فرنسا بالذات تدعم الدكتور أفنان
قد يتساءل البعض لماذا فرنسا بالذات قامت بالردّ على مبادرة الدكتور أفنان للسلام من بين الكثير من الدول؟ فهناك صمت فلسطيني وعربي وأوروبي. طبعًا هناك شخصيات عالمية ساندت هذه الخطة كما هو واضح من القراءات العديدة التي نجدها هنا وهناك. في الواقع تفاجئنا الكثير من الأطراف ما بين الحين والآخر بطرح خطط لإنعاش السلام وتحريكه، بعضها بالطبع يلقى اهتمامًا لحظيًّا ثم تختفي الخطة وصاحبها عن الأنظار. أنا على ثقة تامّة من أنّ خطّة الدكتور أفنان طرحت على طاولة الدراسة في مطبخ السياسة الإسرائيلي وأغرقت تمحيصًا، خلافًا للشتم والتهميش الذي قوبلت به الخطّة في المساق العربي!
كان من المتوقّع أن تولي فرنسا اهتمامها للخطّة فهي كدولة عظمى لا يمكن أن تترك شاردة أو واردة دون أن تقتنصها وتوليها حقّها من الدراسة وقد تتبناها أيضًا.
أعتقد بأنّ هناك بون واسع ما بين التفكير الشرقي الإحلالي والمتعصّب والذي لا يقرّ بالرأي الآخر وما بين التفكير الأوروبي الذي يتيح المجال للعقول والأقلام بأن تتحدّث وتتكلّم. من يدري فقد تكون هذه الخطّة أو سواها تحتوي على نواة قادرة على وضع الأسس للانطلاق من نقطة ما، بعد أن عدنا إلى نقطة الصفر مئات المرات، وبعد أن استجدينا الكثير من اللحى والشوارب وأهل العزّ والكرم لإيجاد ما يشبه الحلّ لمآسي الشعب الفلسطيني المشرّد والمنكوب، فلم نجد سوى أنصاف حلولٍ زادت الطين بلّة. لعل الكرة التي باتت الآن في الملعب الفرنسي ترتدّ إلى ملاعبنا لتجد من يتلقاها ويتعامل معها. أنا أدعو لقراءة الخطة والتأمل بها وإيجاد نقاط القوّة والضعف فيها والعمل على تطويرها عند الضرورة، لكي تصبح أساسًا يُبنى عليه.
وكما يقول المثل الحجر اللي ما بيصيب بيدوش! وهذا أضعف الإيمان.