنانية ستمنح الفرصة لهذا العدو القيام بهذا العمل وكذلك عوائل الضباط والجنود اللبنانيين لإدراكهم بأن هذة الخطوة ستكون ناقصة لعدم توفر الامكانات اللوجستية اللازمة ما ينطبق عليها تسمية الانتحار الجماعي الذي لن تنفع بعدها دموع اللبنانيين جميعاً..
سمعنا منذ ايام ان الديمقراطية والسلاح لا يتفقان..وان المقاومة ميليشيا..!!مع ان حلفاء هؤلاء من الامريكيين قد إستعانوا في العراق بعشائر الصحوة كميليشيا لتقاتل الى جانب الجيش العراقي.. ويفكرون اليوم بإنشاء ميليشيا لمقاتلة طالبان في أفغانستان.. فهل هنالك ميليشيا حسنة وأخرى غير حسنة..؟(إذا ما سلمنا جدلاً بالتسمية) ومع ذلك نسأل من يطلقون على هذة المقاومة ميليشيا؟ كيف لا يمكنهم التمييز ما بين مقاومة غير ظاهرة السلاح والانتشار.. وميليشيات حقيقية عاصروها عن قرب وبأم العين وهم يدركون جيداً الفارق الكبير بين المقاومة والميليشيا .؟
على اي حال فليقولوا لنا ما إذا كانت تتفق الديمقراطية والاحتلال .؟
او ان تتفق الديمقراطية مع الحكم مسبقاً على نوايا المقاومة وسلاحها وجمهورها الذي يؤازرها؟
او ان تتفق الديمقراطية مع تخويف فئة لبنانية من فئة لبنانية اخرى .؟
او ان تقول الديمقراطية ان يُطلب من المواطن إدارة ضهره الى أرضه التي يحتلها عدوه او ان يهددها ليل نهار..؟
هل تقول الديمقراطية ان يُشهّر في الداخل وفي الخارج بسلاح مقاومة حررت الجزأ الاكبر من ارضها اللبنانية..أُكرر اللبنانية؟
حتى إضطرت هذة المقاومة يوماً الى حماية سلاحها من الداخل ومن الخارج في 7 أيار مكتفية بالهدف المعلن الذي أكدته سرعة إنهاء العملية وعدم تكريسها للمتاريس العسكرية في الشوارع كما تفعل عادة الميليشيات..
هذة المتاريس التي لو اُتيحت لغير المقاومة وحلفائها لما اُزيلت حتى تتحقق السلطة المطلقة بيد من يطمح لها مع انه فشل سابقاً ..اما عن البيان الوزاري فأقلها يجب إعتماد بيان حكومة السنيورة السابقة طالما انه لم يتبدل شيء من ذلك الحين.؟أو(( الاعتراف الصريح بدور المقاومة وسلاحها في البيان الوزاري مقابل تعهد المقاومة “بتنظيم وضع سلاحها بعدم إظهاره في الشوارع “وهو دائماً كذلك وغير ظاهر للعلن”..وعلى ان يكون سلاحها آخر الاسلحة التي تنزل الى الشوارع في حال الضرورة..””وهو أيضاً كذلك وكان آخر الاسلحة التي نزلت في 7 أذآر الى الشارع”” وعدم الظهور المسلح أثناء الانتخابات النيابية والبلدية والجامعية..”” وأيضاً هذا وذاك لم يحصل بالمطلق””)) “”إذاً هذا كله يدلل على ان السلاح سلاح مقاومة وليس بسلاح ميليشيا يترصد الديمقراطية”” من جهة اخرى تواصل طاولة الحوار إنعقادها برعاية رئيس الجمهورية حتى إيجاد صيغ إجماعية ما ينعكس إيجاباً على امن البلد وإقتصاده في ظل الضائقة المعيشية التي تطال كل طبقات المجتمع..وللتذكير يعتقد خاطئاً من يرى ان إسرائيل لن تجعل منه يوماً عبداً تحت اقدام جنودها مهما كان تبرعه سخياً بالضرب على وتر المقاومة وسلاحها..وان مقولة قوة لبنان في ضعفه لم تعد صالحة في ظل عولمة الشرق الاوسط الكبير والمشاريع الامريكية التي فُصلت على المقاس الاسرائيلي لا العربي ولبنان بلد عربي”إلا إذا كان رأيهم غير ذلك”..
ويخطئ ايضاً من يعتقد ان الهدنة في ظل الاحتلال بدون سلاح المقاومة لن تكون خدعة وفخاً وإستسلام.
فالجنوبي عانى من إسرائيل منذ ايام الهدنة ولا زال..وعانى من دولته التي لم يتخلى عنها يوماً في أحلك الظروف والتي لم يكن يرها إلا في مخالفات البناء حتى لو كان هذا البناء عبارة عن معلف للماشية وملجأ يلتجأ إليه الجنوبي من نار العدو الذي لم توقف نيرانه إلا مقاومة أبنائه الذين خرجوا من رحم بيئتهم.. من مدنهم وحاراتهم وقراهم التي عطلت إسرائيل سبل الحياة فيها عقوداً من الزمن..لم تكن الدولة أقل منها كرماً في هذا الشأن..هذة الدولة التي لم يقف احداً في وجهها يوماً لو ارادت بناء مدرسة او مستشفى او حتى مستوصف من شأنه تثبيت صمود ابناء الجنوب في أرضهم..
ان هذة المقاومة التي إكتسبت مصداقيتها من ابنائها الذين رأوا فيها الكابح الانجع الذي فرمل إنتهاكات هذا العدو تستحق الاحترام بعد ان أدركت مكامن ضعفه وهو الذي يمتلك اقوى آلة عسكرية في المنطقة مدعوماً من اقوى دول العالم ..؟ فلماذا يلام المواطن الجنوبي حين يراهن على ابنائه الذين نذروا انفسهم صادقين بما امرهم به ربهم والواجب الوطني والاخلاقي،مع إدراكهم لفارق العدة والعتاد والدعم الغير محدود لعدوهم.؟
للأسف يريد البعض المقاومة في لبنان كل بحسب مقاسه وإلا “فهي مجرد ميليشيا عابثة بالوطن وليست من المقاومة بشيء “وكأن ماضي هؤلاء يرقى الى عمل المقاومة بشيء..وهم الذين صبغوا مسيرة حياتهم باللون الاحمر ووزعوا المآسي على كل اللبنانيين دون إستثناء..
مدعيين باطلاً انهم رموز مقاومة واضعين اعمالهم الدموية في خانة الانجازات الوطنية التي” تستحق ان يفخر بها الجيل الجديد من الشباب اللبناني” الذي ضللته قياداته حتى تحول الى عملاق في كراهية الاخر.. ولم يكتفوا بذلك بل عابوا على غيرهم تفاهماً فرضته تركيبة بلدهم الطائفية ساهم بتكريس روح المحبة بين اللبنانيين وذاقوا من خلاله طعم الوطنية الحقيقية بعد ان تلاعبت بطوائفهم دولاً كبرى ولا زالت تحاول الى هذة الساعة..